لم تردعه سنوات العذاب التي قضاها وحيدا بين جدران زنزانته الباردة.. يعاني قسوة الأيام وظلمة لياليه في سنوات السجن التي قضاها خلف القضبان.. رغم ضبطه واتهامه في 11 قضية سابقة بين سرقات متنوعة وشيكات بدون رصيد وتبديد.. وأعمال نصب.. إلا أنه كان يعود لممارسة نشاطه الاجرامي المتنوع فور الافراج عنه. علي مدي 40 عاما هي سنوات عمره.. التي قضي بعضها متنقلا بين الأنشطة الاجرامية المتنوعة.. وبعضها الاخر بين جدران السجون لقضاء العقوبات الصادرة ضده بالحبس في جرائمه المتنوعة.. إلا أنه عجز عن تحقيق الأحلام التي عاشها رغم السعادة الزائفة التي صورها له الشيطان بين أحضان بائعات الهوي وبنات الليل التي أنفق فيها كل أرباح ومكاسب جرائمه التي حصل عليها بالسرقة تارة وبالنصب والاحتيال تارة أخري. وخلال جولاته في عالم الاجرام. ودنيا السجون تعرف "العاطل" علي زميل الزنزانة "ابن طوخ" الذي احترف سرقة السيارات وتم ضبطه في احدي القضايا والزج به خلف القضبان.. تلاقت رغباتهما وتوافقت ميولهما.. واتفقا علي العمل معا في سرقة السيارات بعد خروجهما من السجن. اتخذ "الصديقان" وسيلة التخدير أسلوبا لهما في نشاطهما الاجرامي في سرقة السيارات.. حيث يقوم "العاطل" باستيقاف سائق السيارة.. ويتفق معه علي توصيله الي مكان معين ويغريه بمبلغ كبير مقابل التوصيلة.. فيسيل لعاب "السائق" للمبلغ الكبير.. وفي الطريق يتوقف أمام كشك لبيع العصائر.. بينما ينتظره "ابن طوخ" شريك الجريمة ويعطيه علبة عصير بها مادة مخدرة.. يقدمه للسائق بعدها بلحظات يغيب عن الوعي فيلقيه في الطريق ويستولي علي السيارة ليعود بها الي صديقه ويفران بالسيارة لبيعها بأوراق مضروبة لتجار المسروقات. وتعددت أيضا البلاغات أمام اللواء أيمن عز الدين مدير الادارة العامة للبحث الجنائي بالقاهرة من أصحاب السيارات بأحياء مصر الجديدة والنزهة ومدينة نصر بسرقة سياراتهم. تبين من البلاغات أن أسلوب الجناة واحد وهو تخدير الضحية.. فأعد اللواء طارق الجزار نائب مدير الادارة العامة للبحث الجنائي فريق عمل بقيادة العقيد أحمد خيري رئيس مباحث مكافحة سرقة السيارات.. ودلت تحرياته أن وراء جرائم سرقة السيارات "عاطلا" من دار السلام سبق ضبطه واتهامه في 11 قضية سرقات وشيكات وتبديد وأعمال نصب.. بالاشتراك مع "عاطل" من طوخ سبق ضبطه واتهامه في قضية سرقة ومفرج عنهما حديثا. أعد اللواء حسام رضا مدير مباحث العاصمة كمينا ضم المقدم خالد الدمرداش والرائد محمد جهاد معاوني مباحث السيارات وألقي القبض علي "الصديقين" مستغلين سيارة حديثة مبلغاً بسرقتها.. وبعرضهما علي اللواء اسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير لأمن القاهرة اعترفا بسرقة السيارة المضبوطة كما اعترفا بسرقة 9 سيارات أخري بنفس الأسلوب.. وأرشدا عنها.. فتحرر محضر بأقوالهما وأحيلا الي النيابة التي أمرت بحبسهما 4 أيام علي ذمة التحقيق. وتسليم السيارات لأصحابها.. وعرض المتهمين علي قاضي المعارضات للنظر في أمر تجديد حبسهما.