هل يحصل مرسي وأتباعه من رؤوس قيادات الإخوان المسلمين علي الخروج الآمن.. مقابل فض اعتصامات رابعة العدوية والنهضة.. وإيقاف المسيرات والمناوشات التي يقوم بها أتباع الإخوان المسلمين وبلطجيتهم.. هذا هو السؤال المطروح علي الساحة في مصر الآن.. ويبدو الشغل الشاغل للشارع المصرى -وهو سؤال له أسبابه- ومن أهمها عدم تحرك الجيش والشرطة لفض الاعتصامين بالرغم من حصول الجيش علي تفويض بذلك من عشرات الملايين من المصريين الذين نزلوا الشوارع والميادين تلبية للنداء الذى وجهه السيسي للشارع المصرى. كذلك الزيارات التي قام بها بعض المسئولين الغربيين لمرسى وكذلك للشاطر -رجل الإخوان القوى المحبوس- وتلك الزيارات شارك فيها مسئولون من الخليج.. وبالرغم من عدم الإعلان عن أسباب الزيارة، فإن المعلومات المتاحة تقول إن تلك الزيارات ليس لها سوي هدف وحيد وهو عقد صفقة مع الإخوان لفض الاعتصام. ويقال في هذا الشأن إن قيادات الإخوان تضع مطالب عديدة لفض الاعتصام فإلي جانب الخروج الآمن فهم يرغبون في عدم إقصائهم من الحياة السياسية وكذلك استعادة كل أموالهم الموضوعة تحت التحفظ. وإذا كان ما يجري في مصر صحيحاً بشأن تلك المفاوضات والصفقة المزعومة بالرغم مما ارتكبه الإخوان من جرائم تصل إلي حد الخيانة العظمى، فهل لو تمت الصفقة يصبح من حق حسني مبارك وكل رموز حكمه السابق الحصول علي خروج آمن أيضاً.. نظراً لأنهم لم يرتكبوا ولا واحداً على الألف مما ارتكبه الإخوان في عام واحد؟ وهو سؤال عبثى يجعل كل ما قام به هذا الشعب من ثورتين هو هباء وقبض الريح -مادام المجرم يحصل علي عفو.. ولا يطاله القانون علي ما ارتكبه من جرائم- فهل قامت الثورتان المصريتان لهذا الغرض، وهل يضيع حقوق الشهداء سواء من سقطوا علي يد مبارك أو مرسي؟ إنه سؤال أليم -وما أظن أن مصرياً واحداً يوافق عليه- وإلا فلتذهب سيادة القانون للجحيم.. وليحكم مصر ألف طاغية مثل مبارك ومرسي وليفعلوا بهذا الوطن وأبنائه ما يشاءون ما دام العفو ينتظرهم في النهاية! إن إتمام مثل تلك الصفقة هو خيانة لهذا الوطن ولشعبه.. وتفريط في حقوق مصر.. وإذا ما وافق المسئولون عند ذلك الأمر.. فليس عندي شك في أن ثورة ثالثة قادمة لن تبقى علي أحد. وهنا يراودني تساؤل.. لا شك أنه يجري علي كل لسان مصرى.. وهو لماذا لم يقم الجيش بتفعيل التفويض الذي منحه الشعب له لفض اعتصام الإخوان المسلمين.. هل هو الخوف من سقوط قتلى بالمئات من الجانبين، خاصة أن المعلومات المسربة من الإخوان تؤكد وجود أسلحة ثقيلة بل وكيماوية لدي المعتصمين في رابعة بالذات، وهو علي أتم الاستعداد لاستخدامها. أم أن السبب هو الخوف من عقوبات غربية تطال الجيش والنظام في مصر لفض الاعتصامات بالقوة.. في حين أن الاعتصامات السلمية مكفولة بحكم القانون والدستور؟ وهل يعتبر الغرب ما يقوم به الإخوان في رابعة والنهضة اعتصامات سلمية.. رغم التعذيب والقتل ضد خصومهم.. ورغم استخدامهم للأسلحة وهل يكيل الغرب بمكيالين.. ويري في معتصمي رابعة أنهم مسالمون رغم كل ما يقومون به؟ وسؤال آخر يبدو بحاجة إلي إجابة.. وهو لماذا تلك الزيارات المكوكية لمرسي وقادة الإخوان المحبوسين والاطمئنان علي صحتهم وحسن معاملتهم بالرغم من أن شيئاً مثل ذلك لم يحدث مع مبارك؟ والإجابة البديهية علي ذلك السؤال هو أن مرسى وتنظيم الإخوان يمثلون شيئاً مختلفاً بالنسبة لأمريكا والغرب، فقد كان الإخوان ونظامهم طابورا خامساً للغرب.. تحالف وكأن لمصلحتهم ضد مصلحة مصر، ولهذا يرغبون في خروج آمن للإخوان لإخفاء ذلك التحالف الأثيم. ومن له عينان للبصر وأذنان للسمع فعليه أن يدرك أن الشارع المصرى غاضب أشد الغضب من المسئولين علي هذا الوطن بسبب التلكؤ في فض الاعتصام وتخاذل الدولة في ذلك الأمر.. الذي لم يعد ممكناً السكوت عليه أكثر من ذلك.. وهو الأمر الذي يهدد بحدوث انشقاق في الشارع المصرى.. وحدوث ما لا يحمد عقباه.