هذه ليست نكتة من نكات المصريين خفيفي الظل. لكنها حقيقة ومأساة تعيشها بعض النساء مع بعض الرجال.. أختار منها اليوم نموذجاً أكتب عنه.. صديقتي الزوجة الشابة الجميلة التي قبلت أن تكون الزوجة الثانية لرجل يمتلك قلباً كبيراً جداً وسعها هي وزوجته وعشيقته وصديقته!! هذه هي الحقيقة الوحيدة التي تعرفها صديقتي عن زوجها والتي صدق فيها ووعدها أن يتخلص بوجودها في حياته من كل الآفات الأخري.. علي حد وصفه هو لها.. ولأنها تحبه بجنون ألغت عقلها وأغمضت عينيها وفتحت أذنها لحلو الكلام وتزوجته.. نهلت من السعادة أجمل ثلاثة أسابيع قبل أن يقول لها: للزوجة الأولي حقوق.. أفاقت لكنها احترمت عدله بينها وبين ضرتها وأقنعت نفسها أن ذلك يدلل علي أنه سيعدل معها وهذا يريح قلبها لأنه لن يميل لواحدة علي حساب الأخري.. تركته يرحل وسألته بهدوء وسكينة متي ستعود؟ قال لها: بيننا تليفون.. مر أسبوع قبل أن يعود لها.. ومع كل مكالمة عذر مختلف.. زوجتي مريضة.. ذهبنا للطبيب.. بكت لأنني أتركها وهي راقدة في الفراش ولا أحد معها والصغار بالمدرسة.. صدقته وبدأت سلسلة التماس الأعذار له.. خاصة وصندوق كلماته المعسولة لا ينضب. سارت بها الحياة.. يراها لمدة يومين فقط في الأسبوع.. إلي أن قررت الاتصال بزوجته الأولي لتصادقها ولتعرف السر الذي يعيده إليها بقية الأسبوع وعندها انفجرت فيها الزوجة الأولي قائلة لها: أنت سبب كل المصائب كان يعرف نساء ويعود لي اليوم بسببك أصبح لا يبيت بالبيت سوي يومين فقط وتتصلين ببجاحة لتتعرفي علي!! وأغلقت الهاتف في وجهها. أسقط في يد الزوجة الثانية أين يذهب الزوج بقية أيام الأسبوع.. راقبته وعرفت أنه يبيت يومين في بيت عشيقته التي ترفض الزواج به لأسباب لا تعرفها.. واليوم السابع هو راحته الذي يقضيه في نزهة ليوم كامل مع صديقة لم تصل لمرتبة العشيقة فكل اللقاءات في نواد ومقاه وغيرها ويبيت ليلته تلك في مكتبه بوسط البلد.. هذا هو البرنامج الأسبوعي للرجل الذي قبلته صديقتنا. واجهته بما عرفت.. فقال لها: ألم أخبرك بالحقيقة قبل الزواج؟ لم أكذب عليك.. ولم أظلم واحدة فيكن.. بل عدلت.. ولن أغير ما بي أنا مرتاح هكذا أحبكن جميعاً والرجل يقدر علي ذلك ومن حقه أربع زوجات وما ملكت يمينه. وصمتت الصديقة واستمرت الحياة المعذبة لكل الأطراف النسائية في حياة رجل لا يعرف الله وليس لديه خط فاص بين الحلال والحرام.. يريد كل شيء وسيأتي اليوم الذي يخسر فيه كل شيء.. هذا الرجل الذي استطاع أن يعدل في الخيانة ببراعة لاعب سيرك يمشي علي الحبل.. لا يعرف إلا أن يرتكب من الفواحش ما يجعل له عشيقة لا تريد الزواج به لأنها عرفت أي الرجال هو وبخبث المرأة العارفة لمن هو مثلها في الخصال رفضته زوجاً.. والصديقة التي لا تصل علاقتها به إلا للنزهات البريئة وربما يضعها تحت قائمة الانتظار لتتحول إما لعشيقة أو لزوجة ثالثة حسب قدراته علي إقناعها أو التزامها هي بمعيار أخلاقي يرفض مثله زوجاً. ولصديقتي ولغيرها ممن يقبلن مثل هذا النموذج زوجاً أقول: هناك معيار لاختيار الزوج إن تنازلت المرأة عن تلك المعايير فستظل تخسر بقية حياتها معه وأول تلك المعايير أن يتقي الله فيها وثاني تلك المعايير الأخلاق التي تجعله يصونها وثالثها أن يكون ممن لا يرتكبون الفواحش جهاراً.. قد يقول البعض: وإن ارتكبها سراً فهل هذا حسن؟ أقول: إن من يستتر في عيوبه يعلم أنه يرتكب ذنباً وربما يكون ستر الله له باباً لتوبة ذات يوم.. أما من يجهر بمعصيته فهو متبجح علي الله ثم الناس. وهذه المواصفات لا تتوفر في رجل صديقتنا التي أخذنا قصتها لنتحدث عن نموذج للأسف موجود.. الرجل ال "شهريار".. الذي يشبع رغباته غير عابيء بأي طرف ممن يشاركه تلك الحياة هذا لأنه ببساطة لا يعرف الحب ولا يجيد إلا الكذب ويتقن العدل في الظلم والخيانة والخديعة للآخرين.. هذا الرجل الذي يبحث عن متعته فقط لا يعبأ بزوجة ولا عشيقة ولا صديقة ولا أطفال هو لاهث ككلب خلف نزواته الواحدة تلو الأخري ولا يهمه إن خسر واحدة فهناك دائماً من تحل محلها الصديقة التي تقف في طابور الانتظار.. يا له من رجل كيف تقبل به امرأة مضحية بحياة مستقرة في سبيل بضع كلمات حلوة؟!! علينا أن نوجه خطابنا للبنات اللاتي يقمن بالاختيار بترتيب الشكل ثم معسول الكلام ولا يهمهمن قول النبي صلي الله عليه وسلم : "إذا جاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" وهو كلام حكيم من نبي الرحمة هو نفسه خير نموذج وقدوة.. فهل للرجال فيه أسوة؟ وهل للبنات فيه نموذج؟ نتمني أن ينصلح المجتمع فهل ينصلح وبيننا آفات كتلك.. رجل لاهث خلف النزوات.. وامرأة تبحث عن كذبة تتزوجها.. والنتيجة أسرة مدمرة.. فماذا ننتظر أن يكون المجتمع؟!!! ** همساتي لكم: كن لها.. أو كن لهن لم يعد أبداً يهم!! عاشق للريح أنت تائه في أضغاث حلم