وسط حالة من الغضب والحزن الشديد ندد المشاركون في الجنازة العسكرية لتشييع الجثمان الطاهر لضابط الشرطة الشهيد المقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطني إلي مثواه الأخير بما يفعله عناصر الإخوان والجماعات الإرهابية المتطرفة الذين ينسبون أنفسهم إلي الإسلام الحنيف وهو منهم براء وطالب المواطنون والضباط وأقارب الشهيد بالقصاص العادل من مرتكبي الواقعة الذين تسببوا في حرمان 3 أطفال في عمر الزهور من كلمة "بابا" إلي الأبد. كانت عيون من حضروا للمشاركة في الجنازة تترقب وصول الجثمان الطاهر في سيارة الإسعاف إلي مسجد الشرطة وأصوات نحيب من هنا وهناك من زملاء الفقيد يبكي كل منهم في الفقيد دماثة الخلق وحب العمل والشجاعة والقدرة علي تحليل المعلومة والوصول إلي النتائج بأسرع ما يمكن وكانت نجاحاته تتلاحق في الكشف عن جرائم الإخوان ابتداء من قضية التجسس المتهم فيها الرئيس المعزول د. محمد مرسي ومشاركته في تحديد أماكن هروب قيادات الإخوان بعد فض اعتصام رابعة والنهضة حتي القبض عليهم ومن قبلها المساهمة بما جمعه من معلومات في ضبط خلية مدينة نصر كل هذه الأمور كانت تمر أمام عيون زملائه مثل شريط السينما. قبل وصول سيارة الإسعاف إلي باب المسجد كان قد توافد للمشاركة في الجنازة كل من د. حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية والمهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان وصابر عرب وزير الثقافة وكمال أبوعيطة وزير القوي العاملة ومحافظ القاهرة ومندوب عن رئيس الجمهورية وقيادات الشرطة في مقدمتهم اللواء أحمد حلمي مساعد أول الوزير للأمن واللواء أشرف عبدالله رئيس قطاع الأمن المركزي واللواء سيد شفيق مساعد أول الوزير للأمن العام واللواء عبدالفتاح عثمان مساعد الوزير للإعلام والعلاقات واللواء خالد ثروت مساعد الوزير للأمن الوطني واللواء أسامة الصغير مساعد الوزير مدير أمن القاهرة واللواء كمال الدالي مساعد الوزير مدير أمن الجيزة واللواء جمال عبدالعال مساعد الوزير مدير مباحث العاصمة واللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة واللواء هاني عبداللطيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية. كانت الصورة قبل وصول الجثمان إلي المسجد هي أبلغ تعبير عن ما يدور في الصدور من غضب وحزن حيث التف المشاركون في الجنازة حول المسئولين وارتفعت الأصوات منددة بالإرهاب وأن يتم التصدي بكل حسم وحزم لكافة صور الخروج عن الشرعية وقد وعد كبار المسئولين بسرعة ضبط الجناة ومحاكمتهم وفي هذه الأثناء وصل الجثمان تحمله سيارة الإسعاف وأسرع الزملاء والأقارب لحمله علي أعناقهم لإدخاله المسجد حتي تصلي عليه الجنازة وتعالت صرخات السيدات وصوت بكاء الأصدقاء والزملاء والأحباب. عقب الانتهاء من صلاة الجنازة تم وضع الجثمان الطاهر ملفوفا بعلم مصر علي سيارة المطافئ حيث بدأت الموسيقات العسكرية عزف الموسيقي الجنائزية وتقدم حملة الورود والتف الضباط حول السيارة في مسيرة جنائزية إلا أن أصوات الهتافات ارتفعت مرددة "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله" و"يا أبو دبورة ونسر وكاب احنا معاك ضد الإرهاب" و"حسبنا الله ونعم الوكيل في الإرهابيين" و"لا إله إلا الله الإخوان أعداء الله". وفور الانتهاء من مراسم الجنازة اصطف قيادات وزارة الداخلية وزملاء الشهيد وأقاربه