صفوت عبدالحليم نجم الأهلي القديم في عصره الذهبي أيام السبعينيات وقت أن كان لعب الكرة.. من أجل الكرة فقط.. للامتاع والابداع وصفوت أحد النجوم القلائل الذين تركوا بصمة يعرفها القليلون ويغفل عن ذكرها الكثيرون. وصفوه بأنه أحرف من أنجبت كرة القدم المصرية والنادي الأهلي فهو «ملك» الكرة الشراب.. ومن الشرابية.. الحرفنة في دمه وحياته. وأفضل من مرر الكرة البينية السريعة والتي يطلق عليها (ثرو) فمن لمسته كان الخطيب بيبو الكرة المصرية أمام المرمي ليحرز أجمل الأهداف. هذا الحريف.. صفوت عبدالحليم كان هيديكوتي المجري المدير الفني المشهور للأهلي.. يضعه في مقدمة التشكيل مع حسن حمدي ثم يختار باقي اللاعبين. صفوت عبدالحليم الذي صال وجال.. هو الأن راقد في فراشه يصارع المرض.. والشلل.. لا تقوي قدماه علي حمله لخارج باب غرفته.. وليس باب شقته. ثمانية أشهر كاملة علي سرير المرض.. عاني فيها نجم مصر والأهلي متاعب الآلم ومصاعب الحياة بعد الجلطة التي لحقت به وبعد علاجها تركت أثراً فادحاً وهو شلل في القدمين. لكن أكثر ما يعانيه صفوت هو نكران الجميل والتنكر لايام الزمالة في الملاعب والصداقة.. فليس هناك من يزوره إلا القليل جداً أمثال أحمد مسعود الطبيب الشهير والذي كان سببا في دخول صفوت الأهلي.. وزيزو وفتحي مبروك يسألان عنه. أما النجوم.. اللامعون.. والاسماء الكبيرة ممن تولوا وتقلدوا الآن مناصب مهمة.. فقد نسوا صفوت حتي نجوم الملاعب الحاليين والسابقين.. وأعلاميو الفضائيات من ابناء الأهلي.. «أخبار الرياضة» زارت صفوت الحليم في شقته المتواضعة بشروق النادي الاهلي والتي يعيش فيها صفوت ذكريات جميلة وأليمة نظراً لغلاء ثمنها شهريا إلي جانب الأدوية والعلاج والذي قرر صفوت ان يتركه بعد أن شعر نفسياً ببعض الاحباط. وقبل أن أتحدث مع صفوت عبدالحليم.. شاهدت المكان الذي يعيش فيه أحد نجوم الأهلي الكبار.. فهي لا تليق أبداً بلاعب يبدأ حياته مع فريق درجة ثانية وليس نجماً له تاريخ. وعندما سألته عن ضرورة تكاتف المحبين له وللأهلي وللنجوم لتغير الوضع الحالي.. كان الخجل يملؤه والكلمات تقف علي لسانه والدموع تنحسر في عينيه. كان هذا اللقاء في حضور صديقه الوحيد الدائم له د. أحمد مسعود الذي يرعي حق الصداقة.. ودون أن أثير مشاعره.. قررت أن أتحدث عن الكرة والحياة والأيام الجميلة علي أمل أن يتغير الحال للأفضل فيما بعد. سألت كابتن صفوت عن دخوله الأهلي؟ - قال كابتن صفوت ذهبت عن طريق د. أحمد مسعود لكي اختبر عند الكابتن مصطفي حسين وقتها شاهدني الكابتن الجوهري وقال لي بكرة تحضر للتمرين . كنت نجماً كبيراً ومشهوراً لماذا لم تحترف؟ - قال.. علي أيامنا كنا نحب الكورة.. ونلعب من اجل اللعب والمتعة وامتاع جمهور الكرة. لم تكن اعلاميا.. وتحب الصحافة والاعلام؟ - أنا طبيعي ماليش في الاعلام.. بعد المباراة أو التمرين مهمتي انتهت أذهب للبيت مباشرة لم أحب الحوارات الاعلامية. الآن ياكابتن.. اللاعب بالشيء الفلاني.. بالملايين كم كانت مكافأتك في الأهلي؟ - أكبر مكافأة كانت من الفريق مرتجي 2000 جنيه عام 78/79 وكانت مكافأة بطولة الدوري والكأس وأول مبلغ كان 3 جنيهات كنا نلعب الكورة للكورة.. الآن مفيش فلوس.. مفيش كورة!! أعطيت حياتي لكرة القدم ولم تعطني شيئا. أنت من جيل ضم نجوم كبار.. والآن وأنت في هذه الحالة المرضية الصعبة.. من يسأل عنك.. حسن حمدي رئيس الأهلي؟ - لأ والخطيب يسأل عنك..؟ - لأ أمال مين من زملائك القدامي؟ - مفيش حد إلا عبدالعزيز عبدالشافي «زيزو» وفتحي مبروك. طيب والباقين...؟ - قاطعني.. قائلا أنا ياما عملت نجوم كثير.. وساعدت كثيرين ليكونوا نجوم لكن لا أحد منهم يسأل.. هل تود ان توجه رسائل معينة للبعض؟ - لأ.. مايستهلوش بتتفرج علي مباريات الدوري..؟ - شفت كل المباريات.. مفيش متعة.. مفيش كورة.. الأهلي بدأ المشوار بالفوز علي المحلة...؟ - ذكرتني.. بكلمة قالها لي المرحوم صالح سليم.. عندما قال لي أن أجمل تمريرة شاهدها في حياته كانت لي في مباراة غزل المحلة.. أيام.