نجحت جماهير الكرة المصرية بدرجة امتياز في الاختبار الذي خضعت له مع استئناف مسابقة الدوري العام عندما تعاملت مع مباريات الأسبوع ال 16 بسلوك رياضي وحضاري رائع.. تفرغت للمتعة والتسلية والترفيه بأداء ومهارات اللاعبين في تفوق الساحرة المستديرة.. وما تحمله اللعبة من تشويق واثارة كونه الهدف الأساسي الذي تحققه الرياضة لعشاقها ومحبيها تاركة الملعب لعناصره من حكام ولاعبين ومدربين كل يقوم بدوره لتؤكد تلك الجماهير بهذا الاستقبال الرائع لعودة معشوقة الملايين لنشاطها أن هناك روحاً جديدة بدأت تسري في نفوس شعب مصر العظيم منذ قامت ثورته الخالدة في 25 يناير لتفتح للمواطن البسيط أبواب الحرية علي مصراعيها يتنفس منها نسيم الحرية معبرا عن رغباته وأحلامه ورأيه بحرية.. دون خوف أو رهبة بعد أن حطمت ثورة النيل البيضاء التي أبهرت العالم بعبقرية الشعب قيود القهر والظلم والاستبداد التي ظلت جاثمة علي صدره 30 عاما.. انعكست روح الثورة علي المواطن البسيط فزادت من وعيه واهتماماته بحقوقه السياسية والدستورية وأولويات حياته اليومية واصراره علي أن يضطلع بدوره في الدفاع عن مكاسب الثورة واستقراره والمشاركة في بناء مصر الحديثة.. مصر الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة.. والتصدي بكل قوة وحزم لفلول النظام الساقط المخلوع واقتلاع الفساد بكل اشكاله ورموزه من جذوره بعد أن أغرق فيه هذا النظام الفاشل الوطن حتي أفقر شعبه وجعل السواد الاعظم منه مساكين.. لقد جاء اختبار مباريات دوري كرة القدم ليؤكد تلك الحقائق علي أرض الواقع فلعبت الجماهير بسلوكها الحضاري والتزامها بتعليمات الأمن ومد يد العون لرجال الشرطة وقواتنا المسلحة الباسلة والتي تقام مسابقة الدوري تحت رعايتها وحريتها ليعرف العالم ان الحياة الطبيعية عادت لأرجاء الوطن .