قالت وهي حزينة مهمومة: زوجي خائن.. يعرف سيدة أخري في الحرام!! كانت عيونها تزرف الدمع وبين لحظة وأخري تنظر إلي صمتي عليها تجد ما يجفف دمعها.. بعد قليل علا صوتها الخافت وقالت: ما رأيك سيدتي فيما قلته؟ ولم تعطني مهلة للرد فقد أكملت تسرد التفاصيل الكاملة لاكتشافها سر الخيانة العظمي من رجلها.. ولم تنس بالطبع أن تكون مظلومة أمام نفسها قبل أن يكون ذلك أمامي وعندما أصرت علي معرفة ردي والخروج عن صمتي أجبتها: أنت عزيزتي الخائنة حاملة الذنب أمام الله فالمحرض علي الجريمة شريك فيها. كانت صدمتها من قولي كبيرة ودهشتها أكبر ولكنها لم تملك إلا الصمت هذه المرة أمام سيل العبارات الصادمة مني خاصة عندما شرحت لها وقدمت لها الأدلة مما قالته هي. قارئتي الفاضلة سيدة تعمل في مجال التدريس ولديها جمهور كبير من طلبة الثانوية العامة.. تخرج من المدرسة للسنتر للبيت للأولاد للنوم.. العلاقة بينها وبين أولادها بخير فهم يجدون ما يحتاجون إليه متوفراً من مأكل ومشرب ومصروف.. ولا وقت لديهم هم أيضاً للقاءات الأسرية التي باتت موضة قديمة وعادات مندثرة تلك الأيام.. أما الزوج الذي يعمل موظفاً ويعود لبيته الرابعة عصراً ينتظر الزوجة التي تعمل بموافقته ورضاه في كل تلك الأوقات لضرورات الحياة المستحيلة الأسعار والطلبات والنفقات تستهلك كل ما يأتي وربما أكثر.. ولكن هناك أشياء لا تباع ولا تشتري منها العلاقة الزوجية الحميمة وأعني الحقوق الشرعية لكلاهما. انقسمت المشكلة هنا إلي نصفين.. نصف حمله الزوج.. ونصف حملته الزوجة وأعني وأؤكد علي مفردة الرجل قبل الزوج والمرأة قبل الزوجة لا لشيء إلا لأنها مشكلة متكررة كبيرة تضر الإنسان نفسياً.. ولا يتوقف أمامها الكثير من النساء والرجال لحلها علي اعتبار أن التعب النفسي ليس خطراً كالتعب أو المرض الجسماني.. ولا يفكرون أن بعض الفشل في حياتنا سببه الأول وربما الوحيد هو عدم الاستقرار النفسي.. الذي وقع تحت وطأته الزوج وهو يتجاهل أنه شريك فيما وصل إليه حال بيته وأسرته.. وكذلك الزوجة ولكنها لا تملك الوقت للتفكير في مشكلتها فتجاوزتها إهمالاً وجهلاً بها. الزوج الذي لم يجد زوجته قرر أن يملأ فراغ قلبه وحياته بزوجة جاره التي تشعر هي الأخري بفراغ فزوجها مسافر للخارج يعمل ليوفر المال لتعيش في رغد هي وأولادها.. بدأت العلاقة من باب التسلية والفضفضة وانتهت بالحرام علي وصف الزوجة المطعونة غير المظلومة.. كيف ساهمت إذن قارئتنا العزيزة فيما وقع فيه الزوج.. سمحت للجارة الوحيدة الشابة الجميلة المتفرغة للمكياج واللبس علي أحدث موضة بالتواجد في بيتها وقتما شاءت قالت لها: الأولاد بالبيت يمكنك أن تتسلي معهم عندما يكونون لا يستذكرون دروسهم وبالطبع الزوج موجود!! لكنها لم تشك فيه فهو لا يحب الجارة وينتقدها بشدة ولا تعجبه ملابسها ولا طريقة كلامها.. لكنه سيصبر فقط لأجل عيون زوجته حبيبته هكذا قال وهكذا صدقته.. نامت الزوجة مطمئنة حتي أفاقت علي صدمة عمرها.. جارتها في فراشها مع الزوج!! طالبته بالطلاق منعاً للفضائح لكنه رفض وصرخ في وجهها أنها السبب وأنها التي دفعته لذلك فقد كان يطلبها كزوجة فتتهرب منه أو لا تشعر به.. دائماً تعبانة حتي أيام المصيف والتي لا تتجاوز الأسبوع فهي ترغب في النوم بمجرد العودة من البحر.. فالنوم هو فسحتها وسعادتها التي تنتظرها. قال الزوج للزوجة التي طلبت الطلاق.. إنه لن يتركها لأنه يحبها وتعجبت الزوجة كيف يحبها؟! والأخري التي وجدتها بحضنه؟!! وهنا أكدت لها أن زوجها صادق وأنها من دفعته للخيانة بل هي السبب الأول والرئيسي في ذلك.. فرغم ضيق الحياة المالية وعدم وجود البديل للذي تقدمه فطبيعة عمل الزوج لا تسمح له بأي عمل آخر في تخصصه ولكنه يستطيع العمل في مهنة لا تحتاج لتخصص دراسي.. هنا إذن عدم تخطيط جيد لحياتهما.. فحملت الشق الصعب.. حتي أنك نسيتي أنك امرأة لها حقوق وعليها واجبات.. وأن حملها دور الزوج لا يعطيها المبرر لنسيان حق الزوج وحقها.. كان عليها أن تعطي لنفسها جزءاً من وقتها.. لكنها أغمضت عينها وعصبتهما وبدأت تدير الساقية. أما الزوج المحترم الذي قبل أن تدور زوجته وحدها في طاحونة الحياة منتظراً عودتها لتكمل العطاء فتهبه ما تبقي منها وإن كانت منهكة!! ما يحدث يتكرر بأشكال كثيرة ولكن ما دور الطرف المتضرر والشاكي فهناك طرف يتصدي لإحباطات الحياة وطرف يتذمر.. فهل حاول أن يجتذب الطرف المحيط برومانسية وشوق ولهفة.. أم أنه اكتفي باللوم والعتاب والعنيف للتقصير.. لماذا لا يفكر قطبي الحياة أنهما بحاجة لمشاعر "كانت" رائقة وهامسة بينهما وكثيراً ما يشتاقا إليها؟ لماذا لا يعاود كل طرف العودة ناهلاً من رومانسية العلاقة القديمة لترطيب جفاف المرحلة الحالية؟ لماذا يظل كل طرف معتمداً علي الآخر؟ لماذا لا يفكر الرجل أن المرأة الشرقية اعتادت أن تطلب لا أن تعرض نفسها.. المشكلة كبيرة ومتشعبة ولها أطراف كثيرة وروافد لو فتحناها سوف نعالج الأمر. أما قارئتي فقد دعوتها لمسامحة زوجها والتحاور معه أن يحمل معها العبء ويقتسما الكفاح قسمة العدل لتتفرغ له قليلاً.. وأن تعرف أيضاً أن المال قد يشتري أكل وشرب وسيارة وغيرها لكن هناك أشياء لا تباع ولا تشتري كالحب والأمان والاستقرار.. علينا أن نبذل من أنفسنا لنحصل عليها. همسات الصديقة: ولاء أهلاً بك الأحد القادم.. وبالنسبة لزيارتي لكم في الندوة التي تعدينها.. مؤكد يسعدني ولكن ليست هذه الأيام.. لندعوا لمصر بالسلام والاستقرار إن شاء الله.