إن كان بناء سد النهضة سوف يمثل خطورة كبيرة على مصر والسودان فإنه سيكون بمثابة الكارثة على أثيوبيا وشعبها لأن هناك استحالة فى انشائه بهذه السعة وبهذه التكاليف لأنه وحسبما يرى الخبراء أن أثيوبيا تقع فى أكثر مناطق القارة الأفريقية عرضة للزلازل والبراكين وأن الطبيعة الصخرية للهضبة الأثيوبية تحول بينها وبين بناء أى مشروعات كبيرة مثل سد النهضة الذى يقال أن سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب فى حين أن دراسة أمريكية أجريت على مدار 5 سنوات إنتهت إلى أن أقصى سعة لأى سد يمكن أن يقام فى أثيوبيا 11 مليار متر مكعب وفجأة بقدرة قادر أصبحت السعة التخزينية له 74 مليار متر مكعب ، الأمر الذى يشير إلى أن هناك هدفا سياسيا وراء بناء هذا السد خاصة بعد تغيير اسمه 4 مرات فى شهر ونصف .. د. عباس شراقى الخبير فى الشئون الجيولوجية ومدير إدارة الموارد الطبيعية يقول إن 70% من مشروعات السدود علىىالهضبة الأثيوبية تفشل وتنهار بسبب الأخطاء الفنية والهندسية مؤكدا أن الهضبة الأثيوبية لاتصلح لإقامة السدود على النيل الأزرق وخاصة أن أثيوبيا من أكبر المناطق فى أفريقيا عرضة للإنهيارات الأرضية والزلازل وأن 75% من الأثيوبيين لن يستفيدوا من المشروعات المائية للسد . وأضاف أن الطبيعة الصخرية للهضبة الأثيوبية تحول بينها وبين بناء أى مشروعات كبيرة كالسدود وكان مثالا على ذلك إنهيار جزء من سد جيوبى الذى تم افتتاحه عام 2009 وتم إنهيار جزء منه بعد عام واحد من الإنشاء وتم هدم أنفاق فى عام 2006 . هدف سياسى أكد شراقى أن إتساع سعة تخزين سد النهضة وتغيير اسمه أربع مرات فى شهر ونصف يدل على أن السد جاء من أجل هدف سياسى وليس من هدف تقنى على الإطلاق حيث إن أثيوبيا اخترقت كل الأعراف الدولية ببنائها سد النهضة لأن أى نهر دولى يمر بأكثر من دولة فإنه لايقام أى مشروعات على هذا النهر إلا بالإتفاق بين الدول الواقعة على هذا النهر ونحن نتهاون فى حقنا عندما قامت أثيوبيا بإنشاء سد تيفيزى الذى استغرق انشاؤه 9 سنوات وانتظرنا عندما تم افتتاح السد فى 2009 وأيضا لم نعرف عنه أى شىء وأيضا مشروع آخر سناديتوز حوض النيل الأزرق أيضا تم بدون المشاوارة أو الاتفاق مع مصر والمشروعات السابقان لم يحدث فيهما أى شىء . مشيرا إلى أن البيئة الأثيوبية لاتصلح لإقامة مشروعات مائية ضخمة بهذا الشكل حتى هذا المشروع من ضمنها أحدى الدراسات الأمريكية التى تمت عام 1964 و كان اسمه السد الحدودى مع السودان وإستغرق الخبراء الأمريكان 5 سنوات فى دراسة هذه المنطقة وخرجوا بتقرير من 7 مجلدات فيها هذه المشروعات منها مشروع سد النهضة الحالى .