** رغم الكثرة العددية للأعمال الدرامية التليفزيونية كل عام نجد ان عدداً كبيراً من هذه المسلسلات لا يرقي إلي المشاهدة والمتابعة وتكون نسبة الاقبال عليها ضعيفة لأنها لا تقدم مايريده جمهور الشاشة الصغيرة.. نريد مسلسلات تقدم حلولاً بناءة لمشاكلنا بعيداً عن الوعظ المباشر وتناولها بأسلوب بسيط يجعل المشاهد يصل إلي النتيجة دون ان يكون هناك كلمات فيها نوع من الاستهزاء أو السخرية. النص الدرامي المتميز يؤثر في المجتمع ويحوله من السلب إلي الايجاب والمشاركة الفعالة تبدأ من المؤلف والمخرج والممثل. الدراما من خلال تناولها للقيم قادرة علي ان تغير المجتمع وتنقله إلي الأحسن والأفضل دون ان يشعر بأنه درس أو محاضرة أو تعليمات بصورة مباشرة لكن للأسف الدراما لا تقدم ما يحتاجه الناس بقدر ما تقدم ما يعود عليها بالربح.. لابد ان تكون هناك أعمال درامية تقدم للجمهور القيم الجيدة التي افتقدناها في مسلسلاتنا خلال الفترة الأخيرة وكذلك عدم المبالغة التي تظهر في المسلسلات في ثراء غير طبيعي لشرائح معينة في الوقت الذي يعاني فيه معظم شرائح المجتمع من مشكلات عديدة مثل البطالة وعدم السيطرة علي الأسعار والعشوائيات وغيرها التي تمس حياة الناس.. لابد ان يراعي كتاب ومؤلفو ومنتجو الدراما ما يريده الجمهور خاصة ان المسلسلات تعكس الواقع الذي نعيشه ولا ينبغي علي الاطلاق ان يعتبر شهر رمضان المعظم هو شهر المسلسلات الدرامية.. رغم ان الدراما قالب فني جيد يهتم به قطاع كبير من الجمهور ويجب علي هذه الأعمال الدرامية ان تعرض مشاكل المجتمع وتضع حلولاً لها كي تؤدي دورها حتي لا تكون لمجرد التسلية واضاعة الوقت للجمهور والربح فقط للمنتج والممثل والمخرج والمؤلف. لقد أفسدت الإعلانات الدراما.. وبدل ما كانت الدراما تقود الإعلانات.. أصبحت الإعلانات هي التي تقود الدراما وهي السبب الرئيسي والأول في ايجاد فكرة النجم الأوحد.. لقد اختفي بالفعل المسلسل الدرامي الذي يؤثر في المجتمع وأصبح كل ما ينتج هو للاستهلاك المحلي ولا يستطيع اقتحام الأسواق الخارجية في أوروبا وأمريكا رغم وجود جاليات مصرية وعربية في تلك الدول في حاجة لمشاهدة المسلسلات المصرية.. ولكن ماذا ستفعل أمام المسلسلات التركية والآسيوية!!