اجتمعت الأسبوع الماضي اللجنة الوزارية للثقافة برئاسة د. حسام عيسي نائب رئيس الوزراء وزير التعليم. وحضور د. صابر عرب وزير الثقافة صاحب هذه المبادرة. ووزير التربية التعليم د. محمود أبوالنصر. ووزير الأوقاف د. مختار جمعة. ووزير الشباب خالد عبدالعزيز. ووزير الرياضة طاهر أبوزيد. وأمين عام المجلس الأعلي للثقافة د. سعيد توفيق. الاجتماع تضمن كلمات ومناقشات حول دور الثقافة في بناء الشخصية المصرية من خلال دعم الهوية والتمسك بالقيم المستمدة من التاريخ المصري والعربي. وتشجيع الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية بما يسهم في تشكيل الشخصية المتكاملة للشباب المصري. انتهت اللجنة إلي ضرورة التنسيق بين الوزارات المعنية وتشكيل لجنة من هذه الوزارات لتحديد الآليات التي سيتم انتهاجها خلال المرحلة القادمة. المبادرة في حد ذاتها جيدة وتنم عن استشعار هؤلاء المسئولين بالخطر وادراكهم لمدي أهمية الدور الثقافي الآن. لكن المشكلة تكمن - كما يري الشاعر محمد فريد أبوسعدة - في أن أغلب القيادات المساعدة والوسطي بمن فيهم العاملون بوزارة الثقافة نفسها غير مؤمنين بقيمة وضرورة العمل الثقافي. وهي مشكلة ليست هينة. يستطيع هؤلاء أن يضعوا لك مئات البرامج الثقافية. لكن التنفيذ سيكون علي الورق فقط. الأمر إذن يحتاج إلي حل جذري لعلاج أهم مشكلة يمكن أن تواجه طموحات هذه اللجنة. إن هناك العديد من البروتوكولات التي يؤكد الشاعر سمير الفيل أنها موقعة بين هذه الوزارات وبين مؤسسات وزارة الثقافة. ولو راجعت اللجنة هذه البروتوكولات ستجد أن أغلبها لم يتم تنفيذه.. فكيف إذن نجد آلية محترمة لتنفيذ مثل هذه الاتفاقيات. لقد غاب عن اللجنة -كما يقول الشاعر طاهر البرنبالي- فكرة الاستعانة بالمثقفين أنفسهم لوضع تصوراتهم حول العمل الثقافي في أقاليم مصر.. وأظن أن مثقفي سوهاج مثلاً أدري بظروف واحتياجات مواطني محافظتهم ويمكنهم في ضوء معرفتهم اقتراح ما يناسب هذه المحافظة بمدنها وقراها من أنشطة.. الاستعانة بالمثقفين ضرورية لأن الموظفين إذا دخلوا لجنة أفسدوها. وإذا كان الاجتماع قد عقد برئاسة وزير التعليم العالي فعليه -كما يقول د. محمد زعيمة - أن ينظروا أولاً في الكوارث الموجودة في جامعات مصر والمتمثلة في العداء الشديد بين هذه الجامعات وبين الثقافة. هناك العديد من الجامعات. خاصة في الجنوب. ألغت النشاط الثقافي. وأوقفت الفرق المسرحية. أين مهرجان الجامعات المسرحي. وأين الندوات الأدبية والفكرية التي كان د. حسام عيسي نفسه يشارك فيها في الثمانينيات والتسعينيات. أخيراً فإن هناك العديد من المشاكل التي يجب أن تضعها هذه اللجنة في اعتبارها حتي تحقق أهدافها لأن الوضع كارثي بكل المقاييس.. الثقافة يجب أن تكون مشروع مصر القومي خلال السنوات الخمس القادمة علي الأقل. ولابد أن ترصد لها ميزانيات ضخمة.. إذا لم نفعل ذلك تكون كل اجتماعاتنا وأفكارنا مجرد كلام.. وفرصة لتزجية الوقت لا أكثر.