أصبح مهماً أن تكون هناك مراجعة للسياسات الزراعية الفاشلة التي حرمت المواطن من الاكتفاء الذاتي في القمح والأرز والعدس والفول. وأدت إلي تدمير محصول القطن. هذه السياسات التي قالوا عنها إنها حرة. شجعت الفلاح علي أن يزرع الكنتالوب ويهمل القمح. وباقي السلع الاستراتيجية.. حتي أصبحنا نجد وفرة في الفاكهة وشحاً في رغيف الخبز. وباقي الحبوب الاستراتيجية. إذا تحدثت عن ضرورة الاكتفاء الذاتي من القمح. يأتي من يقول لك إنها سياسة تحرير الزراعة. وآن الأوان لكي نتحرر منها بعد ثورة 25 يناير.. لابد أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي من القمح. ولابد من عودة السياسة الموجهة للزراعة.. سياسة تعرف احتياجات الوطن والمواطن وتركز عليها. فقد دمرت سياسة تحرير الزراعة محصول القطن طويل التيلة. بعد أن كانت مصر من أكبر دول العالم إنتاجاً لهذا المحصول. وقد أدت إلي حرمان الشعب من وجبته المفضلة التي يبدأ بها صباحه وهي الفول والطعمية. لأنهم قلصوا المساحات المزروعة بالفول. وتبدل الحال. فبعد أن كان لدينا اكتفاء ذاتي . أصبحنا نستورده.. وبالتالي زاد سعر الفول المدمس. وأصبح أغلب المواطنين يجدون مشكلة في تدبير "سندوتش" الفول لأبنائهم قبل الذهاب لمدارسهم. حتي العدس أهملوا زراعته. وتحولنا أيضاً من الاكتفاء الذاتي إلي استيراده وكلها محاصيل استراتيجية تدخل في صميم تغذية المواطنين. أتمني زيادة المساحات المزروعة بالقمح والفول والعدس والقطن وقصب السكر.. فمن يملك غزاءه.. يملك قراره.