يوم السبت الماضي وتحت عنوان "صاحب القرار" كتبت عن ظهور نغمة نشاز تنادي بالخروج الآمن لرموز النظام السابق.. وأكدت ان احداً لا يملك هذا القرار.. لا رئيس الجمهورية المؤقت ولا نائبه ولا الحكومة.. وان الوحيد صاحب القرار هو شعب مصر. بالصدفة.. تزامن ما كتبته مع تفجير جريدة "التحرير" قنبلة من العيار الثقيل بعنوان "صفقة الحفاظ علي الجماعة" يتم بمقتضاها الإفراج عن جميع القيادات ما عدا محمد مرسي وخيرت الشاطر وعدم ملاحقة المطلوبين واطلاق سراح سعد الكتاتني وأبوالعلا ماضي كنوع من العربون وإثبات حسن النوايا اضافة إلي تعديل دستور 2012 وليس تغييره والحفاظ علي الجماعة وحزبها وضمان عدم حظرهما أو حلهما الآن أو مستقبلاً.. مقابل انسحاب الإخوان وأنصارهم من رابعة والنهضة طواعية ودون تدخل أمني أو قيام الشرطة بعملية فض "تمثيلية" باستخدام المياه والغاز لحفظ ماء وجه قيادات الإخوان أمام قواعدها!!!! لو كان كل أو حتي بعض ما نشرته "التحرير" صحيحاً.. وأظن أنه صحيح خاصة ان أحداً لم يكذبه حتي كتابة هذه السطور.. فإن تلك الصفقة تكون خيانة لثورتي 25 يناير و30 يونيه معاً ويكون من حق شعب مصر الذي خرج بالملايين للاطاحة بنظام الإخوان ان يطيح ويحاكم كل من شارك في الصفقة بالمناقشة أو الاتفاق أو التنفيذ. هناك أمران في منتهي الأهمية يبدو أن المتورطين في الصفقة لم يفكروا فيهما جيداً: * الأول: أما ان يكون قادة الإخوان سواء المحبوسين أو المطلوبين مدانين فعلاً في جرائم خيانة عظمي وقتل وتحريض علي القتل وفساد مالي وسياسي ويجب محاكمتهم لأنه لا أحد يملك العفو عن هذه الجرائم إلا بعد صدور حكم نهائي وبات. أو أنهم أبرياء ولا دليل علي ارتكابهم هذه الجرائم وبالتالي فإن مكانهم الطبيعي خارج السجون.. علماً بأن الأدلة موجودة فعلاً في يد الشعب والقضاء الشامخ ولا يمكن التلاعب فيها. * الثاني: إذا نفذت الصفقة مع نظام مرسي فما هو الوضع مع نظام مبارك الذي يحاكم رموزه الآن بنفس التهم نوعاً وكيفاً فيما عدا تهمة الخيانة العظمي التي تلاحق مرسي شخصياً؟؟.. هل ستشمل الصفقة مبارك وابنيه ورموز نظامه أيضاً؟؟.. أم سيتم الكيل بمكيالين فينزل أنصار مبارك في الميادين ويعتصمون بنفس أسلوب الإخوان ويتم فتح جبهة جديدة؟؟.. وهل الرئاسة والحكومة بهذا الضعف والفزع؟؟.. وهل أذناب أمريكا المندسون في مواقع صنع واتخاذ القرار المصري الآن بهذا الفجور والجنون بحيث يقامرون بأنفسهم وبمستقبل البلد والشعب..؟؟!!! عموماً.. لست منزعجاً مما قرأت واراهن علي "جيش مصر" واؤمن إيماناً جازماً بأنه لن يقبل مطلقاً بتمرير تلك "الصفقة القذرة".. والأيام بيننا. * ساعة الصفر.. * تسريب "ساعة الصفر" لفض اعتصامي رابعة والنهضة يؤكد أمراً من ثلاثة: إما أنه مجرد تبرير لتأجيل "الفض" حتي يتم تنفيذ الصفقة التي تحدثنا عنها. أو انه لا وجود لصفقة وان هناك طابوراً خامساً "إخوانياً" في الداخلية ولابد من كشفه ومحاسبته بل ومحاكمته. أو ان واحداً "غير مسئول" تحدث عن الموعد من باب أنه عليم ببواطن الأمور ولابد أيضاً من كشفه ومحاسبته.. أنها أرواح بشر من الضباط والجنود والمواطنين يجب ألا تتحكم فيها خيانة أو عدم مسئولية.