بدعاء الوالدين أفلت الأهلي من ماكينة القطن الكاميروني الذي كاد يحقق فوزاً تاريخياً علي أهلي القرن ويطيح به من بطولة دوري الأبطال لقارتنا السمراء مثلما ألحق منتخب النجوم السوداء الغاني بمنتخبنا الوطني فضيحة تاريخية باكتساحه بنصف دستة أهداف في التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل.. جاءت ضربات الجزاء اقصد ضربات الحظ الترجيحية لتنقذ الأهلي وتقوده لعبور القطن والصعود لنهائي بطولة الملايين الإفريقية والتي يحمل لقبها الأهلي ليواجه اورلاندو الرهيب بطل جنوب إفريقيا.. شاء القدر ان يقف الحظ حائلا أمام لاعبي القطن في تسجيل خمس ضربات لازم خلالها عدم التوفيق مهاجمي البطل الكاميروني في بعضها وتألق شريف إكرامي والقائم في التصدي للبعض الآخر وتغاضي الحكم عن احتساب ضربة جزاء صحيحة ليضيع الفرصة السادسة.. ويكتفي القطن بالتعادل في الوقت الاصلي بعد ان قدم عرضاً قوياً ومثيراً تلاعب خلاله بلاعبي الأهلي الاشاوس فهم ايضاً اشاوس المنتخب الذين اساءوا للكرة المصرية والحقوا بها مع اللاعبين محمد صلاح ومحمد النني المحترفين في بازل السويسري وشيكابالا والمحمدي المحترف في هال سيتي الانجليزي أكبر فضيحة في تاريخ الكرة المصرية.. وبالتالي فمن الطبيعي ان تستمر توابع هذا الزلزال الكروي تلقي بظلالها علي لاعبي الأهلي أمام القطن فشاهدنا فريقاً يلعب بفتور وبلا روح فاقدا للثقة في النفس ولشهية اللعب وللحماس وللتركيز الذي يجب ان يتناسب مع أهمية مباراة العودة في الدور قبل النهائي للبطولة التي يحمل لقبها.. وهو ما اتاح الفرصة للاعبي القطن للسيطرة والاستحواذ علي الكرة ومنطقة المناورات واختراق دفاعات الأهلي اعتباراً من الربع ساعة الثانية في الشوط الأول وحتي نهاية المباراة ونجح ببراعة في بناء موجات هجومية متتالية بينما جاء اداء حامل اللقب سلبياً هجوما ودفاعا فالهجوم الكاميروني كشف الدفاع الأحمر وهدد مرمي شريف إكرامي المتألق بفرص حقيقية غاية في الخطورة بل ونجح في تصحيح الخطأ الفادح لمحمد أبو تريكة عندما اهدر أولي ضربات جزاء الأهلي الترجيحية عندما تصدي لضربة الجزاء التي سددها كمارا صاحب هدف التعادل للقطن الكاميروني ليساهم بادائه المتوازن وتألقه في صعود الأهلي لنهائي البطولة.. ويمكن القول ان شريف إكرامي افضل لاعبي الأهلي والذين كانوا غاية في السلبية في اللقاء بدليل ان حارس القطن الكاميروني لم يختبر طيلة المباراة وباستثناء هدف السبق لعبدالله السعيد فشل لاعبو الأهلي في الاقتراب من مرمي القطن الذي لعب بأريحية تامة. بينما قدم الأهلي واحدة من أسوأ عروضه في السنوات الأخيرة ولكن شاءت الاقدار ان تقوده ضربات الحظ الترجيحية لتحقيق فوز لا يستحقه.. وبالطبع فإذا لم يستيقظ لاعبو الأهلي من غفوتهم ويتخلصوا من حالة الاحباط التي تسيطر عليهم منذ العودة من فضيحة غانا فإن أورلاندو الجنوب إفريقي الخطير سوف ينتهز الفرصة للاجهاز علي بطل إفريقيا وخطف لقب بطولة إفريقيا من الأهلي حامل اللقب وتمثيل القارة في مونديال الأندية التي ستقام بالمغرب.. لقد خدم الحظ أهلي القرن ووقف بجانبه في المربع الذهبي.. ولكن المثل الشعبي يقول "مش كل مرة تسلم الجرة" يا أهلي.