الصراع السياسي اقتحم جميع المجالات فما ان يلتفت الإنسان يميناً أو يساراً سواء في المنزل أو وسائل المواصلات أو العمل أو حتي المدارس إلا ويجد الكل يتحدث في السياسة وكأنه فجأة تحول إلي خبير استراتيجي ثم ينقلب الحديث إلي جدال وقد يتحول إلي شجار وصراع نتيجة اختلاف وجهات النظر ما بين مؤيد للجيش وآخر للإخوان وثالث لا ناقة له ولا جمل ومع ذلك يجادل والسلام. هذا الصراع وصل البيئة التعليمية من خلال تجار الكشاكيل فصارت كراسات المدارس تحمل شعارات عنصرية وتنحاز لكل طرف حيث توزع بعض المكتبات كشاكيل مرسوماً عليها شعارات مثل "ثورة الكرامة" و"العالم ينحني للثورة المصرية" وشعار رابعة الأصفر المعروف بأصابعه الأربعة الموالي للإخوان وغيرها الكثير مما يشعل الفتنة في المدارس. قديماً كانت الكشاكيل تحمل النصائح والإرشادات للطلاب والتي تبث في نفوسهم القيم والاخلاق النبيلة وتحثهم علي المذاكرة واحترام المدرس والحفاظ علي نظافة المدرسة وغيرها مما كان يبعث في نفوس الطلاب الشعور بالحماس والاحساس بقيمة العلم والمعلم.. أما كشاكيل هذه الأيام فإنها تدعو للعنصرية وتسبب الصدامات بين الزملاء في الفصل الواحد وتصرفهم عن التركيز في المهمة الأساسية التي يذهبون من أجلها إلي المدرسة وهي العلم والتعلم لتقحمهم في أمور بعيدة عن المذاكرة. ان تواجد هذه الكشاكيل في الشوارع والمكتبات سوف يفتح الباب أمام الصناعات الأخري خاصة لعب الأطفال لتحذو حذوها وتضع هذه الشعارات عليها وان كان من المؤكد أيضاً انها تملأ كل مكان في مصر. ان هذه الظاهرة غريبة علي المجتمع وعلي المسئولين التحرك بسرعة لمصادرة هذه الكشاكيل وإحالة من يتاجر فيها للتحقيق والمساءلة حتي نحمي أطفالنا من التعصب والدخول في مشاجرات.. كما أنه علي أولياء الأمور عدم شراء هذه المنتجات الرخيصة وتركها سلعة بائرة في المكتبات التي تروج لها. إشارة حمراء التعدي بالالفاظ والشتائم علي الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق جعلنا جميعاً نصاب بحسرة علي فلذات الأكباد الذين امتلأت قلوبهم بالغل والقدرة علي التلفظ بهذه الكلمات البذيئة التي ما كان يجب ان تصدر من طالب جامعي متعلم.. السؤال الذي يفرض نفسه إذا كان هذا هو سلوك الطلبة الجامعيين فلماذا نظلم البلطجية وأرباب الشوارع ونقول عنهم إنهم "ليسوا متربيين" ؟!.