عقب المليونيات الحاشدة بالتحرير يكون اليون التالي مغايراً تماماً فقد تراجعت أعداد المتظاهرين بشكل كبير الليلة الماضية ولم تتعد بضع مئات جاءوا لتأكيد تفويضهم للمؤسسة العسكرية لمواجهة الإرهاب والعنف الأخير رافعين أعلام مصر وصور الفريق أول عبدالفتاح السيسي لمواصلة الدعم الشعبي للجيش والشرطة. حظيت المنصة الرئيسية بالعديد من الفرق الغنائية لتقديم أمسية رمضانية لمعتصمي التحرير بدأت بإنشاد صوفي ثم أغان وطنية وتراثية واختتمت بحفل قدمته إحدي الفرق الغنائية التراثية تضمن ترانيم كنسية مسيحية وتواشيح صوفية إسلامية وظل المتظاهرون يهتفون مع الغناء الممتزج بالتراث الإسلامي والمسيحي طوال الليل وسط هتافات "مسلم ومسيحي ايد واحدة" مؤكدين ان أهم ما أعادته ثورة 30 يونيه هو عودة الروح الوطنية للمجتمع المصري ونبذ التطرف الديني والفرقة التي زرعها النظام السابق وجماعة الإخوان المسلمين بين عنصري الأمة المسلمين والمسيحيين. سيطرت حالة الاستنفار الأمني وتمركز القوات المسلحة وأفراد الأمن التابعة للشرطة علي مداخل ومخارج التحرير من ناحية عبدالمنعم رياض واتجاه قصر النيل وميدان سيمون بوليفار تحسباً لوقوع أي اشتباكات أو هجوم محتمل من أنصار الرئيس المعزول. أدان معتصمو التحرير الأحداث المؤسفة التي وقعت فجر أمس أمام النصب التذكاري بمدينة نصر وأسفرت عن وقوع قتلي ومصابين في صفوف مؤيدي الرئيس المعزول وأكد المتظاهرون بالميدان رفضهم للعنف ومطالبتهم بنبذ إراقة الدماء واحترام التظاهر السلمي إذا ما تمسك بالسلمية وليس بإثارة الشغب والفوضي مطالبين معتصمي رابعة العدوية بوقفة مع النفس وفض اعتصامهم لكونه أصبح مصدراً لإهدار الدماء وبوابة للعنف الدموي وبقبول الأمر الواقع والعودة لصفوف كل المصريين. زادت أعداد الخيام لمعتصمي الميدان بشكل نسبي ليلة أمس حيث تم نصب ما يقرب من 15 خيمة جديدة لشباب أحزاب وآخرون ينتمون لقوي ثورية ومستقلون.