ناقة حامية وصلت إلي حد التشابك بالأيدي وشد شعر اللحي "الذقون" ومحاولة إنزال الخطيب من فوق المنبر عنوة. لأن المسجد وهو مسجد النور بالعباسية متنازع عليه بين وزارة الأوقاف. وجمعية الهداية التي يرأسها المجاهد السلفي الشيخ حافظ سلامة زعيم المقاومة الشعبية بالسويس التي تصدت للعدوان الإسرائيلي علي المدينة. وزارة الأوقاف تقول ان المسجد تابع لها. وهي التي تعين الخطيب والإمام الذي يؤم المصلين ويخطب فيهم خطبة الجمعة. وجمعية الهداية حصلت علي حكم قضائي بإدارة ملحقات المسجد مثل دار المناسبات أو دار تحفيظ القرآن أو غيرها من الملحقات. ورغم أن الحكم لم يعط حق إدارة المسجد نفسه للجمعية إلا أنها تصر علي إدارته وأنها هي التي تعين الإمام والخطيب وتتولي كل أموره بعيدا عن وزارة الأوقاف.. وهي في سبيل ذلك جاءت بمجموعة من أعضائها لتنفيذ ما تراه حقا لها بالقوة. ومن هنا جاءت موقعة التشابك بالأيدي وشد اللحي أثناء صلاة الجمعة قبل الماضية. بالأمس استعانت وزارة الأوقاف بوزارة الداخلية والمجلس العسكري لتمكين خطيب المسجد من إلقاء خطبة الجمعة وحماية المصلين من أي اعتداءات تقع من هنا أو هناك. وأتخيل لأنني بعيد عن مصر حاليا أن المصلين أدوا صلاة الجمعة أمس تحت حراسة رجال شرطة الداخلية ورجال الشرطة العسكرية!! فهل هذا يليق بنا كمسلمين؟!. المسجد عندما أقيم كان الهدف من إقامته كأي مسجد يؤدي فيه المسلمون صلواتهم اليومية إلي جانب صلاة الجمعة ويستمعون إلي الموعظة الحسنة من خطيبه.. وسواء أكان الذي أقام هذا المسجد وزارة الأوقاف أو جمعية الهداية.. فلماذا الخلاف علي هذه التفاصيل؟! ولماذا تحاول كل جهة خطف المسجد لصالحها؟! ربما تكون جمعية الهداية السلفية لا تعترف بخطباء الأوقاف لأن منهجهم في الدعوة غير منهجها.. وربما يكون الخلاف ماديا حول الدخل الذي تدره ملحقات المسجد. فإذا كان الخلاف دعويا أي حول طريقة ومنهج الدعوة الاسلامية فان الأمر موكول في هذا الشأن إلي وزارة الأوقاف رسميا. حتي لو كان المسجد فرضا مملوكا لجمعية الهداية. وليس من حق أي خطيب أن يصعد إلي المنبر دون موافقة وزارة الأوقاف.. فما بالنا إذا كان الحكم الذي حصلت عليه الجمعية هو حقها في إدارة الملحقات فقط دون المسجد. أما إذا كان الخلاف حول الايراد الذي تدره ملحقات المسجد فإن الجمعية يمكن أن تحصل عليه مباشرة.. واما أن تؤجر هذه الملحقات إلي وزارة الأوقاف بمبلغ مناسب وثابت يرضيها.. ونفك هذا الاشتباك. أعتقد أن هذا الخلاف غير المبرر حول مسجد أقيم للصلاة هو أحد توابع الفوضي التي تحدث في أماكن كثيرة في مصر مستغلة جو الحرية الذي أتاحته ثورة 25 يناير. وإذا كان أبطال هذه الفوضي في مجملهم من البلطجية فلا يصح أبدا ان تمتد الي رموز اسلامية.. ومازلنا نحسن الظن بفضيلة الشيخ حافظ سلامة رمزاً للجهاد والدفاع عن حمي الوطن ضد الغزاة والمعتدين لا ضد وزارة الأوقاف.