إذا كان هناك من درس استفدناه من عملية تحرير الجنود السبعة الذين تم اختطافهم في سيناء وعودتهم سالمين إلي أحضان عائلاتهم وذويهم فإن هذا الدرس يتمثل في نجاح كل القوي للتكتل والوقوف في جبهة واحدة متماسكة ومتعاونة أمام أزمة شغلت كل بيت في مصر من أقصاها إلي أقصاها. لابد ان نعطي الرئيس الدكتور محمد مرسي حقه في احتفاظه برباطة الجأش وعلاج الأزمة بروية دون الدخول في مخاطرة غير محسوبة العواقب.. ولابد أن نثمن وقوف الجيش بقياداته التي تحظي باحترام الجميع ووقوف رجال الشرطة وقياداتهم والمخابرات العامة والمخابرات الحربية وأبناء سيناء الوطنيين الشرفاء ومن وراء هؤلاء جميعاً شعب مصر العظيم.. أقول: وقوفهم جميعاً صفاً واحداً أمام هذه الأزمة التي تعرضت فيها هيبة الدولة لامتحان عسير حتي تمت عملية تحرير الجنود بسلام ودون إراقة نقطة دم واحدة. ولابد أيضاً أن نثمن دور الإعلام صحافة وإذاعة وقنوات فضائية في التركيز علي هذه القضية وتحفيز كل القوي للعمل علي فك أسر هؤلاء الجنود. وفتح حوارات وإجراء تحقيقات لتظل الأعصاب والأنظار والهمم مشدودة دون تراخ حتي أثمرت الجهود الجماعية نجاح مصر في هذه الأزمة التي امتد أثرها إلي الخارج في المحيطين العربي والعالمي. درس عظيم استفدناه من التفافنا جميعاً ووحدتنا وتعاوننا حول هدف محدد يجعلنا نتساءل: لماذا لا نلتقي جميعاً في وحدة واحدة لإخراج مصر من العثرات التي تعرقل مسيرتها وتضاعف مشاكلها وتنعكس باليأس علي شعبها؟ لقد التقي الدكتور محمد مرسي خلال هذه الأزمة قيادات كثيرة ومتنوعة.. قيادات سياسية وحزبية وشخصيات عامة ولاشك أنه استفاد من آراء هذه النخبة في رسم خطط وطريقة الخروج من هذه الأزمة. فلماذا لا ينهج الرئيس هذا النهج في كل القضايا المتعلقة بنهضة الدولة والسير بتنميتها قدماً خاصة في المسائل الحساسة التي تمس مصالح الجميع.. وعلي سبيل المثال القوانين التي يتم إعدادها في خفاء أو بالأصح داخل غرف مغلقة وتثير البلبلة في صفوف المواطنين ولا أقول صفوف المعارضة وحدها. المشكلة الاقتصادية الطاحنة التي فشل في حلها وزراء المجموعة الاقتصادية الذين خرجوا في التعديل الوزاري.. والتي لن يقدر علي حلها وزراء هذه المجموعة بعد التعديل.. لماذا لا يستعين الرئيس بآراء وخبرات الاقتصاديين من كل القوي وهم علي أعلي مستوي من الكفاءة والوطنية.. ولاشك أنهم سيضعون "روشتة" لعلاج هذا الخلل الاقتصادي. إذا كان محور قناة السويس علي هذه الدرجة من الأهمية الاقتصادية فلماذا لا يقوم الرئيس بطرحه علي المتخصصين من كل القوي. وفي مقدمتهم المستشار الدكتور طارق البشري وغيره الكثير والكثير. خلافات كثيرة حول ضمانات الانتخابات البرلمانية القادمة.. لماذا لا يضع الرئيس حداً لهذا القلق وينفتح علي كل القوي لوضع النظام الذي يضمن نزاهة هذه الانتخابات. قوة مصر في وحدتها وتكاتف أبنائها في مواجهة الأزمات.. وبدون هذه الوحدة فسوف نظل في حالة ضياع.. ولتكن أزمة الجنود وطريقة حلها نموذجاً للعمل الوطني الخلاق.