كشف عالم مياه سوداني كبير عن أسرار جديدة حول سد النهضة الأثيوبي وذلك بامتداد تأثيره إلي السودان بجانب مصر علي غير ما أثير من قبل أن المتضرر الوحيد هي مصر لاعتمادها علي توليد الطاقة ومشروعات الري علي مياه النيل. أكد العالم السوداني أحمد عبد الرحمن العاقب استاذ الهيدروليكا بجامعة الخرطوم أن إقامة سد النهضة في أسفل الهضبة الأثيوبية يعني أن توربينات التوليد الكهربائي ستمتص كل الطاقة الناتجة من المياه المنحدرة التي يسعها الخزان وتدخل التوربينات إلي "74 مليارا"إلا إذا اتفق علي غير ذلك. قال إن التوربينات الحديثة والمولدات ذات كفاءة عالية تفوق من 90% إلي 96% فإذا تم ذلك في كل المشروعات الطموحة التي تخطط لها أثيوبيا في المياه المنحدرة من الهضبة فلن يتبقي للنيل الأزرق بل لكل النيل الارتفاع 500 متر من ارتفاع الهضبة البالغ أكثر من 1800 متر مما يؤدي إلي انخفاض دفع مياه إلي داخل السودان وإلي مصر لأدني مستوي. أما النيل الأبيض فإن مصدره في بحيرة فيكتوريا يرتفع إلي 1100 متر فوق سطح البحر ويقل هذا الارتفاع عند مرور المياه بالبحيرات الأخري وفي سداوين وغيرهما من المشروعات التي اقامتها أو تقيمها أوغندا ودولة جنوب السودان. أضاف أن النيل الأبيض نهر بطئ بالنسبة للنيل الأزرق ومساهمته تقل عن 20% من مياه النيل وعندما يصل النيل الأبيض منطقة السدود يعيق جريانه فيركد في مستنقعات كبيرة وتنقذه الأمطار الغزيرة التي تهطل علي المنطقة كما ينقذه نهر سوباط الذي ينحدر من أثيوبيا وعندما يصل النيل الأبيض إلي الخرطوم يدفع به النيل الأزرق إلي الوارد بضعة كيلو مترات خاصة في وقت فيضان النيل الأزرق. قال إن مصر لها الحق في انفعالها الشديد نحو فكرة سد الألفية وخاصة شعورها بالتغيير السياسي العالمي والحراك من جهات معادية كبيرة للترويج عن حرب مياه وتخطيط وتبني مشروعات كبيرة في الهضبة الأثيوبية تهدف لاستنزاف طاقة المياه المنحدرة من الهضبة وهذا أيضاً يؤثر علي الأمن المائي السوداني. وفي النهاية قال العالم السوداني إن مصر والسودان وأثيوبيا بلاد صديقة وجيران ويمكن الوصول للتوافق بالحوار والمناقشة.