بإرتفاع 85 متر والسعة التخزينية 11.1 مليار متر مكعب وتم الإعلان عن هذا المشروع فى فبراير 2011 أيام الثورة والقادة يريدون أن يكونوا أصحاب مشروعات كبرى والتاريخ يذكرهم، منهم زيناوى عندما أراد أن يعدل اسمه وأسماه أكس لوجك وزود السعة التخزينية لتصبح 17 مليار متر مكعب بدل من 11 بعدها بأيام تم تغيير الأسم إلى سد الألفية العظيمة وتم تزويد السعة التخزينية من 17 مليارا إلى 62 مليار متر مكعب ثم زاد إلى 67 مليار متر مكعب وثم وضع حجر الأساس فى 2011 على هذه المواصفات واضح سد النهضة لأنه ستنهض به أثيوبيا لأنها من أفقر 10 دول فى العالم لتصل إلى أحسن مرتبة ورفع السعة التخزينية الى74 مليار متر مكعب وبارتفاع 145 متر وتمت تلك التعديلات فى 45 يوما وهذه السعة التخزينية إذا حدث إنهيار لهذا السد معناه دمار شامل لجميع القرى والسدود والمدن السودانية من الخرطوم وقد يلحق الضرر بالسد العالى وأثيوبيا لن تضار من المشروع وإنما الضرر الأكبر على السودان وقد يلحق الضرر بمصر . قال د. عباس إنه معروف أن نهر النيل ينبع من مصدرين رئيسيين هما الهضبة الأثيوبية التى تشارك بنحو 71 مليار متر مكعب عند أسوان 85% من إيراد نهر النيل من خلال ثلاثة أنهار رئيسية نهر النيل الأزرق 50 مليار متر مكعب ونهر السوباط 11 مليار متر مكعب ونهر عطيرة 11 مليار متر مكعب . أما هضبة البحيرات الإستوائية التى تشارك بنحو 13 مليار متر مكعب أى 15% من إيراد نهر النيل وتشمل بحيرة فيكتوريا وكيوجا وادوارد وجورج وألبرت . ويقع سد النهضة فى نهاية النيل الأزرق فى منطقة بنى شنقول جوموز على بعد 20-40 كيلو مترا من الحدود السودانية خط عرض 11 درجة طول 35 درجة على ارتفاع نحو600 متر فوق سطح البحر ويصل متوسط الأمطار فى منطقة السد إلى نحو 800 مليمتر فى السنة. منطقة صخور أشار عباس إلى أن السد يقع فى منطقة تغلب عليها الصخور المتحولة الغنية ببعض المعادن والعناصر المهمة وهناك عوامل جيولوجية وجغرافية كثيرة تتسبب فى فشل كثير من المشروعات المائية فى دول منابع نهر النيل وخاصة أثيوبيا منها صعوبة التضاريس حيث الجبال المرتفعة والأودية الضيقة والعميقة وما يتبعها من صعوبة نقل المياه من مكان إلى آخر فى حالة تخزينها بالإضافة إلى انتشار الصخور البركانية البازلتية وهى صخور سهلة التعرية بسبب الأمطار الغزيرة وهى ضعيفة هندسيا لتحمل إقامة سدود عملاقة. بالإضافة إلى تأثير الصخور البازلتية فى نوعية المياه خاصة فى البحيرات حيث تزيد من ملوحتها كما هو الحال فى البحيرات الأثيوبية التى تقع فى منطقة الأخدود فى كال من أثيوبيا وكينيا وتنزانيا والتى تشكل عائقا فى تكوين مياه جوفية وزيادة معدلات البخر التى يصل متوسطها إلى 80% من مياه الأمطار. مضيفا أن زيادة التعرية وانجراف التربة نتيجة انتشار الصخور الضعيفة والانحدارات الشديدة لسطح الأرض وغزارة الأمطار والتوزيع غير المتجانس للأمطار فى موسم مطر قصير أو المكان بالإضافة إلى وجود مرتفعات كبيرة تمنع إمكانية نقل مياه النيل إلى الأماكن التى تعانى نقصا فى المياه خاصة فى موسم الجفاف الذى يصعب فيه نقل المياه سطحيا لصعوبة التضاريس هذا بالإضافة إلى وجود الاخدود الأفريقى فى جميع دول المنابع وخاصة أثيوبيا وما يسببه من تشققات وفوالق ضخمة وعندما تزيد فيه المياه تحدث نشاطا بركانيا