25 سنة وأنا في معاناة متصلة لا أكاد أفيق من محنة حتي أدخل في أخري.. البداية كانت بإصابة زوجي بالسرطان في وقت كان الشفاء منه شبه مستحيل فظل يعاني منه خمس سنوات حتي رحل. خرجت من رحلة مرضه مثقلة بالهموم والديون وبعد وفاته اشتغلت عاملة نظافة في مستشفي وكنت أعمل ورديتين لأفي باحتياجات أبنائي الخمسة التي تزيد يوماً بعد آخر.. كنا نقيم في شقة بعقد إيجار قديم وبعد وفاة زوجي رفض صاحبها تقاضي أي إيجار مني تعاطفاً معي وليشاركني الثواب في تربية أبنائي وبعد ثماني سنوات توفاه الله فكان أول ما فعله الورثة الحصول علي حكم بطردي. انتقلنا إلي شقة بعقد مؤقت إيجارها الشهري خمسة أضعاف إيجار الشقة التي كنا نقيم فيها ورغم ذلك حرصت علي سداد الإيجار بانتظام بعد أن ربطنا الأحزمة وتنازلنا عن الكثير من ضروريات الحياة ولكن انتهت مدة العقد بعد ثلاث سنوات ورفض المالك تجديده إلا بمضاعفة قيمة الإيجار لتصل ل 600 جنيه وهو ما يستحيل عليّ تدبيره تقدمت بطلبات عديدة لمحافظ القاهرة لمنحي أي سكن ولم أتلق رداً. انتقلت وأبنائي للإقامة عند شقيقي في شقته الصغيرة فتري نظراته الضيقة في عينيه وكل أفراد أسرتي ولا نقدر علي فعل شيء فقد أنهي ثلاثة من أبنائي تعليمهم ويتلاطمون في أمواج الحياة وبالعمل المؤقت هنا وهناك بينما يدرس اثنان بالجامعة.. كل ما أريده بعد هذه الرحلة المضنية من الكفاح والمعاناة شقة من المخصصة للحالات القاسية فتكون أقساطها في متناول يدي فهل يصل صوتي للمهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان والمرافق. ليلي عبدالسميع علي القاهرة