لكل كاتب عاداته. وأنا مثلاً أفضل الكتابة علي ورق غير مسطر وبقلم جاف من أرخص الأنواع وأجودها ثم إنني لا أكتب إلا عندما أكون منفعلاً.. والانفعال عبارة عن احساس لا ينضج إلا بعد أن أشاهد الكثير من الظواهر سواء المقلقة.. أو الايجابية وأضعها نصب عيني. 30 يونيو يوم مشهود في تاريخ مصر الجديدة عندما تفاعلت جموع المصريين من كافة الأطياف للقيام بانتفاضة علي النظام الحاكم من منطلق الحفاظ علي مباديء ثورة 25 يناير المجيدة التي أعادت البسمة علي شفاه المصريين جميعاً ثم سرعان ما انطفأت هذه الابتسامة لأسباب كثيرة ومتنوعة. خرج الملايين في كافة ميادين مصر يطالبون برحيل النظام الحالي اسوه بنظام مبارك مؤكدين علي ضرورة استعادة مصر لكرامتها في الداخل والخارج والعمل علي تحقيق شعار الثورة: عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية. ارتفع علم مصر في يد شباب مصر والرجال والنساء والاطفال والشيوخ رافضين الاقصاء والتهميش والعناد والمكابرة وبعد أن فقدوا الأمل في الاصلاح وخيم الحزن للحال الذي وصلت إليه مصر داخلياً وخارجياً نتيجة إقصاء أهل الخبرة والاعتماد علي أهل الثقة. الطيران المدني المصري جزء من مؤسسات الدولة المتعددة وايضا من المنشآت الاقتصادية التي لها دور في تنمية الاقتصاد المصري وهو والسياحة وجهان لعملة واحدة. عاني القطاع منذ ثورة 25 يناير من أزمة طاحنة بسبب الأحداث التي وقعت وأدت إلي عزوف الغالبية عن السفر وعزوف السياح عن زيارة مصر مما تسبب في وقوع خسائر طاحنة وجمه وتصورنا بعد الانتخابات الرئاسية وتسلم الرئيس مهام عمله استقرار الأوضاع ودفع عجلة التنمية إلي الأمام لكن عندما رصدنا الواقع المرير لمسنا أن هناك فصيلاً بعينه لا يساعد علي ذلك. في الطيران المدني وبخاصة في بعض الأنشطة منها صالة "4" المخصصة للطائرات الخاصة وعندما انكشفت المستور سرعان ما أحبط المخطط الذي كان يشرف علي تنفيذه أحد قيادات الإخوان ثم بدأ حوار الرحلات بين مصر وطهران بحجة الحصول علي مليون سائح إيراني رغم الاختلاف الشديد بين الشعبين. ما يثير الخجل والدهشة معاً تعيين قيادات في معظم الشركات كل مؤهلاتهم الانتماء إلي فصيل نعرفه جميعاً. بهدف ملاحقة العاملين وكتابة التقارير بشأنهم. وخلال هذه المرحلة انتفض العاملون بالضيافة الجوية في اضراب لمدة ساعات في عهد سمير إمبابي وزير الطيران السابق ووصلت الخسائر إلي 50 مليون جنيه وتواصلت الاضرابات في شركة الخدمات الأرضية لمصر للطيران وايضا اضراب الطيارين لعدة ساعات وارتباك الحركة الجوية.. وفي شركة الميناء وقع اعتصام واضراب لكن كان هناك وقفة ضدهم وصدر قراراً بفصل البعض ووقف البعض الآخر عن العمل في خطوة غير عادلة.. والمؤسف أن هناك عدداً من المحرضين تم تحرير محاضر ضدهم وشملتهم كشوف بأسماء المشاركين في اعانة الحركة الجوية علي المهبط وللأسف قد تم شطبهم من الكشوف في سابقة خطيرة.. لا لشيء سوي أنهم من أهل الثقة فأخذت العدالة التي اصبحنا نبعث عنها دون جدوي. الطيران المدني اصبح مقسما إلي قسمين الأول "مع " والتاني "ضد" فكان طبيعياً أن نري فريقين متصارعين من أجل البقاء في السلطة.. ورأينا استقالة المهندس عبدالعزيز فاضل نائب رئيس اشركة القابضة لمصر للطيران من منصبه بعد أن فاض الكيل به وأصبح لا مناص من تقديم استقالته إلي المهندس وائل المعداوي وزير الطيران المدني. الذي تحمل المسئولية منذ شهور ويبذل اقصي جهده من أجل الحفاظ علي سمعة الطيران المدني ودفع عجلة الأداء إلي الأمام وهو دائما ودوماً محل احترام الجميع لعمله وأدبه الجم لكن كان الله في عون المعداوي من بعض القيادات التي تتربص به وتريد إزاحته من موقعه وهناك قيادة لا تمتلك علماً ولا خبرة جاءت لتتبوأ منصباً رفيعاً كل أدواتها أنها من أهل الثقة دون مراعاة المصلحة العامة التي تقتضي اختيار الكفاءات والجميع يعرف ذلك بل قام بالترويج لنفسه بأنه رفض أن يكون وزيراً ولم لا وهو من أهل الثقة لا الخبرة. حركة 30 يونيو الشعبية للتصحيح وها هي الأيام تثبت أن كل ما يبني من رمال ينهار في لحظات. علي أي حال رفض المعداوي استقالة فاضل لأن معظم العاملين في مصر للطيران تمسكوا ببقائه في منصبه وتمسك المعداوي به وهذه شهادة للمهندس فاضل الذي ضرب المثل الأعلي في الأداء والإخلاق والتميز. وأزعم انني أعرف الطيار توفيق عاصي رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران وهو من طراز فريد ويملك أدوات العلم والخبرة ولا أحد يستطيع أن يزايد عليه فهو قائد فريد استطاع بمهارة فائقة أن يعيد مصر للطيران إلي الانطلاقة العالمية بعد أن تعثرت وبذلك يستحق منا كل الإشادة والتقدير. واضح أن الشمس سوف تشرق من جديد بعد غياب دام عام كامل ومعها نور الحرية فهنيئاً لشعب مصر العظيم الذي أعاد ثورته من جديد. هنيئاً لكل المصريين الذين ودعوا الظلام وفتحوا منافذهم ليستقبلوا نور ثورة 30 يونيو لتصبح مصر لكل المصريين.