كالعادة. استغلت إسرائيل لصالحها تطورات الأحداث في الوطن العربي. وإن زعمت منذ بدايات الربيع العربي أن ما يعنيها هو ألا تجد نفسها مشاركة في الأحداث إذا امتدت إلي داخل فلسطينالمحتلة. للكيان الصهيوني مخططه المحدد لتهويد مدينة القدس. يجد في الأقصي وقبة الصخرة آخر العقبات التي تحول دون اكتمال خطة التهويد. حرمت المواطنين العرب وعائلاتهم تقيم في القدس. وفي كل فلسطين منذ آلاف السنين من حق المواطنة. وقصرت إقامتهم علي تصريح بالإقامة. يقيده العديد من الشروط التعجيزية. بحيث يصبح الإخلال بأحدها سبباً لطرد المواطن العربي من مدينته. ولعل صور الجرافات والبلدوزورات التي تطالعنا في أوقات متقاربة. وهي تزيل دوراً عربية بدعوي أنها لا تحمل ترخيصاً. ما يدل علي الوتيرة القاسية واللا إنسانية التي تتم من خلالها عمليات التهجير والإقصاء. نسبت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إلي المتشددين اليهود عمليات الهجوم علي الأقصي وقبة الصخرة. ومحاولة تغيير ملامحه. وخلخلة أعمدته وأبنيته. تمهيداً لتقويضه تماماً. ما يعلنه هؤلاء المتشددون ورأيي أن المجتمع الإسرائيلي كله من المتشددين المشعوذين! أنهم يخططون لدخول الأقصي والصلاة فيه. قبل أن يزال من مكانه. ويقيمون في موضعه هيكلاً ينسبونه إلي النبي سليمان! والحق أن المجتمع الإسرائيلي كله من المتشددين والمشعوذين. فمحاولات اقتحام باحات الأقصي ترعاها الشرطة الإسرائيلية. وعمليات الحفريات باسم التنقيب في أسفله. تقرب من تصدع البنايات. وعمليات التضييق والطرد والمصادرة للمواطنين العرب ظاهرة شبه يومية. ومحاولات طمس الهوية العربية تبين في تغيير أسماء الأحياء والمناطق ومعالم المدينة المقدسة. بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الحالي عهد علي نفسه منذ تولي رئاسة الحكومة للمرة الأولي في 1996 أن يكون هو قائد الشعب اليهودي إلي أورشليم. وأنا أنقل نص كلماته. ومع أنه أجري الكثير من المفاوضات مع القادة الفلسطينيين. وقدم نفسه للعالم باعتباره رجل السلام المنشود. فإن الحفر تحت باحة الأقصي علا إيقاعه. والأنفاق الجديدة تهدد أسس الحرم. وقواعد المسجد. وآخر ما شهده الأقصي ولن يكون الأخير في ظل الصمت العربي والإسلامي والدولي اقتحام من يدفع بهم الكيان الصهيوني إلي ساحة الأقصي. وأداء طقوسهم فيه. بل إن شركات السياحة الإسرائيلية بدأت منذ فترة في توزيع أسطوانات اليكترونية تدعو مسلمي العالم إلي زيارة القدس. والصلاة في مسجدها الخاضع للسيادة الإسرائيلية. وزيارة حائط المبكي وليس حائط البراق كما تقول التسمية الإسلامية. إلي متي نكتفي بتشدق القادة الفلسطينيين عن عروبة القدس؟ وهل ندرك أن الأقصي قيمة إسلامية كبري؟ وهل نظل في حال السكون حتي تأتينا بطاقات تدعونا إلي زيارة ما كان موضعه المسجد الأقصي؟