وزلزاليا يؤثر فى المشروعات المائية. طول البحيرة 100كيلو وأشار د. عباس شراقى إلى أن طول البحيرة سيصل الى 100كيلو متر بمتوسط عرض 10كيلو مترات ويحتوى تصميم السدعلى 15وحدة كهربائية قدرة كل منها 350ميجاوايت عبارة عن 10توربينات على الجانب الأيسر من قناة التعدين وخمسة على الجانب الأيمن بإجمالى 5225 ميجاوايت مما يجعل سد النهضة فى المرتبة الأولى فى أفريقيا والمرتبة العاشرة عالميا فى قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء وتعادل مايقرب من ثلاثة أضعاف الطاقة المستخدمة حاليا. وأشار إلى أن من أضرار تكلفة السد هو التكلفة العالية التى تقدر بحوالى 4.8 مليار دولار والتى سوف تصل إلى 8 مليارات دولار فى نهاية المشروع للتغلب على المشاكل الجيولوجية التى سوف تواجه المشروع على الرغم من عجز الحكومة الأثيوبية منذ عام 2006 عن تكملة سد جيوبى على نهر أومو المتجه نحو بحيرة توركانا الكينية بسبب عدم توافر المبلغ المطلوب وهو مليارا دولار أمريكى والآن تضع الحكومة الأثيوبية نفسها فى مأزق كبير بإنشاء سد النهضة ليصبح المطلوب توفيره نحو 7 مليارات دولار أمريكى للسدين أضرار السد وقال د. شراقى إن من أضرار السد إغراق بعض مناطق التعدين مثل الذهب والبلاتين والحديد والنحاس وبعض مناطق المحاجر بالإضافة إلى تهجير نحو 30 ألف مواطن من منطقة البحيرة وزيادة فرص تعرض السد للإنهيار نتيجة العوامل الجيولوجية وسرعة إندفاع مياه النيل الأزرق والتى تصل إلى مايزيد على نصف مليار متر مكعب يوميا خاصة فى شهر سبتمبر ومن إرتفاع يزيد على 2000 متر نحو مستوى 600 متر عند السد وإذا حدث إنهيار سوف يلحق بالقرى والمدن السودانية خاصة الخرطوم قد تجرفها المياه بطريقة تسونامى بالإضافة إلى قصر عمر السد الذى يتراوح بين 25و50عاما نتيجة الإطماء الشديد420 ألف متر مكعب سنويا وما يتبعه من مشاكل لتوربينات توليد الكهرباء وتناقص فى كفاءة السد تدريجيا. أشار د.عباس إلى أن زيادة فرص حدوث زلازل بالمنطقة التى يتكون فيها الخزان نظرا لوزن المياه التى لم تكن موجودة فى المنطقة من قبل فى بيئة صخرية متشققة وخاصة أن النشاط الزلزالى مركز فى الاخدود الرئيسى ويسمع فى الأماكن كلها وهى أكثر من 6رختر. أكد د. شراقى أن مصر والسودان سوف يفقدان 25 مليار متر مكعب لمرة واحدة فى السنة الأولى لإفتتاح السد وهى سعة التخزين المميت لسد النهضة نظرا لأن متوسط إيراد النيل الأزرق نحو 50 مليار متر مكعب سنويا بالإضافة إلى أن من أضرار السد إغراق حوالى نصف مليون فدان من الأراضي الزراعية القابلة للرى والنادرة فى حوض النيل الأزرق فى بحيرة السد وعدم وجود مناطق أخرى قريبة قابلة للرى. الحل الأمثل ويرى د. شراقى أن الحل الأمثل هو التوسع فى إقامة سدود صغيرة متعددة لأغراض الكهرباء ومياه الشرب وزراعة بسيطة لكى تخدم أكبر عدد من المدن أو القرى التى يستحيل نقل المياه إليها من أماكن أخرى وأنه من المناسب أن تتم الزراعة على النمط المطرى للاستفادة من مياه الأمطار ويزداد التعاون بين دول حوض النيل من أجل تقدم هذه الزراعة. 