رغم أن استخدام التكنولوجيا الحديثة في الشركات الأمريكية أدي إلي زيادة انتاجية العامل بنسبة 2% سنويا.. فان هذا الأمر لا ينطبق علي إدخال هذه التكنولوجيا في المدارس. حسبما يقول تقرير للمركز الأمريكي لتحقيق التقدم. وتشير الدراسات إلي ان مديري المدارس عادة ما يفشلون في إدراك ما يمكن ان تؤدي إليه التكنولوجيا الحديثة من تحسن هائل سواء في عملية التدريس أو في استيعاب الطلاب للمواد الدراسية كما أن المدارس غالبا ما تحصل علي الأجهزة الرقمية دون توظيفها لتحقيق أهداف تعليمية محددة.. وفي النهاية تفشل في تقديم الخدمة المناسبة للطلاب والمدارس ودافعي الضرائب! وكان الجدل المتزايد حول الإنفاق علي تكنولوجيا التعليم قد دفع المركز الأمريكي لتحقيق التقدم الي بحث هذه القضية.. وكيف يستخدم الطلاب هذه التكنولوجيا وما هي الفائدة التي تعود عليهم وعلي المعلمين بعد إنفاق أموال طائلة علي ذلك. تبين ان المدارس الأمريكية تنفق الكثير من الأموال لتوفير أجهزة اللاب توب والتابلت لكنها لا تعرف ما هو المردود الذي يعود علي التلاميذ من هذه الاستثمارات وينتهي الأمر بهذه المدارس إلي استخدام تلك الأجهزة الغالية في أمور تافهة. بدلاً من محاولة استحداث سبل جديدة للتدريس. والمثير في الأمر أن هناك فجوة رقمية في أمريكا نفسها.. حيث تزداد المشكلة سوءاً في المدارس التي تضم الطلاب من الأسر الفقيرة أو محدودة الدخل. والذين يقول معظمهم إنهم يستخدمون الأجهزة الموجودة في المدارس في التدريبات الأساسية مثل حل مسائل الرياضيات. وذلك بدلا من الارتقاء بالمهارات مثل القدرة علي تحليل الأرقام التي يشتمل عليها جدول بيانات أو البرامج الاحصائية في الكمبيوتر. ويقول معدو التقرير.. إنه لمن العار إنفاق مبالغ باهظة لشراء الأجهزة التكنولوجية دون الاستفادة منها بشكل جيد. ووصفوا ذلك بأنه إسراف ليس له مبرر وإهدار للأموال. ويقترح المركز الذي أسسه أعضاء سابقون في إدارتي أوباما وكلينتون استخدام الأجهزة المتصلة بالانترنت في بث محاضرات للأساتذة المعروفين بقدرتهم علي توصيل المعلومات والمواد الدراسية للطلاب.. وهذا يعطي التلاميذ الفرصة لتلقي الدروس علي أيدي الأساتذة المهرة والأكثر تأثيراً. كما أن قيام أكثر من أستاذ بشرح الدرس الواحد وتحميل ما يشرحونه علي أجهزة الكمبيوتر. يتيح لمختلف الطلاب التعليم طبقاً لقدرتهم علي الاستيعاب من خلال أساتذة تختلف طريقة شرحهم للمادة وهذا يتيح الارشادات والتوجيهات التي تناسب كل تلميذ وهو ما يتعذر قيام مدرس واحد به. وقد قام أحد المدونين علي شبكة الإنترنت بزيارة لموقع مدرسة خاصة في سويسرا "مع ملاحظة ان المدرسة لديها إمكانات مادية ومالية أكثر مما لدي المدارس العامة الأمريكية" ووجد أن المدرسين لديهم تلاميذ يستطيعون استخدام جهاز الآيباد لعمل عروض بالوسائط المتعددة عن المواد التي تعلموها.. وهذا يختلف تماماً عما يحدث في الفصول الدراسية بالولايات المتحدة والتي غالبا ما تركز في أجهزة الآيباد علي الألعاب والتطبيقات الموجودة بالفعل داخل الفصل! علي سبيل المثال. فإن تلميذة بالصف الثاني الابتدائي في سويسرا يمكنها استخدام الآيباد في رسم الصور وتصميم مخطط لكيفية سحب الكتب من المكتبة وقراءتها وإعادتها ووضعها علي الرف من جديد.. كما تقوم مثل هذه التلميذة بتسجيل فيديو قصير لنفسها يوضح كيفية استعارة الكتاب. فمثل هذه الأفلام- حسبما يقول المدون- نعمة كبيرة تساعدنا في الوصول للتلاميذ والنفاذ إلي عقولهم. خصوصاً أولئك الذين يتسمون بالخجل والانطواء. ويقول المركز.. إن المدارس الأمريكية بحاجة لأن تكون أكثر إبداعاً في استخدامات التكنولوجيا الحديثة..ويجب ان تولي اهتماماً أكبر بالعودة إلي الضوابط الاستثمارية. بدلا من الاكتفاء بالقول- حسبما تفعل مدارس عديدة- ان عدداً كبيراً لديها به أجهزة التكنولوجيا الحديثة ومتصلة بالانترنت! واذا كان هذا حال المدارس الأمريكية واستخدامها للتكنولوجيا الحديثة وأجهزة الكمبيوتر والانترنت.. فكيف يكون الحال عندنا؟! واذا كان الأمريكان وهم من الشعوب الغنية يركزون علي كيفية استثمار ما ينفق علي الأجهزة التكنولوجية بالمدارس. بحيث يكون العائد موازياً لحجم هذه الاستثمارات.. فكيف لنا ألا نولي هذه القضية ما تستحقه من اهتمام مع وجود مثل هذه الأجهزة داخل غرف مغلقة في مدارسنا.. وربما لا يراها التلميذ طوال العام؟! نرجوكم.. انظروا إلي العالم من حولكم.. وانظروا إلي إمكاناتنا وظروفنا وحاولوا ان تتعلموا يا خبراء التعليم.. ويا كل الخبراء! ** أفكار مضغوطة: أكثر الناس قدرة علي إسعاد أنفسهم هم الذين ينظرون إلي ما في أيديهم وليس إلي ما في أيدي الآخرين! " د . ابراهيم الفقي"