5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عادل شاهين وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق فى حوار غاضب: مخطط أمريكى - إسرائيلى للاستيلاء على أجزاء من سيناء
نشر في الأهرام العربي يوم 24 - 04 - 2013

فاض بنا الكيل. هكذا بادرنا اللواء الدكتور عادل شاهين، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، ردا على تصريحات رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضى أخيرا عن وجود 300 ألف بلطجى يرعاهم جهاز المخابرات العامة، نقلا عن الرئيس محمد مرسى حسب ادعاء ماضى.
اللواء شاهين يؤكد ل« الأهرام العربى» إن هذه التصريحات من رئيس حزب يعنى “الجهل المطلق “بطبيعة عمل المخابرات، وفى نفس الوقت محاولة مستمرة من تيارات الإسلام السياسى لهدم مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة، وهى محاولات مستمرة حسب قوله وردت على لسان الدكتور محمد البلتاجى، القيادى فى جماعة الإخوان، وكشف اللواء شاهين عن أطماع إسرائيلية وأمريكية فى اقتطاع أجزاء من سيناء، وعن استشهاد الجنود المصريين ال 16 فى رفح، أكد أن عناصر من غزة، وبترتيب من جهاديين مخترقين من الموساد الإسرائيلى هم من قاموا بالجريمة فى رفح، كاشفا عن دور أجهزة مخابرات دول العالم، وعلى رأسها أمريكا فى استمرار الفوضى.
ما رأيك فى تصريح أبو العلا ماضى، رئيس حزب الوسط، الذى قال فيه إن هناك تنظيما للمخابرات من 300 ألف بلطجى، بينهم 80 ألفا فى القاهرة وحدها، وأن هذا التنظيم شارك فى أحداث قصر الاتحادية؟
هذا التصريح يدخل ضمن عمل ممنهج، أقصد توزيع أدوار يستهدف الإساءة بشكل مباشر لجهاز المخابرات العامة المصرى الذى هو أحد أهم الثوابت الوطنية، بل أحد أهم الركائز الوطنية لحماية الأمن القومى المصرى فى نطاقاته الثلاثة: المحلى والإقليمى والدولى. ومضمون التصريح فى حد ذاته يعكس حالة التخبط السائدة بين بعض أقطاب التيارات الإسلامية الموجودة على الساحة السياسية، فلم تعد تميز بين ما تقول من اتهامات هنا وهناك وبين ما لا يجب أن تدعيه كذبا وافتراء.
أبو العلا ماضى يقول إن هذه التصريحات أفضى بها إليه رئيس الجمهورية؟
التصريح جاء خلال غيبة رئيس الجمهورية عن البلاد، وفى اعتقادى يستهدف: أولا قذف كرسى فى الكلوب لإفساد علاقة رئيس الجمهورية وجهاز المخابرات العامة، الذى لم يمض إلا وقت قصير على مدح أدائه الوطنى وجميع أعضائه وتفانيهم هم ورجال القوات المسلحة فى حماية الأمن القومى المصرى وبعد انعقاد مؤتمر القمة الإسلامى الذى عقد فى القاهرة أخيرا .
وثانيا هو يكشف بصورة لا تدع مجالا للشك أن تيارات الإسلام السياسى باختلافها تسعى جاهدة لهدم وتفسيخ مقدرات الدولة ودعائمها الأساسية المتمثلة فى العديد من الركائز الأساسية، وعلى قمتها القوات المسلحة والمخابرات العامة المصرية.
ما خطورة هذه التصريحات فى الوقت الحالى وعلى المشهد السياسى والأمنى والبلاد تمر بحالة حرجة؟
تيارات الإسلام السياسى تتصور أن هذا الهجوم بمثابة تمهيد لاتخاذ قرارات للتمكين فى هذه المواقع. ولكن غاب من حساباتهم أنهم لن يحققوا ما يصبون إليه، فالشعب المصرى لم تنطل عليه هذه المؤامرات التى تحاك فى الظلام من عناصر حاقدة، كان لها عناصر إجرامية توظفها لارتكاب جرائم ضد الوطن وضد الرموز السياسية فى الدولة، بل قتلة يتسترون بالدين والدين منها براء، وبتلخيص هذا التصريح الذى صدر من شخصية تشغل منصب رئيس حزب سياسى، إنما يكشف عن جهل مطبق فى معرفة مهام وواجبات جهاز المخابرات العامة المصرى منذ إنشائه.
