تقول د.سهير حواس نائب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري أن في مصر ظاهرة غريبة وغير موجودة في العالم وهي وجود كم كبير من السيارات القديمة المركونة والتي تركها أصحابها.. مؤكدة أن لو قمنا بحملة كبيرة برفع هذه السيارات من الشوارع سوف تحدث انفراجة كبيرة للمرور خاصة أن معظم هذه السيارات يحتل الرصيف الذي هو حق المشاه. طالبت د.سهير الحكومة بعمل مخازن عملاقة خارج القاهرة ونقل هذه السيارات القديمة ووضعها في "كباس" لضغط الخردة مثل أوروبا وإعادة تدويرها مع الوضع في الاعتبار أن هذه السيارات المركونة في الشارع قد تستخدم في أحداث ارهابية. أضافت أن الزحام في حد ذاته ليس مشكلة والمشكلة الأساسية هي فوضي الزحام فالكل يتسابق وكأننا في سباق والكل لا يحترم حقوق الآخرين والدليل علي ذلك الصعود والهبوط من المترو فماذا لو انتظر الصاعدون الهابطين اكيد الجميع لن يشعر بالزحام. ضربت د.سهير المثل بملكة النحل وأيضا مملكة النمل فقوامها الزحام ولكن مع كثرة العمل والحركة والنظام لا يتعارض فيها اثنان ولكن للأسف عندنا أصبحنا كمجتمع الغابة "البقاء للأقوي". أضافت أما شوارع القاهرة فمشكلتها انها تعتمد علي الفكر المروري وليس الشكل التخطيطي.. منوهة إلي إلغاء التقاطعات هو من اجل حركة المرور لكن طبيعة الشكل العمراني وجود تقاطعات لإعطاء اللمسة الجمالية. يقول اللواء حمدي سالم مستشار محافظ القاهرة السابق للتنسق الحضاري والتخطيط العمراني أن مشكلة المرور والزحام بالقاهرة لها حلول عاجلة تؤتي ثمارها سريعا وحلول آجلة تظهر نتائجها بعد فترة مع أهمية أن يبدأن في وقت واحد. أضاف أن الحلول العاجلة تتركز في تزويد جهاز المرور بالافراد والامكانيات سواء كاميرات للمراقبة أو غرف عمليات علي أعلي مستوي أو وسائل انقاذ سريع حديثة لفتح الطرق.. وأيضا رفع كفاءة الشوارع لتسهيل السيولة المرورية والضرب بيد من حديد لكل من يشغل رصيفاً سواء كانت مقاهي أو باعة جائلين وسيارات "صف ثان".. منوها علي ضرورة فتح الجراجات المغلقة أو التي حولها الملاك إلي مخازن أو غير ذلك. أما الحلول الآجلة التي ذكرها اللواء حمدي سالم فهي تبدأ بالنقل الفوري لعدد من الوزارات والهيئات الموجودة في قلبي القاهرة إلي عدد من المدن الجديدة مع التأكيد علي عدم تركيزها في مدينة واحدة حتي لا تنقل الأزمة لابد من تأكيد علي المحليات لتنفيذ قانون المباني التي يلزم بوجود جراج أسفل أي بناية حديثة.. مؤكدا علي ربط القاهرة الكبري بالمدن الحديثة عبر وسائل مواصلات آمنة مثل المترو حتي لو كانت خطوطاً فوق الارض. أضاف سالم أنه يجب رفع كفاءة اسطول النقل العام لأن أتوبيساً واحداً تعني عدداً كبيراً من السيارات الملاكي والميكروباصات.. هذا إلي جانب أهمية الوعي المروري والسلوكي سواء لقائدي السيارات أو المواطنين.