أكد حازم الببلاوي, رئيس الوزراء, أن استقالة الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية المؤقت للعلاقات الدولية لم يكن لها تأثير على الموقف الدولي الخارجي بشأن الأحداث التي وقعت في مصر منذ 30 يونيو الماضي. وقال رئيس الوزراء -في مقابلة مع برنامج جملة مفيدة الذي يذاع على قناة "إم بي سي مصرية" إن الموقف الدولي لا يرتبط بشخص أو بآخر, لكنه مرتبط بمدى التقدم في الوضع, مشيرا إلى أن استقالة البرادعي ليس لها تأثير على وجهات النظر الخارجية. وأضاف أن أهم ما يميز الدولة الديمقراطية الحديثة أن تكون دولة قانون, وأن الدولة الحقيقة هي التي يجب أن تقوم بتطبيق القانون وتحقيق سيادته على أرض الواقع, مشيرا إلى أن أهم إنجازات الحكومة الانتقالية الحالية هي تطبيق القانون وتحقيق الأمن الذي افتقده الشارع منذ فترة طويلة. وأوضح أن مسألة فض اعتصامي النهضة ورابعة كان من القرارات الصعبة , مشيرا فى الوقت نفسه إلى أنه لن تستطيع أي حكومة أن تحقق أهدافها في ظل استمرار هكذا اعتصامات. وكشف الببلاوي أن كل الوسطاء سواء في الداخل أو الخارج كانوا بعيدين تماما عن أرض الواقع وخصوصا ما حدث في 30 يونيو وما بعده, موضحا أن كل من جاءوا كانوا يطالبون بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 30 يونيو ثم بعد ذلك التفاوض. ورأى حازم الببلاوي, رئيس الوزراء, أن حظر التجوال إجراء احترازي يهدف إلى السيطرة على الأوضاع الأمنية, مشيدا بتجاوب واحترام أفراد الشعب مع حظر التجوال منذ تطبيقه. وتوقع رئيس الوزراء عدم استمرار حظر التجوال لفترة طويلة, مشيرا إلى أن الجمعة القادمة ستكون معيارا لاستمرار الحظر من عدمه, متوقعا ألا يحدث شىء, ومن ثم يمكن الحديث عن استمرار الحظر من عدمه أو غير ذلك. وحول مسألة حل حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الأخوان المسلمين, قال رئيس الوزراء إن حل الحزب أو الجماعة ليس هو الحل, مشيرا إلى أنه من الخطأ اتخاذ قرارات في ظروف مضطربة. وأوضح أنه من الأفضل أن نراقب الأحزاب والجماعات في إطار العمل السياسي دون حلها وعملها في الخفاء, مشيرا إلى أن مدى التزام حزب الحرية والعدالة أو جماعة الأخوان وشبابها وأعضائها سيكون هو الفيصل في الاستمرار من عدمه. وشدد الدكتور حازم الببلاوى على أن الحكومة الحالية هى حكومة انتقالية وليس تيسير أعمال كما يقول البعض, مؤكد أنها من أخطر الحكومات التي تقع عليها المسئولية. ولفت الببلاوى إلى أن أكثر الأمور أهمية في الحكومة الحالية هو أن تتخذ مصداقية وثقة الشعب, مشيرا إلى أن الوضع الحالي يجعلها حكومة بالغة الصعوبة. وأكد الدكتور حازم الببلاوي, رئيس الوزراء, أن حكم العسكر لن يعود مرة أخرى إلى مصر, وذلك مع التأكيد على استمرار قيام القوات المسلحة بدور حيوي كبير في مراحل مصر المختلفة, مشيرا إلى أن ذلك يعد من أهم مكتسبات الثورة . وجدد الببلاوي تأكيده أنه لم يلتق بالفريق أول عبد الفتاح السيسي منذ تكليفه بالحكومة, إلا يوم أداء اليمن, مشيرا إلى أن الفريق السيسي لم يتصل به عند اختيار الوزراء ولا أحد غيره من القوات المسلحة. وأشار الببلاوي إلى شخصية الفريق أول السيسي والنبرة الصادقة في حديثه جعلت الشعب يحبه ويقدره. ورفض رئيس الوزراء فكرة أن تكون المصالحة مع أى طرف تقوم على أساس الصفقة, مشيرا إلى أن مبدأ الحكومة للمصالحة هو عدم الانخراط فى عنف ودم وأن تكون المشاركة في المستقبل هى البداية وليس العودة إلى الوراء. وأوضح أن المصالحة هى أساس بناء المجتمعات الحديثة والديمقراطية, مشيرا إلى أن استمرار جزء من الشعب في حالة عدم مصالحة قد يؤثر على مسار الدولة وتنميتها. وحول عودة أمن الدولة مرة أخري, أكد الببلاوي أنه لابد من وجود جهاز أمني قوي. وأكد الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء, أن علاقات مصر الخارجية يجب أن تقوم على مبدأ أن مصر جزء من هذا العالم, مشيرا إلى أن العلاقات المصرية الخارجية ستقوم على الانفتاح على الأخر. وحول العلاقات المصرية القطرية, قال إن المسئولين بقطر لا يتحدثون عن توتر العلاقات مع مصر, فيما تقوم قناة الجزيرة التابعة لقطر بأعمال غير واضحة المعالم وغير أخلاقية في ضوء هذه العلاقات. وطالب بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق قناة الجزيرة بسبب قيامها بعرض أشياء بعيدة تماما عن مصر ووضعها الحالي, مشيدا بصبر الدولة رغم امتلاكها حق الرد القانوني. وحول الأوضاع الاقتصادية, أكد الببلاوي أن الاقتصاد هو التعامل مع المستقبل, وهذه هي لغة الاقتصاد, مشيرا إلى أن زيادة الانتاج هى أساس تحسن الوضع الاقتصادي. وأضاف أن الإحساس بالاستقرار والتفاؤل هو أساس النمو الاقتصادي, مشددا على ضرورة أن يؤمن الشعب بأن القادم أفضل لينعكس ذلك على أرض الواقع. وأشار إلى أنه مع التظاهرات السلمية لاتباع النظام السابق لأنها حرية رأى, موضحا أنه يعتقد أن التجربة السابقة لمناصري النظام السابق جعلتهم يعرفون أن الدولة قوية. ووجه رئيس مجلس الوزراء رسالة في نهاية الحوار للشعب المصري مفادها أنه يعد الشعب بالصدق والمصارحة وأن يكون واضحا معهم في كل الأمور.