قد يتعرض البعض في حياته اليومية للعديد من المشاكل القانونية والإنسانية.. ولأن مثل هذا الإنسان قد لا يجد من يستمع إليه ولا يقدر علي الحديث مع شقيق أو صديق.. فقد رأينا أن نتيح له الفرصة للتعبير عن نفسه من خلال تلك السطور: قال التاجر رفاعي حافظ عبدالسميع (?? سنة) في نبرة واهنة.. الظلم في لقمة العيش ومصدر الرزق الحلال أقسي أنواع الظلم.. لتصبح الحياة بعده مريرة ويتحول العرق إلي دموع عندما تضيع الرحمة من القلوب.. فقد استأجرت منذ حوالي ثلاث سنوات محلاً بشارع السوق الكبير بالفيوم بموجب عقد إيجار من المالك لأديره في تجارة الفاكهة والخضراوات بكل أمانة لمواجهة أعباء الحياة المعيشية لأسرتي التي تضم أولادي الخمسة وأحفادي. ومرت السنون التزمت خلالها بسداد الايجار للمؤجر بكل انتظام ونحمد الله علي الرضا والستر.. وفجأة اختطف الموت المؤجر منذ شهور وودعت فيه الطيبة وشهامة أهل الريف وحسن المعاملة.. وبدأ مشوار ظلمي من الورثة بيتوا النية علي تحويل حياتي إلي جحيم وتناسوا العشرة الطيبة ولم يشفع لديهم عجزي والأمراض المضنية التي افترست قواي وأولادي من حولي نقتات لقمة العيش بالصبر والمثابرة والأمانة.. أثاروا من حولنا المشاكل والمتاعب دون مبرر سوي أطماعهم اللا إنسانية في طردي من المحل الذي أشبع من إيراده المحدود بطون خمس أسر أولادي وأحفادي وأولاد شقيقي المتوفي.. وتمادوا في ظلمهم وتهديداتهم بأن تربصوا لابني الأصغر الذي لم يتجاوز عمره ربع قرن وهشموا عظامه بالشوم والعصي في جنح الظلام وحررنا محضراً بالشرطة مشفوعاً بالتقرير الطبي من المستشفي حول الإصابات بجسد ابني. تصور.. رضخت واستجاب ابني لرغبتي في التنازل عن المحضر تلبية لتدخل أهل الخير من الجيران وابتعدنا عن الشر وأربابه بإيداع الايجار الشهري للمحل خزينة المحكمة.. ولكن دون جدوي تمادوا في شرورهم مستغلين أقاربهم من حولهم وتحالفوا كعادتهم مع شياطين الشر قاموا في جنح الظلام بكسر باب المحل وسرقة جميع البضاعة من بين جدرانه وتحميلها بسيارة نصف نقل وشاهدهم بعض الجيران ممن يخشون بطشهم وقاموا بسرعة البرق بتغيير كالون الباب والأقفال واختفوا من مسرح الجريمة لأقف وأولادي في الصباح علي الكارثة وانهارت أعصابي وحملت همومي وأحزاني فوق كتفي وهرولت للشرطة وحررت محضراً بالواقعة وتوالي النيابة التحقيق.. وصارت حكاية ظلمي علي كل لسان بين من حولي يتندرون من جبروت الورثة.. استصرخ رجال العدالة المدافعين عن المظلومين المقهورين إنصافي ممن ظلموني والقصاص منهم بقوة القانون. لإعادة مالي المسلوب والمحل مصدر لقمة العيش حصن الأمن والأمان لأسرتي التي صارت بطونهم تصرخ من الجوع.