كانت النظرة إلى الزوجة الثانية في الأعوام السابقة هي كونها ظاهرة، وكل شخص يرى هذه الظاهرة حسب رؤيته الخاصة، ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت الزوجة الثانية أمراً منتشراً. وربما يظهر هذا جلياً مع انتشار العنوسة بدرجة عالية في مصر، حيث وصلت الإحصاءات الرسمية إلى أن المعدل قد وصل إلى 13 ملايين شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم 35 عاماً لم يتزوجوا، منهم 2.5 مليون شاب 10.5 مليون فتاة فوق سن ال35، ومعدل العنوسة في مصر يمثل 17% من الفتيات اللاتي في عمر الزواج، ولكن هذه النسبة في تزايد مستمر وتختلف من محافظة لأخرى. يطرح السؤال نفسه هنا "ما هو السبب لوجود زوجة ثانية؟" إهمال زوجة، نزوات رجال، محاربة عنوسة؟، وكيف ينظر إلى الزوجة الثانية والأولى مجتمعياً؟، وهل للكرامة دخل بالنسبة للزوجة الأول ومن ترتضي أن تكون زوجة ثانية؟. قامت بوابة أخبار اليوم بالإبحار في تفاصيل هذه الأسئلة، للوقوف على إجابات،، وبسؤال "م.ر" 27 عاماً، "محاسب"، ما هو الدافع الحقيقي وراء الزوجة الثانية؟، قال، الرجال أنواع، منهم من يتزوج مرة أخرى بسبب "العين الزايغة" ومنهم من يتزوج لسبب، وبالنسبة لي بالتأكيد إذا تزوجت مرة أخرى فسيكون لسبب، ربما عدم الاهتمام بشئوني والانشغال عني وعدم الاهتمام بجمالها وأنوثتها، وأيضاً أسلوب الكلام هذه أسباب قد تدفعني للجوء لزوجة ثانية. أما "ع.ي" 29 عاماً، سكرتير، أنا أحب النساء، ولدي القدرة في أن أحب أكثر من واحدة في نفس الوقت، وأهتم بهن على أكمل وجه دون أن تشعر إحداهن بأي تقصير من جانبي، وأرى أني إذا تزوجت أكثر من واحدة فهذا ليس عين زائغة أبداً، وإنما هذا شرع الله، وهذه هي طبيعة الرجل، الرجل بطبعه يشتهي تذوق كل أصناف النساء، والزواج يجنب الرجل الخيانة والفاحشة، وفي رأيي مادام الرجل سيراعي الله في زوجاته فليس هناك من مشكلة، ولا دخل لكرامة الزوجة أبداً في الموضوع . وأجابت "هبة.ر" 23 عاماً، مترجمة، في نظري غالباً يتزوج الرجل لأنانيته، ونادراً لتواجد أسباب، قد تكون لعدم الإنجاب، سفره بالخارج لفترة طويلة قد تدفعه للإحتياج لزوجة أخرى تهتم بشئونه واحتياجاته، وإذا اختلفت نظرة المجتمع وكانت النظرة عادلة فهذا سيساهم في مشكلة العنوسة بشكل لا يهين المرأة، وبالنسبة لي لا أقبل الزواج من رجل متزوج برغم عدم رفضي هذه الفكرة لغيري، ولكن لن أتحمل النظرة المجتمعية القاتلة. وأوضحت "م.م" 22 عاما ، صحفية، أن إهمال الزوجة، ونزوات رجال ضمن أسباب للزواج الثاني، ما عدا محاربة العنوسة، وأن الرجل لا يفكر سوى فيما يرضيه، ويحب الامتلاك وإسعاد نفسه لشتى الطرق، ولا يشغل تفكيره المجتمع أو العنوسة، وحتى المجتمع ينظر للزوجة الثانية بأنها "خطافة رجالة"، وهناك نسبة ليست بقليلة من البنات ترتضي كونها زوجة ثانية هرباً من العنوسة، أما بالنسبة لموقف الزوجة الأولي فهناك من تقبل لأسباب مثلاً عدم قدرتها على الإنجاب، وهناك من تعترض وتطلب الطلاق، وهناك من تعترض وتحاول المحاربة من أجل الحفاظ على بيتها بكل الطرق، وفي كل الأحوال الرجل هو الرابح في هذا الأمر.
