أسئلة كثيرة وردت من قراء "المساء الديني" يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور الدين والدنيا.. عرضناها علي الشيخ محمد ربيع أحمد من علماء الأوقاف وإمام مسجد المغربي بوسط القاهرة فأجاب بالآتي: * يسأل هاني عصمت "مدرس" ما معني الحديث الشريف: "إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار"؟ ** هذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري عن أبي بكرة أن النبي - صلي الله عليه وسلم- قال: "إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: "إنه كان حريصاً علي قتل صاحبه" قال النووي في شرحه "صحيح مسلم كون القاتل والمقتول من أهل النار محمول علي من لا تأويل له ويكون قتالهما عصبيه ونحوها ونحن في الآونة الأخيرة. حدث بين الناس خلاف شديد حول الحكم ونظامه. بين مؤيد ومعارض. حتي وصل الأمر إلي حرق الممتلكات. بل ومد اليد بالقتل للمخالف في الرأي". ونحن نصدر لهم هذا الحديث. فمن يقوم هواه ونزعته الشخصية. وانتماءه الحزبي علي مصلحة الأمة. وعلي مصلحة حرمة الدم والمال والعرض فهو في النار سواء كان قاتلاً أو مقتولاً. وفي الأمور التي يتحير فيها المرء. كان لبعض الصحابة موقف نصدره الآن ألا وهو: أن جماعة من الصحابة تحيروا فيها فاعتزلوا الطائفتين ولم يقاتلوا ولم يتيقنوا الصواب ثم تأخروا عن مساعدته منهم. وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار عن الإمام الحافظ بن حجر.. "إذا اقتتلتم علي الدنيا فالقاتل والمقتول في النار" ويؤيده ما أخرجه مسلم "لا تذهب الدنيا حتي يأتي علي الناس زمان لا يدري القاتل فيهم فيم قتل ولا يدري المقتول فيم قتل" فقيل كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج. القاتل والمقتول في النار". هذا وقد حمل بعض العلماء الحديث علي من استحل ذلك. ويؤيد أن الوعيد لمن قاتل للدنيا وليس لله. روي مسلم أن النبي - صلي الله عليه وسلم- قال: "من قاتل تحت رواية عمية فغضت لغضبه. أو يدعو إلي عصبية. أو ينصر عصبيته فقتل فقتله جاهلية" والعمية هي الجهل .. والله أعلم * يسأل م . ع : أيهما أفضل للمرأة: صلاتها في بيتها أم صلاتها في المسجد؟ ** اتفق الفقهاء علي ترغيب الشرع للمرأة المسلمة بالصلاة في بيتها. ولقد كثرت النصوص في هذا الصدد ومنها: قالتت أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك فقالت: "قد علمت أنكم تجبين الصلاة معي. وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك. وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك. وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي" قال الراوي "فأمرت فبني لها مسجد في أقصي شيء من بيتها وأظلمه. وكانت تصلي فيه حتي لقيت الله عز وجل" رواه أحمد وقال ص: "خير مساجد النساء مقر بيوتهم" رواه أحمد والطبراني. وقال ص: "ماصلت المرأة من صلاة أحب إلي الله من أشر مكان في بيتها ظلمة" رواه الطبراني وابن خزيمة. هذه الأحاديث تدل علي جواز صلاة المرأة في المسجد لكن صلاتها في بيتها أفضل وكلما كانت بعيدة عن العيون كان أفضل. أما ذهابها للمسجد لطلب العلم والتفقه في الدين أمر مباح إذا لم يتيسر لها التعلم في بيتها بالوسائل الحديثة. وإذا خرجت للصلاة في المسجد فلابد وأن تراعي الاحتشام والتأدب بالوقار وألا تمس طيباً حتي لا تصبح فتنة للناس وتفتن بالناس. وعليه فنحن لا نمنع النساء من الذهاب للمساجد لقول النبي ص "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات" أي غير متبرجات بزينة. وإن كنا نرغب في صلاتها في بيتها والله أعلم. الفتوي بغير علم * يسأل ل . م : ما حكم الدين فيمن يجترئون علي الفتوي من غير أهل الاختصاص ويحدثون الناس لتعصبهم لآرائهم؟ ** يقول الله تعالي: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" النحل/43 وقال تعالي: "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لايفلحون" النحل/.16 ويقول النبي صلي الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من قلوب العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء. حتي إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوهم بغير علم فضلوا وأضلوا" رواه البخاري ومسلم. وروي الدارمي أن النبي ص قال: "أجرؤكم علي الفتيا أجرؤكم علي النار". مما سبق يظهر لنا واضحاً جلياً خطورة التجرؤ علي الفتوي من غير أهل الاختصاص وأن من أفتي بغير علم فقد كذب علي الله ورسوله. وحرمة الوقوع في هذا العمل العظيم. وقد كان أكابر الصحابة يتورعون عن الفتوي. يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "جنة العالم" "لا أدري". فإن أخطأها فقد أصيبت مقاتله. وكان ابن عمر يسأل عن عشر مسائل فيجيب عن واحدة ويسكت عن تسع. والإمام مالك سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها: "لا أدري". هذه صور مشرقة عن السلف نري منها إلي أي أحد كانوا يخشون الفتوي بغير علم ونقدمها للناس لتكون نبراساً لكل من عنده بعض العلم أن يقف عند حده. وأن من عرف رأياً اجتهادياً لا ينبغي أن يتعصب له والله أعلم. * ما حكم كثرة النوم في نهار رمضان ؟ شهر رمضان شهر عبادة ليلاً ونهاراً. أما بالليل فبالقيام بصلاة التراويح وقراءة القرآن الكريم. وأما بالنهار فبالصيام. والجزاء علي ذلك وردت فيه نصوص كثيرة. قال ص: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة. يقول الصيام يارب منعته الطعام والشهوة بالنهار فشفعني فيه. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. فيشفعان" رواح أحمد. ولو نام الصائم طول النهار فصيامه صحيح. وليس حراماً أن ينام كثيراً مادام يؤدي الصلوات في أوقاتها. فقد يكون النوم مانعاً له من التورط في معصية تتنافي مع حكمة مشروعية الصيام. وهي جهاد النفس ضد الشهوات والرغبات التي من أهمها الكذب والزور والغيبة قال ص: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدعم طعامه وشرابه" رواه البخاري. وإن كنا نهيب بالمسلمين عدم ضياع نهار الصوم كله في النوم. ونرغب المسلمين في مذاكرة القرآن الكريم والتسبيح والتهليل. والله أعلم.