هناك أناس يغيبهم الموت عن الحياة ولكن يبقون في الذاكرة ولا يدخلون عالم النسيان نتيجة لمتغيرات الحياة ومتطلباتها والصراع من أجل لقمة العيش والبقاء الأمر الذي يتجاوز في بعض الاحيان القيم والأخلاقيات ويصبح هدفاً لدي الكثيرون ممن شغلهم أمور الحياة عن الوفاء وذكر من اعطوا وأضافوا وكانوا شموعاً علي طريق درب المعرفة وتحضرني الفنانة "إحسان القلعاوي" صاحبة التاريخ الفني الغزير بالاذاعة والمسرح والسينما الذي زاد عن 430 عملاً اضافة لنحو 300 عمل درامي اذاعي . حيث كانت بدايتها من خلال ميكرفون الاذاعة في العديد من المسلسلات وامتد نشاطها للمسرح بجانب عملها بالمسرح الكوميدي والقطاع الخاص.. وتنتمي إحسان لأسرة فنية والدها الفنان عبد الحكيم القلعاوي وشقيقها الفنان الكوميدي الكبير "محمود القلعاوي" الذي لم نعد نراه في أعمال جديدة. إحسان القلعاوي رحلت عن دنيا الفن يوم 31 ديسمبر 2007 عن عمر يناهز 76 عاما بعد صراع مع المرض حيث كانت تقيم مع ابنتها بنيوجرسي ودفنت بمقابر المسلمين هناك .. فهل يتذكرها مجلس نقابة الممثلين. جاء إختيار جمعية كتاب ونقاد السينما للكاتب المبدع "محفوظ عبد الرحمن" رئيساً شرفياً للجمعية جزءاً بسيطاً للوفاء وتقدير قيمة وقدر محفوظ عبد الرحمن الذي عرفته من خلال الملحق الثقافي للمساء وتردده ولقاءاته ب عبد الفتاح الجمل.. وكان ولازال محفوظ يخصص كل وقته للنهل من كنوز المعرفة والكتابة الرصينة التي تغوص في اعماق الأدب كان يحمل علي كتفه الهم والألم العربي يري ما لانراه ويعرف أن التاريخ العربي مصدر طاقته وسنده . عرفته عن قرب انسان بسيط صادق هادئ يكره الخداع والنميمة. يعشق المعارك والجبال والغزوات فقد استطاعت أعماله الدرامية اختراق العقلية العربية لاعادة التوازن النفسي لها. وسوف يظل محفوظ عبد الرحمن "أطال الله في عمره" واحداً من صناع الدراما ويحسب له في أعماله الحرص علي القيم والأخلاق ولعل مسلسلات سليمان الحلبي - ليلة سقوط غرناطة- بوابة الحلواني- أم كلثوم لخير شاهد علي ذلك.. اسوق هذا الكلام أيضاً بمناسبة حصوله علي جائزة النيل في توقيت فارق ومهم.. من احدي مقولات المفكر الإسلامي الكبير الشيخ محمد الغزالي: لا تحدثني عن الإسلام ولكن أرني من سلوكك إنك مسلم..!