تحول مبني الاذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" إلي ما يشبه الثكنة العسكرية بسبب المظاهرات والاعتصامات التي قام بها العاملون في المبني ضد قياداته. المظاهرات التي بلغت ذروتها الليلة الماضية دفعت قوات الجيش إلي التواجد بشكل مكثف حول المبني بكل اتجاهاته وكونوا بدباباتهم ومدرعاتهم فاصلاً لمنع أي شخص لايحمل كارنيه المبني من دخوله كما استعانوا بأسلاك شائكة لهذا الهدف. داخل المبني تجري عمليات تفتيش ذاتي لكل من يدخله وفور دخول عدسة "المساء" إلي ماسبيرو فوجئت بصدور قرار عسكري بتصعيد "50" عسكريا من قوات الجيش المرابطة أمام المبني للدور الثامن وبالتحديد لمكتب أسامة الشيخ رئيس أمناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون فانتقلت معهم "المساء" لرصد ما يجري. كانت المفاجأة هي تجمع مئآت العاملين بالمبني داخل مكتب الشيخ وفي الطرقات المؤدية له محاولين حفظ بعض المستندات التي يدعون أنها تمثل دليلا مادياً علي فساد الشيخ لكن قوات الجيش تمكنت من السيطرة علي الوضع وأخرجت المتظاهرين من المكتب وطلبت منهم عدم محاولة تكسير جدران المبني والاكتفاء بالتظاهر السلمي واستجاب المتظاهرون لأوامر الجيش لكنهم ظلوا يهتفون "يا أسامة صح النوم.. النهاردة آخر يوم" كما طالت الهتافات نادية حليم رئيس التليفزيون وهالة حشيش رئيس قطاع القنوات المتخصصة وعادل معاطي رئيس قطاع القنوات الاقليمية "المحلية" ونبيل الطبلاوي رئيس قطاع الأمن. غضب المتظاهرين دفع أسامة الشيخ للاحتماء داخل مكتبه وهو نفس الأمر الذي فعلته نادية حليم التي انتظرت حتي انصرف المتظاهرون من أمام مكتبها واسرعت بمغادرتة أمام عبداللطيف المناوي رئيس مركز أخبار مصر فقد تمكن ضباط الجيش من انقاذه بأعجوبة من بين ايدي المتظاهرين الذين اعتدوا عليه أثناء خروجه من مكتب أسامة الشيخ احتجاجاً منهم علي ادارته لشئون المبني عقب استقالة أنس الفقي وزير الاعلام. من بين المتظاهرين محمد اسماعيل مذيع بالشبكة الثقافية والذي قال:- نشعر بالعار بسبب الصورة السيئة التي رسمتها قيادات ماسبيرو عن الاعلام المصري أمام الاعلام الدولي فضلاً عن الفساد المتفشي في المبني والمتمثل في ترقية العاملين بالواسطة ومنح مكافات بالآلاف للمقربين من القيادات فقط واستبدال معدين المبني بالصحفيين لأنهم الاجدر علي جلب الاعلانات فهل هذه هي رسالة التليفزيون المصري. يقول إيهاب الشاعر "معد بالقناة الثقافية".. نطالب بمحاكمة القطاع الاقتصادي بسبب التجاوزات المالية التي ارتكبها وتحويل وزارة الاعلام إلي هيئة علي غرار هيئة الاذاعة البريطانية علي ان يترأس هذه الهيئة أحد أبناء المبني وليس أحد الدخلاء عليه. كما نطالب بمحاكمة القيادات التي قامت بتعيين صحفيين كمذيعين ومعدين لينالوا رضاهم ويكتبوا عنهم بشكل ايجابي بدلاً من أن ينتقدوهم. وتساءل محمد العربي "مذيع بالقنوات الاقليمية" أين ذهبت ال400 مليون جنيه قيمة ايرادات المبني من الاعلانات العام الماضي والتي لم يسجل منها حتي الآن في الدفاتر الرسمية سوي 178 مليون جنيه فقط في الوقت الذي يتأخر فيه صرف مرتباتنا لعدة أشهر ولماذا توقف اعتماد قيادات ماسبيرو علي أبناء المبني الذين اعتادوا علي تنظيم فعاليات مهرجان الاذاعة و التليفزيون وتم اسناد هذه المهمة لشركات اجنبية تتقاضي الملايين؟ ولماذا تم تجميد مهندسي الديكور العاملين بالمبني بعدما صمموا ديكور استوديو قطاع الاخبار ب 28 ألف جنيه فقط وتم حالياً الاستعانة بشركات أجنبية تتقاضي "100" ألف جنيه عن الديكور الواحد؟ أضاف:- ما لايعرفه أحد أن برنامج "مصر النهاردة" تعاقد مع الاتحاد علي شراء "materia" مواد لازمة للبث "ب10" آلاف جنيه في العام ومع ذلك حصلوا علي مواد وخامات بمليون جنيه وحينما علم المهندس أسامة الشيخ بهذه الواقعة قال:- فلنعتبر هذا المبلغ هدية من الاتحاد لأسرة البرنامج. أوضح ان الاتحاد قام باستيراد 14 جهاز صوت لقطاع القنوات الاقليمية من الصين علي اعتبار أنها قطع غيار يابانية ومع ذلك تعرضت للتلف بعد تشغيلها ب50 يوماً رغم ان استيرادها كبد خزينة الاتحاد 40 مليون جنيه. يقول عبد الفتاح شافعي "موظف سكرتارية خدمات داخلية": أعمل في المبني منذ 8 سنوات ولم يتم تعييني حتي الآن وينطبق هذا الأمر علي كل العمالة المؤقتة بالمبني . تساءلت راندة فاروق مخرجة بالقناة الثانية:- هل من العدل ان تحصل نادية حليم علي 300 ألف جنيه شهرياً في الوقت الذي يتم فيه تأخير صرف رواتبنا لشهور طويلة رغم انها لا تتجاوز بضعة مئات من الجنيهات؟ كما ان المخرجين والمعدين الذين تتم الاستعانة بهم من خارج المبني يحصلون علي أجور خيالية بالنسبة لأجورنا رغم اننا لاتقل كفاءة عنهم. الجدير بالذكر انه بعد بدء هذه المظاهرة بساعات سرت شائعة عن تعيين الاعلامي عماد الدين أديب كوزير للإعلام لكن المتظاهرين اعترضوا علي اسمه بشدة ورأوا فيه امتداداً لعصر أنس الفقي الوزير المستقيل.