لم يكن اهالي "دلجا" الواقعة بالظهير الصحراوي غرب مدينة ديرمواس في المنيا يتوقعون السيطرة علي القرية بعد العنف الذي شهدته والذي خيم عليها بعد عمليات البلطجية والسطو علي الكنائس ومنازل الاقباط وسرقتها. من جانب تجار الدين من الاخوان وانصار المعزول ومعهم البلطجية لكن مع الخيوط الاولي لفجر امس. جاء صباح جديد علي ايدي قوات الجيش والشرطة. التي دخلت القرية وطاردت فلول الاخوان المجرمين. فقد قامت قوات الامن بمشاركة القوات المسلحة فجر امس بمداهمة قرية دلجا لفض اعتصام الاخوان وانصارهم من تجار الدين والخارجين علي القانون وهو المكان الوحيد الذي لم يستطع قوات الجيش والشرطة دخوله لفض الاعتصام المستمر منذ 60 يوماً. قام الشرفاء من ابناء الجيش والشرطة بمهمتهم في البداية بقطع التيار الكهربائي واطلاق عدد كبير من الغازات المسيلة للدموع لفض الاعتصام وعلي الجانب الاخر قام المعتصمون بتريد ببعض الهتافات مثل "حي علي القتال". اكد مصدر امني بمديرية الامن بالمنيا انه لاتوجد اي اصابات ولم تستخدم اي اسلحة نارية اتجاه المعتصمين. اكد شهود عيان بالقرية ان عملية التمشيط التي تقوم بها القوات المسلحة والامن تتم وسط حالة من الفرح والسرور بين اهالي القرية لضبط المتورطين في الاحداث الاخيرة واعتراضهم من الذين روعوا امنهم وهجروهم من منازلهم. اكد نسيم فخري من ابناء قرية دلجا ان عددا من انصار المعزول حاولوا تجميع انفسهم وعمل تجمعات بشرية والاحتكاك برجال الامن. الا ان محاولاتهم باءت بالفشل. بعد ان اطلقت القوات الامنية قنابل الغاز المسيلة للدموع عليهم بكثافة وتم تفريقهم تماماً. مضيفا انه لم يتم اطلاق اعيرة نارية او خرطوش من جانب قوات الجيش او الشرطة الا عند وصول تعزيزات امنية للمتواجدة وهذه تعتبر لغة تخاطب بين القوات وبعضها وليست استهدافاً للمواطنين. واكد شاهد عيان رفض ذكر اسمه ان بعض المتورطين في اعمال العنف والمطلوبين لدي الاجهزة الامنية هربوا فجر امس عند سماع خبر قدوم الجيش لاقتحام القرية. وكان من السهل عليهم الهروب لوقوع القرية علي حدود الصحراء والمناطق الجبلية. اكد القس ايوب يوسف المسئول عن كنيسة كاري جرجس للاقبال الكاثوليك بقرية دلجا ان قوات الامن تمكنت من السيطرة تماماً علي القرية ومازالت تتعامل مع الموقف لضبط النفس. قال ان الهدوء عاد مرة أخري للقرية والوضع الحالي مطمئن عقب سيطرة الأمن علي القرية. مشيرا إلي انه خلال الفترة الماضية تم حرق مبني الخدمات ومربع كامل به أكثر من 20 منزلا للاقباط. أضاف انه بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة ظهرت دعوات لحماية الاسلام بالقرية وتسببت في حرق مجمع كنائس بالكامل والاعتداء علي منازل الاقباط وهناك عدد كبير من المواطنين الاقباط هجروا القرية إلي محافظات أخري. أكد القس أن القوات الأمنية تسيطر علي كل منافذ القرية. معرباً عن سعادته للتواجد الأمني بعد الأحداث الدامية التي حدثت للاقباط بالقرية علي ايدي الجماعات المسلحة من سلب ونهب وفرض اتاوات. أكد اللواء أسامة متولي مدير أمن المنيا ان قوات الجيش والشرطة اقتحمت أمس قرية دلجا من جميع مداخلها حيث ان القرية محاطة بعدة جبال خلفية تعطي مجالا للعناصر الارهابية للهروب وتم فرض السيطرة الأمنية عليها دون اراقة دماء وتم فرض حظر التجوال بالقرية للقبض علي عدد كبير من المتهمين بارتكاب أعمال بلطجة وحرق الكنائس ومنازل الأقباط وسيتم تمشيط القرية المجاورة للقبض علي الهاربين في أقرب وقت. أكد اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا ان الدولة والأجهزة التنفيذية والأمنية ورجال القوات المسلحة. والشرطة حريصين تماما علي أهالي قرية دلجا ومساندتهم والقبض علي بعض العناصر الاجرامية والخارجين علي القانون. أضاف المحافظ أنه سيتم اصلاح ما افسده المخربون داخل القرية وانه لن يسمح بابتزاز مواطن والدولة مسئولة عن إعادة الحق لكل مواطن تعرض لاذي. قال المحافظ ان الأوضاع بالمحافظة مستقرة وتحسنت كثيراً في شوارع المنيا. وسيتم مواجهة أي محاولات للخروج عن القانون بحسم حفاظا علي أمن المواطن والوطن. أعرب القس سلوانس كاهن كنيسة السيدة العذراء بدلجا عن سعادتهم وفرحتهم بالتواجد الأمني بالقرية وفرض الأمن سيطرته بعد احداث العنف التي شهدتها دلجا. معربا عن قلقهم من تهديدات انصار المعزول وعودتهم مرة أخري مؤكدا ان العديد من الاقباط في حالة تحفظ شديد في كلامهم لما شاهدوه من عنف وحرق طوال الفترة الماضية.