النتيجة الإيجابية التي حققها الأهلي في مباراة الذهاب لنهائي بطولة الملايين الإفريقية لكرة القدم أمام أورلاندو بطل جنوب إفريقيا في عقر داره ووسط جماهيره بمدينة جوهانسبرج العاصمة الاقتصادية اسعدت الملايين من عشاق الأهلي والكرة المصرية.. لان التعادل 1/1 والعرض القوي والمثير الذي قدمه لاعبو الأهلي كلها مؤشرات تؤكد ان نادي القرن أصبح الأقرب للاحتفاظ بلقب البطولة والتتويج بكأسها في مباراة العودة بالقاهرة يوم الاحد القادم باستاد المقاولون العرب وفي ظل حالة الاطمئنان التي سادت الشارع الكروي في مصر علي قدرة الأهلي علي حسم كأس إفريقيا لصالحه.. وحالة التألق والاجادة التي ظهر بها لاعبو الأهلي أمام أورلاندو بدأ البعض يربط بين ادائهم في جوهانسبرج وقدرتهم علي تعويض فارق الأهداف الخمسة علي منتخب نجوم غانا السوداء وتحقيق الحلم المستحيل بالصعود لنهائيات كأس العالم بالبرازيل علي حساب منتخب غانا الذي ألحق بمنتخب الفراعنة وكان اغلبه لاعبي الأهلي فضيحة تاريخية وهزيمة كارثيه.. بالفوز علينا بنصف دستة أهداف وهؤلاء يرون ان فرصتنا باتت كبيرة بعد تألقنا أمام أورلاندو لتحقيق المعجزة والثأر من غانا بخمسة أهداف علي الأقل وبدون رد وهي امنيات مشروعة ولكن هذا الكلام غير منطقي لاسباب عديدة أهمها أن الفارق كبير بين بطولة أندية إفريقيا الضعيفة التي يشارك فيها لاعبون محليون فهي بطولة مفرغة وخالية من نجوم القارة السمراء الذين اذا بزغ نجم احدهم من الصغر يتم احترافه في أوروبا ولعل هذا يفسر ان السر وراء احتكار أندية مصر بصفة خاصة أولا يليها أندية الشمال الإفريقي لبطولة القارة السمراء لان نجوم الكرة المصرية محترفون محلياً مما يجعل هناك فارق خبرة ومهارة فردية وفنية وتكتيكية ترجح غالباً اندية الشمال الإفريقي وفي مقدمتها مصر بالطبع ولكن عندما نلعب مع منتخبات إفريقيا السمراء نجد ان الفارق الفني والمهاري والخططي شاسع جداً بينهم وبين فرق انديتهم بل اننا نجد ان هذه المنتخبات تضم نخبة من نجوم الكرة العالمية من ابناء قارتنا ويحرص هؤلاء النجوم دائماً علي قيادة منتخبات بلادهم إلي بطولات كأس العالم التي تضم عظماء الكرة العالمية لانها تعتبر المسرح الكبير والباترينة الرسمية التي يعرض فيها نجوم قارتنا السمراء مواهبهم وامكانياتهم ومهاراتهم الفنية والفردية والبدنية التي تزيد وترفع من اسعارهم في بورصة الكرة العالمية.. اقول هذه الحقائق حول الفارق الكبير بين المستويات المتواضعة والمحدودة لبطولات أفريقيا للأندية وبين اللعب مع المنتخبات الإفريقية حتي لا نضع لاعبينا في مباراة العودة أمام غانا تحت ضغوط نفسية وبدنية وذهنية كبيرة ونعيش احلاماً وردية يصعب تحقيقها لانه من الممكن لمنتخب الفراعنة ان يثأر ويحقق الفوز الذي يرد اعتباره لان كرة القدم لا تعرف المستحيل ولكن الواقع يقول ان منتخب غانا الرهيب لا يمكن هزيمته بخمسة أهداف نظيفة بينما سيقف هو مكتوف الايدي دون ان يرد بخطف هدف أو أكثر لانه بجانب امكانيات وقدرات نجومه الكبار في خطي الوسط والهجوم فانه يمتلك سلاح الثقة وهدوء الاعصاب لحضوره للقاهرة بفارق خمسة أهداف تجعله مطمئناً بأنه بات الأقرب لمونديال البرازيل.. وكلنا يعلم مدي أهمية سلاح التركيز اذا ما تمتع به لاعب كرة القدم ناهيك عن الخبرات الفنية والبدنية والمهارية التي تجعل بعض لاعبي غانا من نجوم الكرة العالمية.. اقول هذا الكلام رغم تمسكي بالامل الذي يجب ان يعيش عليه كل من يتنفس علي وجه الأرض.. ولكن علينا أي نتعامل بواقعية مع مباراة العودة بالقاهرة باستاد الدفاع الجوي احد صروح قواتنا المسلحة الباسلة حتي لا نصاب بصدمة جديدة وكبيرة مثل التي اصابتنا جميعنا بعد الهزيمة الكارثية للمنتخب بمدربه الامريكاني برادلي أمام منتخب غانا بنصف دستة أهداف في مباراة الذهاب بمدينة كوماسي.. فالمهم ان يتذكر لاعبونا ومدربهم انه ليس لديهم ما يخسرونه بعد ضياع اغلي الاحلام والاهداف بالوصول لمونديال البرازيل.. وليتسلحوا هم ايضاً بالهدوء والتركيز والتنظيم الجيد في الملعب من أجل تحقيق الفوز للثأر لسمعة الكرة المصرية ورد اعتبارها اما قضية الفوز بخمسة أهداف فيجب ان نتركها لسير المباراة واحداثها وظروفها.. فالساحرة المستديرة مجنونة غدارة لأحد يعلم ماذا تخبئ لنا دائماً من مفاجآت..!!