داهمت صباح أمس حملة أمنية مكبرة شملت القوات المسلحة ومدرعاتها وقوات الأمن المركزى بجانب الاستعانة بقوات من الأمن الوطنى إلى قرية دلجا بمركز ديرمواس جنوبالمنيا، وتمكنت من اقتحامها وإلقاء القبض على مثيرى الشغب والعنف فى الأيام الأخيرة دون سقوط أى قتيل. وفرضت قوات الجيش سياجا أمنيًا كبيرا على جميع مداخل ومخارج القرية بعد وصول آلاف الشكاوى من انتشار التشكيلات المسلحة بها. وتعد دلجا من قرى المنيا المثيرة للجدل والتى شهدت أعمال عنف وشغب عديدة بجانب حرق عدد من الكنائس الأثرية وفرض الإتاوات على أسر القرية الأقباط من جانب البلطجية والمسلحين. وأكد أحد شهود عيان بقرية دلجا أن الأمن يطلق قنابل الغاز على بعض التجمعات البشرية ولم تطلق أى أعيرة نارية. وأكد نسيم فخرى أحد شهود العيان أن عددا من أنصار المعزول حاولوا تجميع أنفسهم وعمل تجمعات بشرية والاحتكاك برجال الأمن، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل بعد أن أطلقت القوات الأمنية قنابل الغاز المسيلة للدموع عليهم بكثافة وتم تفريقهم تماما. واستكمل الشاهد قائلا إنه يوجد المئات من المتورطين فى أعمال العنف والمطلوبين لدى الأجهزة الأمنية قاموا بالهرب فجر عند سماع نبأ قدوم الجيش والشرطة لاقتحام القرية وكان من السهل عليهم الهرب لوقوع القرية على حدود الصحراء والمناطق الجبلية. وأكد القس أيوب يوسف المسئول عن كنيسة مارى جرجس بقرية دلجا أن قوات الأمن تمكنت من السيطرة تماما على القرية وتعاملت مع الموقف بضبط النفس والتزام كامل بالسلمية وجار الامساك ببعض الأشخاص لاتهامهم بإثارة العنف والتحريض على القتل ومقاومة السلطات. يذكر أن قرية دلجا تبعد عن مدينة المنيا بنحو 180 كيلو مترًا وتضم أكثر من 120 ألف نسمة بمركز ديرمواس ومعظم أهلها من الإسلاميين المتشددين وشهدت القرية تصرفات لبعض العناصر الإرهابية من فرض اتاوات وتهجير الأقباط فى ظل غياب شبه تام من رجال الأمن والتى كانت تخشى اقتحام القرية لكونها محاطة بعدة جبال خلفية تعطى مجالا للعناصر الإرهابية من الهرب. وأكد مصدر أمنى أنه تم البدء فى عملية مداهمة وتفتيش للمنازل وتم إلقاء القبض على 8 أفراد مطلوبين أبرزهم خليفة أبوالسعود عبدالستار ومحمد أبوالسعود عبدالستار ومحمد قطب عبدالستار وحسن كحيل وأسامة كحيل. وحاول عدد من أهالى قرية دلجا استفزاز قوات الأمن والجيش المتواجدة بالقرية وقاموا بالتجول بشوارع القرية رغم فرض حظر التجوال. والتزمت القوات الأمنية بسلميتها ولم تطلق أى أعيرة نارية أو خرطوش واكتفت بتحذيرهم وقالت إنها تتواجد بالقرية من أجل مصلحة البلاد. وادان المجلس القومى لحقوق الإنسان الاعتداءات والانتهاكات التى تقع بحق بعض المواطنين المصريين فى صعيد مصر بشكل عام، ومحافظة المنيا وبعض مراكزها وقراها بشكل خاص بسبب هويتهم الدينية. وقرر المجلس تشكيل لجنة خاصة لاعداد تقرير وافٍ عن الحقائق المتعلقة بالحالات المذكورة، وتقديمها للسلطات المعنية إعلانها للرأى العام. وقال المجلس فى بيان له إنه لاحظ تصاعد وتيرة الاعتداءات التى استهدفت مواطنين مسيحيين فى محافظة المنيا تحديدًا، وهى الاعتداءات التى شملت حرقًا وتدميرًا لدور عبادة خاصة بالمسيحيين ومنازل وممتلكات، كما شملت ممارسات تهجير قسرى، فضلاً عن الشكاوى المتصاعدة والتى تتهم بعض الجماعات الدينية المتشددة بفرض اتاوات مالية على عدد من المواطنين المسيحيين. ولفت المجلس إلى الشكاوى التى تلقاها مباشرة من عدد من المواطنين فى محافظة المنيا، والبلاغات الرسمية الموثقة بأقسام ومراكز الشرطة، والتغطيات الإعلامية الموثقة لحالات الاعتداء والانتهاك مؤكدًا أنها تشير إلى صورة من صور «الاستهداف المنهجى» للمواطنين المسيحيين فى مناطق عدة بسبب هويتهم الدينية.