** مهمة ثقيلة أمامنا جميعاً.. لقد دقت ساعة العمل.. مصر تحتاج لكافة جهود أبنائها.. روح جديدة في كل مكان.. أتمني ولا أطلب أكثر من التمني أن يستتب الاستقرار والأمن والأمان ونحتفظ بصورة مصرنا الحبيبة الغالية كما عهدناها دائماً بأن تكون بلد الأمن والأمان وأن يوفق الله سبحانه وتعالي الجميع لإعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية للبلاد لما كانت عليه وتعويض الخسائر التي مضت وعلينا جميعاً أن نساعد في هذا بالعمل والعمل الجاد المخلص.. لقد جلت قدرتك يارب وعظمت حكمتك خلقت الإنسان في أحسن تقويم ومنحته العقل المفكر والحواس الهادية واللسان المعبر والبيان المصور وبسطت يده علي الكائنات ومكنته من التحكم في قوي الطبيعة.. سبحانك يارب خلقت الإنسان وأمرته بأن يأكل من عرق جبينه وأن يسعي في الأرض ليأكل من رزقك فقلت جل شأنك: "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" "صدق الله العظيم".. سبحانك يارب دفعت السيدة "مريم" عليها السلام ساعة المخاض إلي العمل لتأكل من سعيها وجهدها فقلت لها وأنت أصدق القائلين "وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً ہ فكلي واشربي وقري عينا" "صدق الله العظيم" القادر علي أن تبعث لها بريح تهز النخلة أو بملاك يجني لها الرطب ولكن أردت لها العمل لتعلمها أن عليها أن تعمل لتأكل وتسعي لترزق فالسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة. فبالعمل والجهد والعرق والضمير الحي ينال الإنسان ما يبتغي ويصل إلي ما يهدف من مجد وسؤدد ويدرك لذة الكفاح والتعب ويشعر بنعمة الحياة. كل الأديان السماوية تنهي عن الكسل وتحبب العمل.. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: "ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده".. ويقول عمر بن الخطاب: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة". وإذا كان العمل واجباً والسعي إليه أوجب فإن العلم أساس العمل وذخر العاملين.. فلا سبيل لنا اليوم وغداً إلا العمل ثم العمل ثم العمل حتي تحقق ما نصبو إليه جميعاً من أمنيات وأماني وأحلام وتطلعات وطموحات مستقبلية.