شقيقان صالحان أنعم الله عليهما بموهبتين نابغتين.. الأول شريف سيد مصطفي - 14 عاما - كانت المساء أول صحيفة التقت به عندما حضر بصحبة والده إلي مقرها منذ ثلاث سنوات وكان وقتها في العاشرة من عمره.. حفظ القرآن الكريم بالقراءات العشر إلي جانب حفظه ل 11ألف حديث من أحاديث البخاري ومسلم بالإضافة إلي متن تحفة الأطفال ومتن الجذرية والشاطبية والدرة وهي أصعب متون القراءات وتفسير الجلالين وألفية ابن مالك ونونية ابن القيم وغيرها كما أنه يهتم بعلم مقارنة الأديان ولذا حفظ الإنجيل والتوراة والزبور. أما شقيقه الثاني محمود ذ 11عاما ذ فيتميز في مجال الأذان والابتهالات فحصل علي المركز الأول في مسابقة زالمؤذن الصغيرس التي أقيمت في الدوحة رمضان الماضي بحضور عدد من السفراء العرب بالإضافة إلي حفظه للقرآن الكريم. التقينا الشقيقين ووالدهما سيد مصطفي وأجرينا معهم الحوار التالي: * شريف.. ما الجديد عندك بعد ثلاث سنوات من إجراء الحوار الأول مع " المساء " ؟. " بفضل الله تعالي حصلت علي 76 شهادة تقدير وجائزة من المسابقات القرآنية المحلية والدولية التي شاركت فيها في مصر وخارجها وكان ترتيبي الأول لمدة خمس سنوات في مسابقات قطاع المعاهد الأزهرية.. كما منحني اتحاد السفراء العربتلقب سفير العرب للطفولة.. كذلك حفظت التوراة والإنجيل والزبور حيث أهتم بعلم مقارنة الأديان. * كيف تقضي يومك؟ " أقضي حاولي 18 ساعة يوميا بين الحفظ والمراجعة للقرآن الكريم والسنة المطهرة والإلمام بالمعرفة بكافة فروعها.. كما أقوم بإلقاء خطب الجمعة ودروس في المسجد.. وأشارك في مقرأة مسجد آل رشدان لتعليم المصلين القراءة الصحيحة للقرآن الكريم وأقوم بالتدريس في مسجد الدعوة بمنشية ناصر للكبار والأطفال وأنشأ لي والدي زدار المصطفيس لتعليم وتدريس القرآن بالمجان. باب ثابت * ما هي أصعب مسابقة اشتركت بها؟. " مسابقة الخرافي حيث تقدم إليها 50 ألف متسابق وكان كلي أمل أن أنال أحد المراكز الخمسة الأولي فكثفت جهدي وقتها حتي وصلت إلي النهائيات الأولي مع 1500 متسابق التي صفيت إلي 300 ثم 20 وفي كل مرحلة تزداد الأسئلة ومعايير التقييم تعقيدا وصعوبة إلي أن وصل العدد إلي 3 كنت واحدا منهم ثم حصلت بفضل الله تعالي علي المركز الأول ولا أنسي وقتها شعوري عندما تلقيت خبر فوزي فقد بكيت كثيرا من شدة الفرح واحتضنني والدي ووالدتي وإخوتي جميعا وتسلمت الجائزة في حفل كبير حضره وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية ورئيس مجموعة الخرافي في مصر والعديد من الشخصيات الدينية البارزة. * من هو مثلك الأعلي؟ " في القرآن وعلم القراءات الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخ مقرأة الجامع الأزهر الشريف وفي الأصوات الشيوخ عبد الباسط عبد الصمد والمنشاوي وأبو العينين شعيشع. * ما هي أمنيتك في المستقبل؟. " أن أصبح عالما في العلوم الشرعية وأتخصص في علم القراءات الذي أعشقه. المؤذن الصغير * محمود.. من الذي شجعك علي أن تصبح مؤذنا؟. " جدي فهو مؤذن شرعي وعمل علي تنمية موهبتي منذ الصغر وتدربت