لتلقي العزاء من كبار رجال الدولة الذين تقدم رئيس الوزراء د. حازم الببلاوي وحملت السيارة الجثمان وخلفها عشرات السيارات لتوصيل الجثمان إلي مثواه الأخير بمقابر الأسرة. الأم المكلومة أصيبت بحالة من فقدان الوعي كانت تصرخ علي وحيدها فليس لها ولد غيره وظلت تردد "حسبي الله ونعم الوكيل" في المجرمين الذين اختطفوا قلبي مني.. قالت الأم انها تلقت اتصالا هاتفيا من ابن عمها ويدعي عبدالله وكان ذلك في الثانية عشرة والنصف ليلة الحادث وسألها عن ابنها فقالت له انه في الشغل ولكنها شعرت بغصة في صدرها فسألته "هو محمد حدث له شيء" فقال لها: ليس هناك شيء وطالبها أن تتصل به وهنا شعرت أن ابنها قد استشهد وعندما اتصلت علي تليفونه رد عليها أحد زملائه وقال لها سوف يحدثك بعد قليل وهنا تأكد في داخلها ما كان ظنونا وظلت تصرخ "ابن عمري مات" ولم يستطع الأب القعيد علي كرسي متحرك فعل شيء انه لم يستطع المشاركة في الجنازة. أما الزوجة وشريكة العمر فلم تقدر قدماها علي حملها فكلما عاونها أحد علي الوقوف انهارت وسقطت وكأن لسانها توقف عند "حسبي الله ونعم الوكيل". و"ماذا أقول لأطفاله" وما أن شاهدت الجثمان الطاهر المسجي في صندوق ملفوف في علم مصر ارتمت عليه وظلت تصرخ في هستيريا إلي أن نجح الأهل والأقارب في إبعادها عنه حتي تقام عليه صلاة الجنازة.. أما الأطفال الثلاثة الذين تركهم الضابط الشهيد في الحياة بلا أب فهم "مايا 11 سنة" و"زينة 7 سنوات" و"زياد 5 سنوات" ودعوات الجميع للمولي أن يشملهم برعايته. أكد وزير الداخلية ان استشهاد الضباط والأفراد والمجندين لا يؤثر علي معنويات باقي زملائهم بل يزيدهم إصرارا علي مواصلة التحدي والمواجهة الحاسمة والحازمة لعناصر الشر والإجرام وان كافة أجهزة الوزارة بدأت العمل لتحديد هوية الجناة والقبض عليهم في أسرع وقت. طالب الوزير باتخاذ الإجراءات نحو ترقية اسم الضابط الشهيد ورعاية أسرته وتقديم كافة العون لهم ووجه إلي شمول أبنائه بالرعاية وتحمل الوزارة نفقات تعليمهم حتي الانتهاء من كافة المراحل بما فيها الجامعة. صرح مصدر أمني رفيع المستوي بأن عمليات تمشيط واسعة بدأت في منطقة مدينة نصر ومصر الجديدة واتخاذ الإجراءات نحو تحديد هوية سكان الشقق المفروشة أو المؤجرة لغير المصريين في هذه المناطق ونشر رجال البحث الجنائي في هذه المناطق بعد أن تعددت فيها أعمال الإجرام والعنف التي يرتكبها عناصر جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات التكفيرية. من جانبه أكد اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام ان الحادث لن يؤثر علي دور الوزارة في مواجهة الإرهاب. قال اللواء عبدالفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للإعلام والعلاقات ان أجهزة الوزارة لديها عزيمة قوية لاقتلاع جذور الإرهاب وقطع رأس الأفعي التي تنتهج الأعمال الإرهابية وسنستمر في حربنا ضد الإرهاب حتي يتم القضاء عليه. أضاف اللواء هاني عبداللطيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية ان رجال الشرطة لن يهدأ لهم بال حتي يتم القصاص لشهداء الشرطة والقضاء علي الإرهاب الأسود الذي يحاول أن يفكك مفاصل الدولة ومستعدون جميعا للشهادة في سبيل تحقيق أمن وأمان المواطن والحفاظ علي أرواح أبناء مصر كنانة الله في أرضه وتأمين وحماية المنشآت ومواجهة كافة المؤامرات التي تحاك ضد مصر داخليا وخارجيا.