سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد 3 سنوات من تقاعس وزارة التضامن "الأسرة".. تتحرك لمواجهة ظاهرة أطفال الشوارع مشيرة خطاب: وحدة لمناهضة الاتجار بالضحايا.. ودار استقبال لإعادة تأهيلهم د.لبني عبدالرحمن: المؤسسات الاجتماعية تدار بأسلوب خاطئ.. ومسئولة عن هروبهم
عندما تفجرت قضية "التوربيني" منذ أكثر من 3 سنوات بعد اتهامه باستغلال الأطفال في التسول.. والدعارة.. تحركت أجهزة الحكومة كلها وتم تكليف وزارة التضامن بملف ظاهرة أطفال الشوارع وتنفيذ استراتيجية للقضاء عليها أو علي الأقل مواجهتها والحد منها. رغم مرور أكثر من 3 سنوات.. مازالت الظاهرة مستمرة بل ان أعداد هؤلاء الأطفال وكما يؤكد الخبراء والباحثين في تزايد مستمر. وهو ما دعا وزارة الأسرة والسكان الي التحرك مؤخراً بعد أن تم ضبط تشكيلات عصابية لاستغلال الأطفال في التسول والدعارة.. حيث أعلنت الوزيرة مشيرة خطاب عن تبني الوزارة للأطفال ضحايا الاتجار من خلال وحدة مناهضة الاتجار بالأطفال بالوزارة ودار استقبال وإعادة تأهيل الأطفال ضحايا الاتجار بمدينة السلام من خلال استقبال الأطفال الذين تم استغلالهم في التسول والدعارة من قبل تشكيلات عصابية منظمة في حالة عدم العثور علي أهليهم وذلك وفق برنامج شامل لاعادة تأهيلهم نفسياً واجتماعياً وصحياً. تؤكد مشيرة خطاب ضرورة توقيع أقصي عقوبة علي المتورطين في استرقاق واستعباد الأطفال وحماية خصوصية الأطفال الضحايا وعدم نشر صورهم حماية لحقهم في صون كرامتهم وحفظ حقوقهم التي كفلها القانون. أضافت خطاب أنه من الأولويات التي سيتم التركيز عليها خلال المرحلة القادمة هو العمل علي تنفيذ الاستراتيجية القومية لتأهيل ودمج أطفال الشارع من خلال بحث دور الوزارات في دعم مراكز استقبال الأطفال وامكانية انشاء مراكز إضافية وذلك لتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية لهؤلاء الأطفال لجذبهم بعيداً عن الشارع لإعادتهم لأسرهم وتدريب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين علي التعامل معهم من منظور حقوق الطفل. أوضحت أنه سيتم أيضاً التوسع في الاستعانة بباحثات الشرطة للتعامل مع هؤلاء الأطفال وتوفير التدابير اللازمة لحمايتهم أثناء الحجز ومنع اختلاطهم بالمجرمين. في جولة سريعة ل"المساء" علي شوارع القاهرة وتحت الكباري وخارج محطات مترو الأنفاق وجدنا العديد من هؤلاء الأطفال يتضورون جوعاً بملابسهم الرثة الممزقة وأجسادهم النحيلة وعيونهم الزائغة بحثاً عن الأمان المفقود وخوفاً ورعباً من مستقبل مظلم البعض منهم يتسول.. وآخرون نائمون علي الرصيف بعد أن ظلوا طوال الليل هائمين علي وجوههم لفقدهم الطمأنينة والأمان والبعض الآخر يبحث عن بقايا طعام في صناديق القمامة. لكن السؤال الذي يعرض نفسه هل جهود وزارة الأسرة والسكان وحدها قادرة علي مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة؟! السؤال أجابت عنه الباحثة الدكتورة لبني عبدالرحمن بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مؤكدة أن من بين هؤلاء الأطفال من يتعرضون لمعاملة سيئة في المؤسسات الاجتماعية.. التي أصبحت مكتظة بهؤلاء مما يؤدي الي الهروب من أجل البحث عن حياة أفضل ولكنهم يسقطون في الهاوية دائماً ويبدأون طريق الانحراف والجريمة فمنهم من يتجه للسرقة أو تجارة المخدرات أو التسول. شددت د.لبني علي ضرورة إعادة النظر في الأسلوب الذي تدار به هذه المؤسسات الاجتماعية أو ما يسمي بالاصلاحية لمواجهة تزايد عمليات الهروب منها مشيرة الي أن كل الذي فعلته وزارة التضامن لمواجهة ظاهرة أطفال الشوارع هي أنها غيرت المسمي الخاص بهم الي "أطفال بلا مأوي" ولكن ظلت المشكلة كما هي بل وتتزايد كل يوم!!