كثيرا علي يديه حتي أتقنت الأذان والحمد لله وأتمني أن يجعلني الله سبحانه وتعالي كما وعد من الأطول أعناقا يوم القيامة. * كيف تقدمت لمسابقة زالمؤذن الصغيرس في الدوحة؟. " مسابقة زتيجان النورس تحظي بإقبال شديد من حفظة القرآن علي مستوي العالم حيث شارك فيها هذا العام أكثر من 1367 مشتركا ومشتركة من 54 دولة.. وهذا العام استحدثت المسابقة فرعا جديدا هو زالمؤذن الصغيرس فاشتركت بها حيث إنني ولله الفضل أمتلك موهبة الأذان والإنشاد الديني وبتوفيق الله حصلت علي المركز الأول. * هل حصلت علي أية جوائز أو تقديرات أخري؟. " حصلت بفضل الله علي 33 شهادة تقدير في حفظ وتلاوة القران الكريم وعلي لقب موسوعة الأذان بمصر لأدائي الأذان بجميع اللهجات كما شاركت في المسابقة العالمية الدولية بالدوحة في الأذان عام 2012 وحصلت علي المركز الأول وعلي مستوي الجمهورية لقطاع المعاهد الأزهرية والدورة الصيفية للقرآن حظيت فيهما كذلك علي المركز الأول بالإضافة إلي مشاركتي في العديد من المسابقات التي أقامتها المساجد والجمعيات الخيرية ونلت فيها المركز الأول. فخر الوالد * قلنا للوالد سيد مصطفي : كيف كان شعورك وأنت تري أبنيك يتألقان في المسابقات العديدة؟ " أشعر بالفخر خاصة عندما أجد شريف يجيب علي الأسئلة الدقيقة في علم القراءات التي توجه له في المسابقات المختلفة وكذلك وهو يقوم بتلاوة كتاب الله بالقراءات العشر التي أجازها له شيخه مصباح إبراهيم ودن وهذا نتيجة جهد كبير بذله منذ أن كان في الرابعة من عمره. أما محمود فقد حفظ 22 جزءا من القرآن الكريم وهو لم يتجاوز 11عاما إلا أنه يتمتع بصوت مميز في تلاوة القرآن والإنشاد الديني وأظهر نبوغا في رفع الأذان فشجعته علي السير قدما في هذا الطريق. * كيف اكتشفت موهبة ابنك شريف وهو في هذه السن الصغيرة؟. " عندما كان في الرابعة من عمره حاولت أن أحفظه كتاب الله واستجاب لي وأتم حفظ 4 أجزاء كاملة إلا أن المفاجأة عندما بلغ سن السابعة وفي إحدي المسابقات أعطوه أبياتا شعرية فحفظها في ثلث ساعة وهو ما لفت انتباهي للموهبة الربانية التي يمتلكها وهي سرعة الحفظ وقررت استغلال هذه الموهبة في حفظ القرآن الكريم وحينها حفظ 26 جزءا في ثلاثة أشهر علي يد شيخه عبد الشكور محمود شيخ مسجد عمر بن الخطاب واستوعب شريف القرآن بالقراءات العشر في 6 أشهر والتي عادة ما تدرس في 8 سنوات وحصل علي إجازتها من الشيخ سيد هارون أبو الدهب.. كما حفظ 11 ألف حديث لصحيحي البخاري ومسلم في أربعين يوما وحصل علي إجازتها من الشيخ وحيد عبدالسلام بالي.. ثم متن تحفة الأطفال ومتن الجذرية والشاطبية والدرة وهي أصعب متون القراءات.. وكذلك تفسير الجلالين وألفية ابن مالك ونونية ابن القيم والفقه الحنفي والشافعي والعروض.. ودرس عقيلة أتراب القصائد في رسم المصحف بالإضافة إلي حفظ 58 إنجيلا و84 توراة و23 زبوراً. * هل أثر حفظ القرآن الكريم علي الدراسة بالنسبة لأبنائك؟ " بالعكس.. ساعد حفظ القرآن علي تقوية ذاكرة الأولاد ومكنهم من إتقان اللغة العربية وهو ما جعلهم من المتفوقين دراسيا.