تسأل شهيرة محمود من البحيرة: أخرج الزكاة لشقيقي مع أنه كامل الأهلية وليس به من العلل. يمنعه من الكسب لأنه لا يبالي بالحياة وزاهدا فيها.. فهل هذا يعد من فعل الخير وهل يجوز؟! ** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر الشريف: إخراج الزكاة من الأخ القادر لأخيه غير القادر وللمزكي أجران فقد قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم الصدقة علي المسكين صدقة وعلي ذي القربة اثنتان صلة وصدقة ولكن أيتها الأخت السائلة ليس هذا هو الحل الأمثل لتلك الحالة التي ذكرت فشقيقك كما تقولين سليم معافي ليس به أي مانع من موانع الأهلية التي تمنعه من الكسب الحلال ولعله بهذا يستمريء العيش المربح علي حساب كد الآخرين ثم أنه ليس من الاسلام مطلقاً عدم المبالاة بالحياة زهدا فيها وألا ما أمرنا الله بقوله "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقها وإليه النشور". والمرء قد يكون زاهداً حقا إذا لم تكن الدنيا همه ولا منتهي شغله. حتي ولو امتلك أموال قارون وقد يكون المرء غير زاهد في دنياه ولو كان لا يمتلك شيئا علي الاطلاق اذا كان شره النفس يتطلع إلي ما في أيدي الآخرين للحصول عليه ولو بالتسول حيث لم يجعل للآخرة حسابا فالزهد الحقيقي هو زهد القادرين لا زهد العاجزين ولقد ذكرني شقيق السائلة بالشاب السليم المعافي الذي طلب من النبي صدقة فأعطاه وأمره بشراء قدوم ثم أعطاه الدرس البليغ في الكفاح وعزة النفس فقال: "لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب إلي الجبل فيحتطب حزمة من الحطب فيحملها علي ظهره فيبيعها بدرهم ودرهمين خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو حرموه". * يسأل- شوقي محمد السيد من الشرقية: علي دين لا أستطيع الوفاء به وأصحاب الدين صابرون عليه غير أن صبرهم هذا يؤرقني ويجعلني في حرج كلما قابلت واحداً منهم فهل هناك أشياء واردة عن رسول الله تعينني علي التصبر وتفتح علي باب الأمل لسداد هذا الدين؟ ** يجيب الشيخ عبدالعزيز عبدالرحيم حسن مدير إدارة الهرم بأوقاف الجيزة الدين هم بالليل ومذلة بالنهار ولكن عليك أن تأخذ بالأسباب الأذكار الواردة التي تجعلك تقوم بسداد دينك هذا. روي الامام الترمذي عن علي رضي الله عنه: أن كاتبا جاءه فقال: إني عجزت عن كتابتي فأعني فقال: "ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلي الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صبر- جبل كان لقبيلة طيء- ديناً إلا أداه الله عنك قل "اللهم أكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك". وهناك من الأدعية الكثيرة بعد العمل والأخذ بالاسباب تؤدي إلي التوفيق والهداية إلي الصواب في تسديد الديون منها: ما رواه الترمذي عن أبي سعيد الخدري أنه قال رضي الله عنه قال: "دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم المسجد ذات يوم فإذا هو برجل من الانصار يقال له أبو أمامه فقال: يا أبا أمامة مالي أراك جالسا في المسجد غير وقت الصلاة؟ فقال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله.. قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.. قال: ففعلت أي قلت ما علمني رسول الله صلي الله عليه وسلم فأذهب الله همي وقضي علي ديني.