حالة خوف عاشها العاملون في التليفزيون فى الثانية من ظهر اليوم بعد قرر الإخلاء الذي تم اتخاذه ، وفؤجي الموظفون بضرورة الخروج بسرعة من المبني لدرجة أنه تم تحذيرهم بأن من سيبقي سيضطر لقضاء الليل كله ولن يستطيع الخروج إلا غداً . وقد تم منع عدد كبير من العاملين من الدخول رغم أنه كان لديهم عمل ، ورفض ضباط الجيش و رجال الأمن السماح لأي شخص مهما كان بالبقاء ، وقد شاع بين العاملين في ماسبيرو أن حالة الطواريء التي حدثت اليوم كانت بسبب شائعات حول تفجيرات لمبني التليفزيون ، ويقال أن هناك عمليات تفتيش كبيرة تمت بعد عملية الإخلاء ، وقيل أيضا أن هذه الإجراءات كانت بسبب ما قيل حول خروج مظاهرات كبيرة سيقوم بها المعتصمون بميدان التحرير وسينضم إليهم عدد من العاملين في التليفزيون الرافضين لسياسة التليفزيون المصري خاصة خلال تغطية الاحداث بعد 25 يناير مطالبين باقالة وزير الاعلام انس الفقي والذي – فى رأيهم - شوه صورة المتظاهرين ، كما قيل إن الاعلامي طارق علام وراء مظاهرات إقالة أنس الفقي . وقد انتشر عدد كبير من المدرعات وأحاطوا بكل مداخل مبنى التليفزيون ، وزادت اليوم اعداد رجال الجيش و الامن بشكل كبير خاصة فى الادور الثلاثة الأولى تحسباً لأى اقتحام للمبني . ورغم أن الايام الماضية في التليفزيون شهدت رقابة شديدة علي من يدخل ويخرج وكان لا يسمح الا لمن يحمل كارنيه رسمي بدخول للتليفزيون .. إلا أن اليوم شهد حالة طورايء غير عادية وتم إلغاء كثير من حجوزات المونتاج والتصوير ، اما بالنسبه للتفتيش .. فإن من يدخل التليفزيون يفتش ذاتياً حوالي 3 مرات بالإضافة لاثبات الشخصية والذى يطلب أكثر من 20 مرة ، والغريب رغم كل هذه الإجراءات المكثفة داخل التليفزيون الا ان التعليمات من القيادات الموجوده في التليفزيون بأن يتغير محتوي ما يقدم .. كما أن مساحة الحرية في اختيار الضيوف وطرح كل وجهات النظر حدثت لاول مرة في التليفزيون المصري ولم تعد مقصوره علي برامج التوك شو المسائية مثل مصر النهارده أو من قلب مصر ، بل أن سقف الحرية شمل كل البرامج ، والتعليمات التي صدرت موجهة من اسامه الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون بعد اجتماع عقده مع رؤساء القنوات والقطاعات التليفزيونية وطالبهم فيه بأن يغير التليفزيون جلده سريعا ويحاول اللحاق بالسباق الاعلامي الذي تعرض فيه لخسارة فادحة وهوجم بشكل عنيف خلال الايام الماضيه ، ولكن هناك حاله من التخبط داخل التليفزيون .. فالبعض يقول إن أنس الفقي فقد سيطرته ويهاجم من القيادات الموجودة ويشاع انه سيتقدم باستقالته خلال الايام المقبلة ، كما إن البعض يقول إن اسماء الضيوف يوافق عليها رؤساء القنوات حتى ولو كانت معارضة او صاحبة أراء جريئة .. إلا انهم – حتى الآن - كثيرا ما يترجعون فى آخر لحظة في قبول بعض الاسماء ، أيضاً هناك شائعات كبيرة حول الاستغناء عن عدد كبير من العاملين مع التليفزيون من الخارج .. وأيضاً إلغاء بعض الوظائف مثل المنتج الفني ومساعد المنتج الفني والمنسق العام وأعداد غفيرة من السكرتارية وموظفى العلاقات العامة ، كما أشيع انه سيتم إلغاء كثير من البرامج توفيراً للنفقات .