وقوع عدد من العمليات الإرهابية الدامية ضد رجال الشرطة وسقوط العشرات منهم من خلال سلسلة جرائم منظمة دون أخذ الحيطة والحذر لتلافيها يؤكد أن هناك شيئاً خاطئاً وأن هناك غفلة ينبغي تلافيها أولاً ثم محاسبة المقصرين الذين لم يتخذوا الإجراءات المناسبة لحماية أرواح جنودنا. وقعت جريمة قسم شرطة كرداسة بالجيزة. وهي جريمة في غاية البشاعة وهوجم القسم بأسلحة آلية من قبل أفراد لا يعرفون معني الإنسانية. وسقط ضباط وجنود كثيرون وتم التمثيل بجثثهم واختفي عدد آخر منهم دون أن يتمكن هؤلاء من الدفاع عن أنفسهم.. فهل كانوا في غفلة من أمرهم وتم أخذهم علي غرة؟ أم أن تسليحهم لم يرق إلي مستوي تسليح المجرمين؟! ومع كل ذلك لم يتم التوصل إلي الجناة. حتي قيل إن كرداسة تحولت إلي بؤرة إجرام لا تجرؤ الشرطة علي دخولها.. ومن يُرد أن يبحث أو يسأل علي شرطي اختفي أو اختطف عليه أن يجد واسطة له من أبناء كرداسة!! وفي حادث نقل أكثر من 60 متهماً من جماعة الإخوان المسلمين إلي سجن أبوزعبل بالقليوبية كان يجب افتراض أن يتعرض الركب الذي يقلهم إلي محاولة لخطفهم والإفراج عنهم.. وكان يجب تأمين هذا الركب إلا أن ذلك لم يحدث وتعرضت حملة الشرطة التي تقلهم إلي محاولة للإفراج عنهم من قبل أنصارهم من جماعة الإخوان. وتم احتجاز ضابط الحملة وتعذيبه حتي جاءت قوة شرطية أخري وسيطرت علي الموقف وتم نقل الضابط إلي المستشفي بين الحياة والموت ولم يتم السيطرة علي السجناء من جماعة الإخوان إلا بعد وقوع أكثر من 30 قتيلاً منهم!! والكارثة الكبري التي حدثت في شمال سيناء صباح أمس حيث استشهد 25 جندياً من الشرطة علي أيدي الإرهابيين بعد إخراجهم من الأتوبيس الذي كان يقلهم.. وقام الإرهابيون بصفهم وقوفاً علي الأرض ثم أمطروهم بالرصاص في عملية بشعة رهيبة ليسقطوا قتلي في دقائق معدودة!! والسؤال: كيف يسير أتوبيس بهذا العدد من الجنود في شمال سيناء التي تشهد منذ فترة طويلة عمليات إرهابية خطيرة دون أن يتم تأمينه بالحراسة اللازمة؟! هل ظن المسئولون في الداخلية أن الأتوبيس يسير علي كورنيش النيل في القاهرة فاطمأنوا غاية الاطمئنان إلي وصول الجنود سالمين إلي أماكن عملهم في تلك الساعة المبكرة من النهار؟! أي غفلة تلك؟! بل أي إهمال وتسيب وعدم تقدير للمسئولية؟!. ألم يأخذ المسئولون بالداخلية الدرس من كارثة جنود الجيش ال 14 الذين تم اغتيالهم في رفح أثناء تناولهم وجبة الإفطار في رمضان قبل الماضي؟! ومازلنا إلي الآن لا نعرف من الذين ارتكبوا الجريمة وبالتالي لم يتم القبض عليهم. نحن في حالة حرب حقيقية مع الإرهاب في سيناء وفي داخل مدن وأقاليم مصر.. وما لم نأخذ الحذر والحيطة ستقع حوادث أخري كثيرة وكارثية وما لم يتم تشديد قبضة الأمن بالتخطيط السليم والتنفيذ الصارم سنظل نعاني الكثير والكثير ويسقط الشهداء بالعشرات كل يوم!! إننا نتساءل بصراحة عن دور الأجهزة الأمنية المختصة بالجهات السيادية في كل ما يجري في مصر؟! كيف تقع هذه الحوادث البشعة دون أن يكون لديها علم بذلك وبمن يخطط لهذه الأعمال من المجرمين في الداخل والخارج؟! ومتي تقوم هذه الأجهزة بدورها إن لم تقم به في هذه الساعات العصيبة. نحن في حاجة إلي إعادة ضبط الأمور بصرامة.. خاصة أننا نسمع أن بعض المسئولين الذين عينوا في عهد الإخوان في سيناء ولم يتم عزلهم من مناصبهم هم وراء ما يجري فيها من عمليات إرهابية!! لابد أن يفيق المسئولون الغافلون.. لأن مصر في مفترق طرق إما أن تكون أو لا تكون.. الشعب أعطاكم التفويض اللازم فكونوا علي قدر المسئولية. قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم" صدق الله العظيم.