انتقد حافظ سلامة، المستشار السابق لشيخ الأزهر، ورئيس جمعية "الهداية الإسلامية"، تصريحات للدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة هاجم فيها التيار السلفي، بعد أن صعد أئمته على منابر المساجد الكبرى عقب ثورة 25 يناير، واعتبر هذا الأمر تعطيلاً لأئمة الأوقاف عن القيام بعملهم، بالرغم من النقص العددي في أعداد الخطباء المعينين على مستوى الجمهورية. وطالب في بيان أرسل إلى "المصريون" نسخة منه، المستشار عبد المجيد محمود النائب العام بالتحقيق مع المسئولين بالأوقاف عن مصير ملايين الجنيهات الخاصة بمسجد "النور" بالعباسية والتي قال إنه تم اقتسامها فيما بينهم دون تسجيلها بالوزارة، بعد أن اتهم الأوقاف باستباحة أموال جمعية "الهداية الإسلامية" من موارد ملحقات المسجد التي أكد أنها من حق الجمعية بموجب الأحكام القضائية النهائية الصادرة لها. وردًا على تصريحات عبد الجليل حول أن الأوقاف لها الولاية على جميع المساجد بلا استثناء، بموجب قرار جمهوري صدر فى عهد الرئيس الراحل جمال الناصر عام 1962، قائلاً إن القانون المذكور "قصد به تقييد الدعوة واقتصارها على توجيهات مباحث أمن الدولة لتكون أبواقاً للنظام المستبد الذى هلك بثورتنا المباركة 25 يناير". وأضاف إن "الله وهو صاحب القدرة والملكوت سبحانه وتعالى اشترط في إدارة هذه المساجد وهى بيوت الله فى أرضه ألا ندعو فيها مع الله أحدًا، وكانت هذه المساجد قد خرجت عن رسالتها، فكان أغلب أئمتها من الجهلة الذين كانوا يأتمرون بأوامر مباحث أمن الدولة ويا للأسف". ومضى قائلاً في رده إن "مصر بدستورها ينص على أن مصر دولة إسلامية وأن الشريعة الإسلامية مصدر قوانينها، وليس في كتاب الله تبارك وتعالى ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاية غير مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن أين استمدت وزارة الأوقاف ولايتها على بيوت الله؟ التى خربتها وجعلت الدعوة فيها لغير الله تبارك وتعالى"، على حد قوله. وكان عبد الجليل صرح في مقابلة نشرتها صحيفة "الشروق" السبت أن الأوقاف تشرف على 107 آلاف مسجد وزاوية، ويبلغ عدد المساجد التى يُصلى فيها الجمعة نحو 90 ألف مسجد وزاوية، يصعد فيها أئمة معينون من قبل الوزارة عددهم 50 ألفا فقط، منهم 5 آلاف خارج البلاد إعارة أو إجازات، ومثلهم خطباء مكافأة، وذكر أن 50% من مساجد الأوقاف إذا كنا نسيطر عليها على الورق، فإننا لا نسيطر عليها فكريا، وبالتالي فإن وزارة الأوقاف تعاني غزوا فكريا. لكن الشيخ حافظ سلامة شكك في صحة تلك الأرقام التي أوردها وكيل وزارة الأوقاف حول أعداد الأئمة المعينين بالأوقاف، وقال إن أغلب أئمة الأوقاف "من حملة الدبلومات وشهادتهم كارنية الوزارة الذى يبيح لحامله خطبة الجمعة بالمساجد التى تخضع لإشراف وزارة الأوقاف". وأوضح أن الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة وغيرهما من الجمعيات التي تم ضم مساجدها لوزارة الأوقاف بناءً على قانون الضم لسنة 1963 لا تزال رغم ذلك تمارس خطب الجمعة والدروس الدينية لعجز الوزارة عن تغطية هذه المساجد بالخطباء المؤهلين، أي أن ولاية الوزارة بعد عجزها عن إدارة هذه المساجد أصبحت حبرًا على ورق. وضرب قائد المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر مثلاً بمديرية أوقاف السويس والتابع لها حوالي 467 مسجد و110 زاوية بينما لا يزيد أئمتها عن بضع وسبعين إمامًا وباقى المساجد تتولاها الجمعيات التى أنشأت هذه المساجد وتديرها. وقال متوجهًا لوكيل وزارة الأوقاف إن "العلماء الذين تنكر عليهم أن يقوموا بمزاولة خطبة الجمعة وإقامة الشعائر بهذه المساجد يملئون القنوات الفضائية بالمواعظ الدينية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم مؤهلون لها وليسوا من أصحاب كارنيهات وزارة الأوقاف لحاملي الدبلومات". واعتبر الشيخ حافظ سلامة أن مسجد "النور" بالعباسية الذي أسسه هو منارة شامخة من منارات مصر، ولم يرتقه إلا رموز الدعوة الإسلامية وعلى رأسهم فضيلة الدكتور الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الجامع الأزهر والشيخ الأستاذ محمد الغزالي والدكتور رؤوف شلبى والدكتور حسن عيسى عبد الظاهر والشيخ العلامة محمد نجيب المطيعى وغيرهم من رموز الإسلام رحمة الله عليهم جميعًا. وكان عبد الجليل اتهم الشيخ حافظ سلامة مؤسس مسجد "النور" بأنه عندما اختار الشيخ محمد حسان لإلقاء خطبة الجمعة بالمسجد التي أعلن فيها تكريم أسر الشهداء وضع الأوقاف أمام الأمر الواقع، خاصة وأنه اختار الدكتور عمر عبد العزيز لإلقاء الخطبة في الجمعة التالية، وهو ما اعتبره تجاوزا لقيادات الدعوة بالوزارة عندما قام بتحديد من يخطب بالمسجد، خاصة وأن هناك خطيبين للمسجد. ورد الشيخ حافظ سلامة قائلاً، إن مسجد "النور" شيدته جمعية "الهداية الإسلامية" وباشرت الدعوة فيه بمن يملئون الآن جميع القنوات الإسلامية وليسوا من حملة الدبلومات ولا من غير مؤهلين، وتابع ردًا على وكيل وزارة الأوقاف، "إن الدعوة الإسلامية التى قيدتموها أنتم والنظام البائد ليسبحوا بحمده وبقراراته التي لا أصل لها من كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم". وأضاف متوجهًا إليه "لقد أخبرتك شخصيًا بأن منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسجد النور لم ولن يرتقه إلا صفوة علمائنا الأجلاء من حملة المؤهلات العليا من الأزهر الشريف ممن تختارهم جمعية الهداية الإسلامية فاتقوا الله فى بيوت الله ولا تسيئوا إلى علماء كبار سبقوكم فى الدعوة يا عبد الجليل وإن مسجد النور بجميع مشتملاته قامت بإنشائه جمعية الهداية الإسلامية وهى أمينة على إدارته يا ... عبد الجليل".