تساؤلات عديدة اثيرت مؤخراً حول اسباب التدخل العسكري الفرنسي في ثلاث عمليات عسكرية متزامنة بآسيا وأفريقيا. وعزت مصادر امريكية مشاركة القوات الفرنسية في العمليات العسكرية الدائرة حالياً في كل من افغانستان وليبيا وكوت ديفوار إلي صراعات سياسية داخلية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يتأهب للانتخابات الرئاسية في العام القادم. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية ان مشاركة فرنسا في عمليات عسكرية ثلاث في نفس الوقت تعتبر سابقة في تاريخ هذا البلد. الذي امتنع طوال العقود الاربعة الماضية عن التورط في نزاعات عسكرية. وأضافت ان قرارات باريس المتلاحقة والمتعلقة بإرسال قوات عسكرية فرنسية إلي افغانستان وليبيا وكوت ديفوار يظهر الصراع السياسي الداخلي الذي يخوضه ساركوزي مع معارضيه منذ اكثر من عام تقريباً.. ونسبت الصحيفة إلي "فرنسوا هايزبورج" الخبير في الشئون الدفاعية مؤسسة الابحاث الاستراتيجية بفرنسا القول ان وجود قوات حفظ سلام فرنسية قرب القصر الرئاسي في العاصمة الايفوارية ابيدجان وتحليق المقاتلات الحربية الفرنسية في الاجواء الليبية وقصفها اهدافاً تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي. فضلا عن وجود وحدات برية فرنسية في افغانستان هو ظاهرة غير مسبوقة. وتري الصحيفة ان فرنسا تأمل في رؤية حلول سريعة لتدخلاتها العسكرية خاصة في كوت ديفوار التي تعثرت فيها المفاوضات مع الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو. إضافة إلي النزاع مع القذافي الذي تأمل باريس في التوصل إلي مخرج له بأسرع وقت ممكن. وتعزو الصحيفة تدخلات ساركوزي بهذه النزاعات المتزامنة إلي انه وحكومته يستندان إلي حجة ان الأممالمتحدة اجازت الانخراط عسكرياً لمعالجة ازمات كوت ديفوار وليبيا وافغانستان. إلا ان تلك الحجة لا تبرر الآثار السلبية وخاصة السياسية والشعبية علي الداخل الفرنسي.. وذكرت "نيويورك تايمز" ان ساركوزي بدأ يفقد شعبيته بقوة في استطلاعات الرأي الفرنسية. حيث اظهرت آخرها انخفاضاً لافتاً في الاصوات المؤيدة له. أشارت إلي ان غالبية الناخبين الفرنسيين مازالوا قلقين حيال نتائج التورط الفرنسي في افغانستان. وهم يتظرون من رئيسهم ان يضع قريباً خطة واضحة للخروج من هذا البلد. نقلت الصحيفة الامريكية عن "ديديه ماتوس" النائب الاشتراكي المعارض سخريته من سياسات قصر الاليزيه قائلاً انه بمقدور ساركوزي شن حرب كل اسبوع. واعتبر ماتوس ان ساركوزي يلعب بالنار. وورط فرنسا في مغامرات يعجز عن احتساب نتائجها.