لقد "بلغ السيل الزبي وجاوز الحزام الطبيين" كما قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.. ووصلنا إلي آخر المطاف مع الشيخ يوسف القرضاوي ولابد من محاسبته علي كل "كبائره" التي يرتكبها في حق مصر وشعبها وجيشها. أتحفظ علي خجل بعض الزملاء من توجيه ألفاظ قاسية للقرضاوي وتفضيلهم العتاب الرقيق له.. ولا أدري.. عتاب رقيق مع رجل لديه إصرار غريب علي مهاجمة مصر والتحريض ضدها أسبوعياً والدعوة إلي فتنة؟؟.. انه تجاوز كل الخطوط الحمراء واخترق كافة الأسقف وأشدها صلابة.. وبالتالي.. فلا عتاب رقيقا مع هذا الخبل الذي يرتدي أثواب التدين. عموماً.. هم أحرار في وجهة نظرهم.. وأنا أيضا حر ولن أتبع ملتهم وحجتي أن القرضاوي ليس إنساناً عادياً محدود الفكر وبلا قيمة ويمكن تجاهل أقواله.. لكنه "داعية" كبير ومرموق لم أنكر يوماً قيمته وقامته بل أعترف بأنني كنت أقدره وأحترمه عندما كان معتدلاً يرضي الله ورسوله في أفعاله وأقواله وحينما كان بحق من دعاة المنهج الوسطي الذي لا شطط فيه ولا غلواء.. هذا هو الداعية الكبير الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي الذي قدرته واحترمته بحق. أما من يدعي يوسف القرضاوي الذي يخرج علينا كل جمعة ويبث سمومه وأحقاده ومغالطاته من فوق منبر رسول الله بالدوحة وتتناقلها قناة "الخنزيرة" لكل بقاع العالم لأغراض حقيرة وأمراض متوطنة أحقر. أو يكتبها عبر "تويتاته" علي موقعه الإلكتروني.. فهو رجل غير الذي عرفته وقدرته واحترمته.. وأندم علي ذلك كثيراً. قرضاوي اليوم.. رجل أصابته ثورة 30 يونيه بالجنون بعد أن شاهد بعينيه أن حلم دولة الخلافة العثمانية الإخوانية المزعومة قد تبدد. وأن المشروع الاستيطاني التدميري لدول المنطقة قد انهار فوق رأس مدبريه. وأن الدور القذر الذي تلعبه القناة القطرية قد انكشف بل وانفضح علي رءوس الأشهاد. كل هذا جعل القرضاوي "يلطش" يميناً ويساراً ولا يتقي الله في مصر التي مازال يحمل جنسيتها وفي أهلها وأزهرها.. ارتدي ثياب "مفتي الإرهاب" وانتهج "التحريض" ضد الدولة دستوراً رديئاً و"المغالطة" أسلوباً رخيصاً.. ارضاء لأسياده في واشنطن وأنقرة والدوحة.. فسقط من فوق هرم الدعوة السمحة ليغرق في بحور الدم والفتنة والتطرف. كيف أعاتب رجلاً كهذا برفق وهو في كل خطبة جمعة وعبر تويتاته يدعو المصريين إلي الخروج من بيوتهم ضد الدولة؟؟.. كيف وهو يحرض ضباط وجنود الجيش علي عدم إطاعة أوامر قادتهم متجاهلاً أو متعامياً عن أن جيش مصر لا هو مرتزقة ولا طائفي يمكن شراؤه وتوجيه دفته؟؟.. كيف وهو يصف "خير أجناد الأرض" بالكذب والانقلاب وترويج المزاعم بأن الشعب فوضهم لهدم دولة حرة وعزل رئيس منتخب. وكأن القرضاوي يعيش في كوكب آخر ولم يشاهد أكثر من 30 مليون مصري وهم يملأون الميادين والشوارع من 30 يونيه حتي 3 يوليو ثم في 26 يوليو؟؟.. كيف وهو يدعي أن محمد مرسي مخطوف وليس معتقلاً في حين أنه لا مخطوف ولا معتقل بل محبوس وبقرارات قضائية علي ذمة عدة قضايا جنائية يعلم جيداً صحتها..؟؟ كيف أأمن لهذا الرجل "المتلون" وأقدره وأحترمه؟؟.. أنني أعتب علي الدولة والأزهر ترددهما في سحب الجنسية المصرية من القرضاوي وعزله من هيئة كبار العلماء.. أنه عدو لمصر ولا يجب أن يحمل هويتها. وعدو للإسلام والمفروض ألا يكون من كبار علمائه. إن أمثاله قال عنهم المولي سبحانه وتعالي: "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب يتقلبون".