وقد قال الشيخ محمد حسان في فتوى له بخصوص جواز إقدام الرجل على الزواج على زوجته رغم آدائها لكل واجباتها الزوجية، فكانت الفتوى أن هناك أساسيات يجب العلم بها قبل الإجابة وهي أن الإسلام لم ينشئ التعدد إنما جاء الإسلام والتعدد موجود وقائم وحدده الإسلام ووضع له الضوابط، والعدل الذي جاء نفيه في القرآن ليس المقصود به العدل المادي، وإنما العدل العاطفي والمعنوي وميل الرجل إلى إحدى المرأتين أكثر من الأخرى. وقد رفض الرسول لزواج سيدنا علي رضي الله عنه زوجه ثانية مع السيدة فاطمة ليس لرفضه التعدد، إنما لرفضه أن تجتمع ابنته صلى الله عليه وسلم مع ابنة عدو الله فى منزل واحد وتحت رجل واحد وفى هذا بلاء عظيم. وأشار إلى أن الرجال يجب أن يعرفوا أن الزواج الثاني ليس مجرد لحظات في الفراش، إنما هو زوجة لها حقوق ومتطلبات، وعليه أن يعدل بين زوجاته في ذلك. وخرج من هذا بأنه لا يجوز من المرأة الإعتراض على أمر شرعه الله، لأن الله هو من أوجد في المرأة الغيرة، وأن المرأة حينما تطلق أو تترمل وتسأل حينئذ عن تعدد الزوجات تكون من أشد المؤيدين له لأنها عرفت أن الحياة مع ربع رجل خير من الحياة بدون رجل على الإطلاق. وقال الأخصائي النفسي ومقدم الاستشارات النفسية خالد خضر، أهم الأسباب التي تدفع الزوج للجوء إلى زوجة ثانية هو توتر العلاقة الزوجية، فعندما تكون العلاقة على وتيرة غير منتظمة كفقدان اهتمام، رعاية، أو عناية، يضطر الزوج لتعويض هذا الفقد، وحتى لا يقوم بهذا بطريقة غير مشروعة يلجأ للزواج، وخصوصاً بنظرته أن الشرع قد حلل له الزواج من أربع. وأوضح أن فتور العلاقة يؤدي إلى فجوة قد تتسع مع مرور الوقت، بشكل لا يوجد بعده حل سوى الزواج من أخرى، وهذا الأمر الذي لا يقبله أغلب النساء، ناظرين إلى هذا الأمر على أنه إهانة، وخصوصاً عدم الاعتراف بالتقصير أبداً مع الزوج، ودائماً يهينها أكثر إحساسها بنظرة المجتمع لها. وتابع أن هناك بعض الرجال وبسبب الفتور يميلون إلى التنوع، كالزواج من جنسيات متعددة، أو الزواج من أعمار مختلفة وما إلى ذلك . و قال إن الإعلام يلعب دوراً نفسياً كبيراً في حياة الأسرة المصرية والحياة الأسرية، وبالنسبة للزوجة الثانية فإن المجتمع ينعتها ب"خطافة الرجالة"، وهذا أحيانا يصيبها بالذنب، ولكن الحقيقة أن هذا حقها تماماً، ولو أن هذا غير مشروع لما كان شرعه الدين. وأكد أنه من الأفضل مصارحة الزوج لزوجته في حالة رغبته في الزواج بأخرى، لأن الزواج الغير معلن، هو بداية لمشاكل ليس لها آخر، والمرأة في حالة المفاجأة تكون على غير طبيعتها، فيفضل وجود تراضي بينهما من البداية.