بعض المفكرين والكتاب والمحللين السياسيين يعتبرون محمد الفطايري دخيلا عليهم ولم يحصل علي تصريح دخول عالم الكتابة وهو يؤلف كتابه "القضية ليست القضية"!! هذا هو ما يعترف به الفطايري نفسه في مقدمة الطبعة الثانية من هذا الكتاب المجهد بحثيا وتاريخيا. الكاتب يبحث مسألة مسلمة ونهائية لدي العرب والمسلمين طوال ستين عاما. تتمثل في محورية القضية الفلسطينية واستيلاء الصهاينة عليها.. لكن الكاتب يري أن فلسطين في ذاتها ليست هي المقصودة بل نحن المصريين من أجل استنزاف كل ثرواتنا وقوانا البشرية والطبيعية ومنع تقدمنا! يقول الكاتب في إحدي صفحات كتابه "ص239" أكثر من كتاب لليهود صدر بعد انتصارهم العسكري في يونيو 1967 اجمعت علي خط واحد معناه: لا نريد مصر المهزومة عسكرية وإنما نريد مصر المخربة داخليا.. واشتغلوا وحققوا بعض نجاحات مؤثرة لأن النجاح الكامل مستحيل رغم أنفهم وأنفنا!! مستحيل لأن السماء باركتنا "مبارك شعب مصر" والرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه بشرنا بأن مصر وشعبها في رباط إلي يوم الدين وإننا خير أجناد الأرض.. لا يؤمن الآخرون بهذا.. ولا يهمنا إيمانهم فالتاريخ وبركة السماء ظلا متوافقين أضف إلي ما سبق في مؤتمر شهير أواخر القرن 19 لإمبراطوريات ذلك الزمان بحثوا: إنه عبر التاريخ قامت إمبراطوريات ثم اندحرت واختفت فكيف يحافظون علي بقائهم؟ حددوا مناطق الخطر عليهم فكان شرقنا رقم "1" وحددوا الخطورة النسبية لدول المنطقة فكانت مصر أولهم فكان القرار: تقطيع أوصال المنطقة وتبقي مصر دوما علي سطح صفيح ساخن فتخسر فرصة أن تقوم لها قائمة.. ونظرة علي خريطتنا العربية تلمسون بسهولة حجم نجاح استراتيجياتهم.. للأسف!! وتردد ذات المعني في مناسبات معظمها تلميحا حتي قالها سافرة فجة جون فوستر دالاس وزير خارجية أمريكا.. من أن مصر كذا وكيت مما يردده رجال الجغرافيا والتاريخ والاستراتيجية وانتهي إلي أنها القلب الذي يجب تقطيع "نياطه".. ونعود إلي لماذا مصر؟! في الإطار المحدود المحدد لموضوع هذه الوريقات.. لماذا اختارتنا عصبة قادرة الصهيونية لتهييء منا عددا جبارا دمويا شرسا.. إلخ؟!! هم اختارونا غالبا دون اعتبار لأية أسباب. من تلك التي حاولت بيانها ولقي اختيارهم قبولا من أطراف أخري. لها أسبابها وسعوا وكأنهم علي اتفاق مسبق بتجاوب مذهل!!