نظم آلاف الإعلاميين والعاملين في اتحاد الإذاعة والتليفزيون مظاهرة حاشدة أمام مبني التليفزيون بماسبيرو.. شارك فيها قوي سياسية متعددة إلي جانب ائتلاف شباب ثورة شباب 25 يناير بأطيافه المختلفة وائتلاف الإعلاميين المصريين.. بالإضافة إلي مجموعة مصر الحرة.. وعدد من ممثلي نقابتي الصحفيين والمحامين.. ووفد من نقابة السينمائيين وطلاب كلية الإعلام جامعة القاهرة الذين طالبوا بما أسموه "تطهير" التليفزيون وكذلك كلية الإعلام بإقالة د. سامي عبد العزيز عميد الكلية والذي اعتبروه من أذيال النظام السابق خاصة بعد شغله منصب عضو هيئة مكتب أمانة الإعلام بالحزب الوطني. أدي الإعلاميون والمتظاهرون صلاة الجمعة في المسجد القريب من مبني ماسبيرو وامتلأت الشوارع المحيطة وصولاً إلي مبني التليفزيون بالمصلين.. وأمَّهم في الصلاة الداعية الإسلامي د. صفوت حجازي الذي شدد خلال خطبة الجمعة علي حق الشعوب في التعبير والمطالبة بالتغيير من أجل حريتهم التي كفلها لهم الدين الإسلامي والشرائع السماوية الأخري.. فضلاً عن إقرار ذلك نصاً وموضوعاً ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومواثيق الأممالمتحدة.. بجانب اجتماع الدساتير الوضعية علي ذلك. ركز حجازي علي أهمية الإعلام في حياة الشعوب بإعتباره أسرع وأخطر الأسلحة التي تجيّش الشعوب وتحرك الأمم وتشكل وجدانها.. وطالب بضرورة تحرير الإعلام المصري بدءاً من معاهده العلمية وانتهاءً بمؤسساته التنفيذية علي أرض الواقع من تحكم السلطة المنفردة والفكر الواحد الذي يعبر عن اتجاه بعينه.. ليصبح منبراً صادقاً عن نبض الشعب بجميع أطيافه وعقائده.. وليكون صوته الذي يعبر عن أحلامه وطموحاته في مستقبل مشرق وغد أفضل.. ليواكب التطور والازدهار الذي ينبغي أن تتعلمه شعوب الدنيا من الشعب المصري علي وجه الخصوص. كما طالب المتظاهرون بضرورة منح المؤسسات الإعلامية المصرية الرسمية وعلي رأسها اتحاد الإذاعة والتليفزيون ما أطلقوا عليه "وثيقة الإفراج" من قبضة "جماعات المصالح" وعودتها إلي مالكيها الأصليين ممثلين في عموم أفراد الشعب.. وهذا ما أشار إليه د. محمد عبد الله الناشط السياسي وأستاذ الجزئ الذري بكلية العلوم جامعة القاهرة قائلاً: الشعب المصري هو الذي يتحمل نفقات التليفزيون المصري ومرتبات العاملين فيه من خلال دفعه للضرائب الواجبة عليه.. وفي المقابل ينبغي أن تقدم له خدمات إعلامية نزيهة وصادقة وعلي جودة عالية من المهنية والاحترافية.. لكن قادة هذا الجهاز الضخم الذي يضم مايقرب من 22 فضائية وحوالي عشر شبكات إذاعية بالإضافة إلي شركة صوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامي يتقاضون الآلاف المؤلفة ويحصدون الملايين من ورائه نراهم يخدعون دافعي الضرائب ويعملون لأهداف تخدم مصالح نخبة قليلة من أصحاب النفوذ. شاركه الرأي عبد اللطيف محمد - ناشط سياسي - وعضو ائتلاف ثورة الشباب معبراً عن استهجانه الشديد قائلاً: ظل الإعلام المصري الرسمي مضللا للشعب علي مدار 30 سنةً مضت ومن العجيب أنه لا يزال يضلل الناس حتي الآن!!.. ومن الشطط أن نطالب المواطنين بالثقة في الرسالة الإعلامية التي يقدمها التليفزيون الرسمي في الوقت الذي لا يزال يترأسه نفس المسئولين الذين ضللوا الشعب وساهموا في ضياع مصداقية الإعلاميين المصريين الشرفاء العاملين داخل التليفزيون أمام الجمهور!! من جهة أخري رحب الإعلاميون المعتصمون داخل بهو التليفزيون بتكليف قادة قوات الجيش المسئولة عن تأمين مبني ماسبيرو "محمد عاشور" وهو أحد العاملين في قطاع الأمن بالتليفزيون بحماية المعتصمين داخل البهو بما في ذلك متعلقاتهم وملصقاتهم. أكد المعتصمون أنهم سيواصلون اعتصامهم لحين تحقيق مطالبهم التي أكدوا علي شرعيتها في إطار الصالح العام لكونها غير "فئوية".. وشددوا علي أن أعمالهم لم تتأثر بالاعتصام.. حيث يؤدي كل منهم عمله بشكل يومي وبانتظام.. ويحرصون علي العودة لمواصلة الاعتصام بعد انتهائهم من الأعمال المكلفين بها.. في إشارة واضحة لنفي ما يتردد حول نيتهم للإضراب العام أو تعطيل العمل داخل مبني التليفزيون أو خارجه.