مصر اليوم.. في حاجة إلي الاستقرار لأن الاستقرار يعني تفرغ كل منا للإنتاج كل في محيط عمله ومصرنا الحبيبة في حاجة إلي الاستقرار لأن الاستقرار وحده ولا شيء غيره هو الذي سيتيح لكل من يريد النهوض بهذا المجتمع المساهمة بجهده وفكره وعقله في الانشاء والتشييد.. ومصر لها ثقلها منذ ان خلق الله الارض وما عليها.. وطالما تغني ابناؤنا منذ عهد الفراعنة حتي هذه الأيام.. وقد تكون مصر هي البلد الوحيد الذي يعيش في وجدان ابنائه ولا ننسي ما تغني به مطربونا قدامي ومحدثين والفن دائما ما يكون هو المرآة الصادقة لمواقف كفاح الشعب.. وعندما وافق عديد من اقطاب البشوات مصر علي مد مدة امتياز قناة السويس قال شاعر مصر العظيم في ذلك العصر اسماعيل باشا صبري ابياتا يدين هذه المواقف وقام مجدد الموسيقي المصرية في نفس العصر الموسيقار محمد عثمان بتلحين هذه الابيات. عشنا وشفنا.. ومين عاش يشوف العجب شربنا الضني.. والانين جعلناه لروحنا طرب غيرنا تملك.. وساد واحنا نصيبنا الخيال كده العدل يا منصفين وهذا الدور لا نزال نستمع اليه من فرق موسيقي التراث مثل عبدالحليم نويرة وأم كلثوم وغيرهما. وعندما ثار الشعب المصري الأبي في سنة 1919 كان موسيقار الشعب السيد درويش هو ترجمان هذه الثورة الشعبية وتغني بأمجاد مصر وجيشها. احسن جيوش في العالم جيوشنا و.. أنا المصري كريم العنصرين و.. قم يا مصري مصر آمك بتناديك خد بخطري خطري واجبك عليك كما قدم عشرات الالحان في الاوبريتات المختلفة ونادي بوحدة مصر والسودان عندما قرأ ابياتا لبديع خيري يدين فيها محاولة الفرقة بين شعبي وادي النيل وعلينا ان نعلم ان هذه الا بيات قيلت في وقت معين بلهجة ليست هي بالقطع السودانية. جالت لي هالتي أم أحمد كلماية في متالية سرجوا الصندوق يامحمد.. لكن مفتاحه معايا. ويكفي هنا انه صاحب نشيد بلادي.. بلادي لكي حبي وفؤادي وقد استلهم الرجل العظيم كلمات الاغنية من مقولة خالدة للزعيم الخالد مصطفي كامل وكثيرا ما كان السيد درويش يؤلف كلمات بعض اغانيه وعندما قام الاستعمار بنفي سعد زغلول وحرم علي المصريين ذكر اسمه غني السيد درويش. يا بلح زغلول.. يا حليوه يا بلح.. كما انه أمن بالشعب واقتبس كثيرا من بدايات اغانيه من.. الفولكلور الشعبي. عطشان يا صبايا.. دلوني علي السبيل وسالمة يا سلامة.. رحنا وجينا بالسلامة والحقيقة ان ما قدمه السيد درويش من تراث فني يمجد فيه شعب مصر وجيشها الكثير ويحتاج لمجلدات ونكتفي اليوم بهذا القدر وقد نعود له يوما بتفصيل أكثر. عندما غني المطرب عبداللطيف البنا.. يا سعد من غيرك زعيم. اذن فمصر دائما ما تعيش في وجدان كل واحد من ابنائها سواء اكانوا مجاهدين مضحين بأرواحهم أم من اهل الفن الذين يعبرون عن طموحات هذا الشعب ولنا عودة.. ان كان لنا من العمر بقية.