35% صخورا ويقول حمدى عنتر خبير جيولوجى إن الصخور البركانية البازلتية تمثل 35% من مساحة السطح والصخور الروسوبية 17% حيث يكثر الحجر الجيرى ومن المعلوم أن الصخور أقل تحملا للأثقال مثل أجسام السدود والتعرية تؤدى إلى تآكل التربة وتؤثر بنسبة 82% من أراضى أثيوبيا ويصل معدل فاقد التربة فى المرتفعات إلى مابين200- 300 طن للهكتار الواحد سنويا كما أن الأنهار الأثيوبية تحمل نسبة عالية من الطمى وتقدر كمية الرواسب التى نقلت من حوض النيل الأزرق خلال ال30 عاما الماضية بحوالى 200 مليار متر مكعب كما أن الزلازل والانهيارات الصخرية أكبر التحديات التى تواجه أثيوبيا والتى غالبيتها تزيد على مقياس 6ريختر مما تؤدى إلى كثرة الفوالق والتشققات فى الصخور الأثيوبية وبالتالى الإنهيارات الصخرية. وأضاف عنتر أن أثيوبيا بها الكثير من المياه وتتدفق فى جميع الإتجاهات شمالا وغربا إلى نهر النيل بمصر والسودان وجنوبا إلى بحيرة توركانا فى كينيا وشبيلى وجوبا وشرقا بحيرة عسل فى جيبوتى كما أن أثيوبيا تسهم بنسبة 85% من مياه النيل يالإضافة إلى الأسباب الجيولوجية واختلاف التضاريس وشدة الانحدارات والصخور والبراكين البازلتية الضعيفة والصخور الجيرية المتشققة وغير ذلك الكثير يقف وراء فشل الكثير من مشروعاتها المائية لأن طبيعة أراضيها لاتصلح لإقامة سدود كبيرة لتخزين هذه المياه. وأضاف أن الخطورة فى أثيوبيا أنها دولة كاملة مخاطر طبيعية فيوجد بها أكبر فالق فى العالم وهو الاخدود الأفريقى العظيم الذى يقسمها نصفين وكلها مرتفعات وجبال بركانية وتكونت صخور جبلية بركانية أصلها بازلتى وهى أضعف صخور ولو اسقطت عليها المياه ستنهار وبها مرتفعات ومنحدرات وإذا تم إنشاء السد يصعب نقل المياه المخزونة إلى مناطق أخرى وتظل المناطق المرتفعة محرومة من المياه وستظل مخزنة خلف السد تستخدم فى توليد الكهرباء ولأن الخزان لايتسع إلا لكمية محدودة لايمكن تخزينها إلا لمدة عام فلابد من تصريفها وإلا تعرض السد للإنهيار. التحرك الدولى قال د. علاء الظواهرى عضو اللجنة الوطنية لسد النهضة، إنه لابد من التحرك المصرى نحو المنظمات الدولية والهيئات الدولية لبيان الضرر الذى سيحل بمصر وخاصة أن سد النهضة سعته التخزينية تقدر ب 74 مليار متر مكعب وهو ما لانستطيع القبول به وسيكون ضارا جدا بمصر بينما يمكن الحديث عن سد سعته التخزينية 14 مليار متر مكعب يمكن التعامل معه من خلال التفاوض على القدرة التشغيلية وسنوات الملىء ويجب فصل الحوض الشرقى الذى تشترك فيه مصر وأثيوبيا والسودان عن حوض النيل الإستوائى أثناء المفاوضات مع أثيوبيا. وأشار إلى أن أثيوبيا لاتملك تمويل السد فى الفترة الحالية وحذر من عدم التحرك المصرى خلال ال 3 أشهر المقبلة وهى شهور الفيضان للوصول إلى حلول قبل إنشاء السد فى سبتمبر المقبل موضحا أنه من الممكن افتتاح الجزء الأول عند بناء 90 مترا.