لا شك أن الثورة الشعبية نجحت في اقتلاع النظام السابق الذي تسبب علي مدي ال 30 عاماً الماضية فيما وصلنا اليه الآن من تردي الأوضاع في كل المجالات وأصبحت العديد من الدول العربية والافريقية تسبقنا في مجالات كثيرة بل وتتفوق علينا بعد أن كنا الدولة الرائدة في المنطقة. ورغم أن الثورة خرجت ترفع شعارات الحرية والديمقراطية والمساواة وتؤكد حقوق الانسان إلا أن بعض الأصوات خرجت في الأسابيع الماضية تدعو إلي الغاء المكاسب التي حققتها المرأة المصرية في السنوات الماضية بل وتؤكد ضرورة عودة المرأة لبيتها من جديد بدعوي أن خروج المرأة للعمل وتقلدها المناصب القيادية كان أحد أسباب النكسة التي شهدتها مصر علي مدي ال 30 عاماً الماضية! * وبعد أن كنا نحلم بأن تتبوأ المرأة المصرية منصب المحافظ جاءت الحكومة الأخيرة بدون وزيرة تقريبا باستثناء فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الجديدة والتي كانت أصلا وزيرة قبل تشكيل حكومة الثورة! * لا شك أن تدخل سوزان مبارك في الحكم السابق في شئون البلاد جعل البعض يهاجم المرأة بصفة عامة رغم أن ما فعلته سوزان لم تكن غلطتها ولكن غلطة الذي سمح لها بأن تفعل ذلك. * السؤال الذي يفرض نفسه الآن هل تتراجع المرأة المصرية إلي الوراء في عصر الثورة؟ وهل تترك المواقع القيادية العديدة والتي تولتها خلال السنوات الماضية وحققت فيها نجاحاً وتفوقاً؟! أعتقد أن الاجابة هي لا لأن الثورة التي قامت من أجل حرية الانسان سواء كان ذكراً أو أنثي لا يمكن ابداً ان تسمح بتقييد حريات المرأة وحرمانها من العمل وتقلد المناصب المهمة. * اننا ندعو للحفاظ علي المكاسب التي تحققت في السنوات الماضية بل وتحقيق المزيد من هذه المكاسب لانه لا نهضة حقيقية بدون الرجل والمرأة معا وهناك مقولة تؤكد "ايد واحدة لا تصفق"