صدقت مقولة "كلنا في الغم والهم عرب" المتابع لم يحدث في ليبيا الآن أو حتي في اليمن وسورية يتأكد أن نفس الأقاويل والتشنيعات والشائعات التي أصدرها كل من النظام التونسي والنظام المصري قبل سقوطهما تردد الآن في ليبيا. ولم تفهم القيادات العربية المترنحة الآن تحت خبطات الثوار. بأن الكذب لا يقوي علي الاستمرار ولم يدركوا فحوي المثل المصري. والذي له نسخ عربية في أن "الكذب ملهوش رجلين" أي أن الكذب لا يستطيع الصمود طويلاً أمام الصدق والحقيقة حتي وإن كان الصدق غير المنظم وكانت الحقيقة فجة ينقصها التهذيب والهندام. النظام الليبي وعلي لسان خالد الكعيم مساعد وزير الخارجية الليبي يقول إن هناك أفراداً من حزب الله اللبناني يشاركون في القتال الدائر في مصراته بجانب الثوار. وينفض يده من الشهداء الذين سقطوا في المدينة علي أيدي قناصة العقيد معمر القذافي ويزعم أن القناصة الذين يطلقون النار في "مصراته هم عناصر من حزب الله اللبناني" هذه الأكاذيب لتوريط حزب الله اللبناني فيما يحدث في ليبيا ليست بجديدة ولكنها مكررة.. كررها النظام التونسي والمصري قبل ثورة الياسمين في تونس وثورة 25 يناير في مصر. حيث ذكر الإعلام الرسمي في مصر قبل الثورة أن هناك أجانب في ميدان التحرير وأن هناك أجندات خارجية وأن هناك من يمول وينظم ويدير حركة الثوار في ميدان التحرير وأن هناك من يدعمهم ويوفر لهم وجبات من كنتاكي وغيرها من الأكاذيب المضحكة والمريبة والغبية في الوقت ذاته.. ذكر الإعلام الرسمي حدوتة كنتاكي لأن في ميدان التحرير واحداً من أكبر مطاعم السلسلة الأمريكية إلا أنه أغلق بعد يوم واحد من ثورة 25 يناير وتناسوا أن كل مطاعم كنتاكي في بر مصر لا تستطيع توفير وجبات لواحد علي ألف ممن كانوا في ميدان التحرير. وما حدث مع كنتاكي في مصر يحدث الآن مع حزب الله في ليبيا والعلاقة بينهما واضحة وجود فرع كنتاكي في التحرير ونزول بعض أفراد من حزب الله وحركة أمل الشيعية اللبنانية الي مصراته وتأييد الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني لثورة الشعب الليبي ضد نظامه. لقد تحدثت بعض التقارير الصحفية أن حركة أمل الشيعية قامت بارسال وفد الي المناطق التي يسيطر عليها المعارضة الليبية والغرض هو البحث عن الإمام موسي الصدر الذي اختفي في ليبيا في شهر أغسطس عام 1978 وقيل إنه مازال حياً في أحد السجون الليبية وفد حركة أمل وصل إلي الأراضي الليبية بحثاً عن الإمام المفقود وعلي أمل الحصول علي أي معلومة قد تفيد في استعادته في حالة بقائه علي قيد الحياة.. ويبدو أن ليس كنتاكي فقط المحرض علي الثورات. بل حزب الله وحركة أمل أيضاً وكلنا في الغم والهم والاستعباط عرب.