في الوقت الذي شارك فيه آلاف الشباب في إقامة مظاهرة جديدة بميدان التحرير بالأمس قام أكثر من مليون ناشط الكتروني بتلبية الدعوة التي أطلقها بعض شباب الثورة والخاصة بعمل مظاهرة الكترونية مليونية أيضاً ولكن من خلال موقع التعارف الاجتماعي الشهير فيس بوك. أبدي غالبية الشباب المشاركين في هذه المظاهرة الالكترونية قناعتهم الكاملة بكل ما جاء في بيانات المجلس الأعلي للقوات المسلحة خاصة دعوة المجلس للمتظاهرين بفض اعتصامهم كي يمنحوا القوات المسلحة فرصة كافية لتحقيق مطالب الثورة ولأن هناك من يستغلهم للاندساس بينهم ولقد تجلي هذا الأمر بوضوح في مظاهرات جمعة النصر حينما سيطرت جماعة الإخوان المسلمين علي المظاهرات لدرجة أنهم منعوا وائل غنيم أحد أبرز قيادات الثورة من إلقاء كلمة للحضور ورفع هؤلاء الشباب شعار "الشعب يريد إخلاء الميدان". وكان من الملفت للنظر هو مساهمة بعض المتظاهرين في ميدان التحرير بآرائهم علي صفحات هذه التظاهرة الالكترونية كما قاموا بتحميل صور مظاهراتهم بالميدان حتي يراها المتظاهرون الكترونيا وأبدي هؤلاء الشباب رفضهم التام لفكرة إخلاء الميدان إلا بعدما تتحقق كافة مطالبهم خاصة أن مظاهراتهم أصبحت تقتصر علي يوم العطلة الرسمية- الجمعة- حتي لا يتسببوا في تعطيل عجلة الحياة بمصر. من المقترحات التي تبادلها المشاركون في هذه المظاهرة الالكترونية وتسببت في جدلاً واسعاً بين باقي المتظاهرين الدعوة التي طالبت بالتجهيز لمظاهرة مليونية حاشدة بمدينة شرم الشيخ لإجبار الرئيس السابق محمد حسني مبارك علي مغادرتها والرحيل عن مصر واستندت هذه الدعوة إلي أن مبارك أصبح شخصا غير مرغوب فيه في مصر خاصة بعد نجاح الثورة الأخيرة. أما معارضو هذه الدعوة فتركزت أسباب معارضتهم علي الحالة الصحية الحرجة التي يمر بها الرئيس السابق منذ تنحيه وأنه كمواطن مصري ساهم في تحقيق أكبر نصر عسكري في تاريخ مصر نصر 1973 من حقه أن يموت علي أرض وطنه ويدفن بها وأبدي هؤلاء المعارضون عدم قناعتهم بأن شرم الشيخ ستتحول إلي حصن لمبارك إذا ما ظل مقيماً بها مؤكدين أنه لا ينبغي تنظيم أي مظاهرة في هذه المدينة السياحية في الوقت الذي بدأت فيه أفواج السياح ترد إلينا من جديد. أما الفكرة التي لاقت تأييداً واسعاً من كل المشاركين فكانت تدعو إلي تجمع أكثر من مليون توقيع للمطالبة بسرعة محاسبة كل من تسبب في قتل شاب مصري منذ يوم 25 يناير وحتي يوم التنحي وبالفعل تم تجميع أول مليون توقيع بالموافقة علي هذه الفكرة في أقل من ثلاث ساعات وانتقد معظم الموقعون عدم توجيه تهمة القتل العمدي للمتظاهرين بالرصاص الحي إلي وزير الداخلية السابق حبيب العادلي حتي الآن وإعطاء الأولوية للتحقيق في تهم الفساد المنسوبة إليه بالرغم من أنه من المفترض أن يكون دم المواطن المصري أهم من أي شئ آخر. واتفق هؤلاء الشباب علي ضرورة إحياء ذكري هؤلاء الشهداء باستمرار حتي لا ينساهم أحد في زخم الحياة وكان الحديث يدور ولأول مرة علي صفحات الثورة عن شهداء الشباب والشرطة في نفس الوقت كما تبادل الجميع عدد كبير من الأدعية الخاصة بالشهداء وأسرهم. أيضاً قام أحد الأطباء العاملين بمستشفي الهلال باستغلال هذا التجمع الالكتروني الحاشد لعرض صور لأحد الشهداء المجهولين والذي لم يتعرف عليه أحد حتي الآن بالرغم من أنه توفي في جمعة الغضب 28 يناير بعدما شارك في المظاهرة التي انطلقت من مسجد الفتح وأبدي هذا الطبيب تخوفه من أن تضطر إدارة المستشفي إلي دفن الشهيد قبل أن يتعرف عليه أحد لذلك طالب بضرورة نشر صورته حتي تتعرف عليه أسرته. قبل أن تختتم هذه المظاهرة الالكترونية فعالياتها أصدرت بياناً لخصت فيه مطالبها وأشار القائمون عليها إلي أنهم سيقومون بإرسال هذه المتطلبات إلي صفحة القوات المسلحة علي الفيس بوك وشددوا علي أنهم لم يرغبوا في نقل مظاهرتهم لميدان التحرير احتراماً منهم لرغبة المجلس الأعلي للقوات المسلحة وركزت متطلباتهم علي ضرورة إلغاء حظر التجول كي يكون تمهيداً لإلغاء العمل بقانون الطواريء وتشكيل حكومة تكنوقراط قائمة علي نخبة من مثقفي وعلماء مصر لأنهم غير راضين عن التعديلات الوزارية التي تمت مؤخراً باستثناء تقليد محمد عبدالمنعم الصاوي كوزير للثقافة لقربه الشديد من الشباب واحتكاكه بهم في فعاليات ساقية الصاوي وأخيراً شدد الشباب علي ضرورة الإفراج عن كل معتقلي الرأي في مصر وإصدار وزارة الداخلية لبيان باسمائهم لطمأنة ذويهم عليهم.