صفوت عبدالحليم.. أحد نجوم العصر الذهبي لفريق الأهلي لكرة القدم.. ساهم بأدائه الرائع والمميز بخط الوسط في فوز القلعة الحمراء بسبع بطولات محلية "ستة" دوري وكأس واحدة.. وظل يتألق داخل المستطيل الأخضر علي مدار 20 عاماً قضي منها ستة مواسم بفرق الناشئين و14 موسماً في صفوف الفريق الأول حتي اعتزل اللعب موسم 82. ويتخطي عمره الآن ال62 عاماً. كان صفوت عبدالحليم واحداً من أبرز لاعبي المنتخب الوطني أيضاً وزامل العديد من نجوم الكرة المصرية الذين تركوا بصمة وذكري طيبة عند جماهير الكرة المصرية والعربية بمختلف ميولها. من بينهم محمود الخطيب وإكرامي وثابت البطل وشطة وفتحي مبروك وطاهر أبوزيد وزير الرياضة الحالي. بالإضافة لطه بصري وحسن شحاتة وحمدي نوح وفاروق جعفر وحسن الشاذلي ومصطفي رياض وغيرهم ممن أثروا الملاعب بكرة قدم جميلة وتتذكرهم الجماهير بالخير حتي هذه اللحظة. ساقتنا الأقدار لمقابلة صفوت عبدالحليم بشقة منعدمة المرافق بالدور الأرضي بالعقار "51" بمساكن الشروق بحي مدينة نصر بالقاهرة. ووجدناه جالساً بمفرده داخل غرفة تساقطت بعض أجزائها. ولا يوجد بها سوي سرير متهالك يرقد عليه. وأمامه تليفزيون لا يظهر منه سوي صوت فقط.. اقتربنا منه.. وجدناه يتوجع ويتذكر أياماً كان فيها ملء السمع والبصر. جلطة في البداية سألناه عن صحته؟! قال: صحتي لا تسر عدواً ولا حبيباً.. حيث لا أقدر علي الحركة بعد إصابتي بجلطة في المخ منذ سبع سنوات شلت حركتي ولم أعد أقوي علي الخروج من هذه الغرفة منذ أربعة أشهر. أضاف صفوت عبدالحليم: أنفقت كل ما أملك وأصبحت القدرة علي تكبد مصروفات العلاج التي تتخطي ألف جنيه شهرياً . علاوة علي أنني أدفع نفس المبلغ إيجاراً للشقة. وكنت أمتلك محلاً لبيع البروفات بشارع وادي النيل بالمهندسين أغلقته بعد أن هزمني المرض. لا دخل سألناه: هل يوجد أي مصدر دخل لك؟! قال نجم الأهلي السابق.. لا يوجد أي مصدر باستثناء مبلغ يرسله لي مسئولو الأهلي كل شهر لا يفي باحتياجاتي. أوضح أنه لا يوجد من يقوم علي خدمته سوي مدحت "حارس العقار" وأبوتامر "سايس الجراج". قال والحسرة تعلو وجهه: إن زوجته وولديه "عمر" و"بسنت" تركوه لهذا المصير الأليم. ولم يزوراه نهائياً. علاوة علي أنهم يضغطون عليه للتنازل عن شقة كان يملكها بأرض الجولف. ويقيمون بها حالياً. وتركوه وحيداً. مرة واحدة تحدث صفوت عبدالحليم بصعوبة بالغة. حيث لا يقدر علي نطق الكلام إلا بشق الأنفس. مؤكداً أن الخطيب وإكرامي وشطة وفتحي مبروك قاموا بزيارته مرة واحدة ثم اختفوا بعد ذلك. وقال إنه راض بقضاء الله. وكل ما يحتاجه أن يتذكره زملاؤه. خاصة طاهر أبوزيد الذي أصبح وزيراً للرياضة. وكل ما يطلبه منه أن يمد له يد العون والمساعدة لعلاجه علي نفقة الوزارة. ولا يتركه للمرض الذي أجهز عليه حتي يكمل الأيام المتبقية له في الحياة بكرامة وعزة نفس. اختتم صفوت عبدالحليم حديثه ل"المساء الرياضي" بقوله: إن الوحدة تقتلني أيضاً. وكانت سبباً في هجوم بعض اللصوص عليه داخل الشقة بعد كسر الباب. وأشهروا في وجهه مسدساً وأكثر من سلاح أبيض "مطاوي" وقاموا بسرقة تليفونه المحمول و1200 جنيه. كان لا يملك غيرها من حطام الدنيا. وهددوه بعدم الحديث عن هذه الواقعة وإلا عادوا وقتلوه.