اللواء سامح سيف اليزل، قال إن الهدف من تلك الشائعات هو تفكيك الجهاز وإعادة هيكلته وتغيير قياداته.. فهل تتفق مع هذا الكلام ؟
أوافق عليه مع توضيح بسيط، فدائما من يستهدف الهدم، لا يدخل مباشرة للهدم خصوصا إذا كان الطرف الآخر على درجة عالية من الوعى والفكر ووظيفته ومهام حياته التحليل المسبق والتقييم لما يجرى، والمقصود بهذا مقدمات قد تكون توزيع أدوار، عملا ممنهجا، فإطلاق هذا التصريح فى هذا التوقيت قد يكون تمهيدا، قد يكون بالونا، وقد يكون مقدمة لأن يحذو حذوه آخرون، وسابقا كان يقف كثيرا الدكتور محمد البلتاجى ويقول ويصرح فى أجهزة الإعلام إن هذا الجهاز (المخابرات) جهاز مخابرات مبارك، ولابد أن نهده.. وأقول له يا دكتور بلتاجي: لتقف وقفة وطنية فى حياتك مع مصر، فأنت لا تدرى الكم الرهيب من الاستهداف للوطن الذى قام بمقاومته جهاز المخابرات العامة المصرية.
عرضنا فى فيلم منذ نحو شهر أو أكثر «كلمة وطن» قدمنا فيه إشارة سريعة لهذا المجهود، عبرنا فيه عن الدور الوطنى للمخابرات العامة فى محاولة صد الهجمات الشرسة من أجهزة المخابرات الأجنبية التى تستهدف الإضرار بالأمن القومى المصرى. فأى جهاز يا دكتور بلتاجى هذا الذى تريد أن تهده وتعيد بناءه من جديد. ولتعلم أن هذا الجهاز العريق منذ نشأته يسير على مبادئ ثابتة وطنية، إنه جهاز مخابرات مصر ولم يكن فى يوم من الأيام أبدا جهاز مخابرات أى رئيس ممن تولوا السلطة فى مصر بدءا من الرئيس جمال عبد الناصر، وأتساءل كم من الوقت يستغرق بناء جهاز عريق يستطيع أن يلاعب أجهزة المخابرات الكبار ويلعب على الساحة معهم .
فى ذات السياق، وصف اللواء محمد مجاهد الزيات، تصريحات ماضى بأنها بلطجة سياسية ومحاولة لهدم الجهاز، وهو ما يعنى هدم الدولة، فهل توافق على هذا الكلام؟
أتفق تماما مع مضمون ما جاء فى تصريح الزميل، فعلا فماذا يريد مطلق هذا التصريح إلا أن يشيع ويبعث بشائعات مغرضة تحاول أن تصل للعديد من المواطنين لتفسد علاقتهم بجهاز المخابرات العامة.
فى ذات السياق، إذا كان مطلق هذه الشائعة يقول إنها جاءت على لسان رئيس الجمهورية، فما الذى من المفروض أن يقدمه الرئيس ليحفظ به ماء وجه هذا الجهاز؟
كما قلت فى البداية عندما أطلق هذا التصريح تمعنت فى شيئين أساسيين، مصدره وصل إليه من رئيس الجمهورية، وهذه الجزئية أتركها لمن هو معنى بها فى المقام الأول.
(مقاطعة) ومن هو معنى بها فى المقام الأول؟
كل من هو حريص على جهاز المخابرات العامة المصرى فى أدائه لدوره الوطنى يجب عليه أن يتصدى لبيان حقيقة هذه الهلوسة السياسية، إن الأعمال الوطنية للمخابرات العامة المصرية خير شاهد على ما تتمتع به من المؤسسة الوطنية من تفان فى خدمة وحماية الأمن القومى المصرى والعربى، ويعرف هذه الحقيقة العدو قبل الصديق ويعرفها كل مواطن مصرى أمين صادق فى حبه لوطنه، أما من دأبوا على إهانة مصر والنيل منها ولهم تصريحات سابقة فى هذا بين قوسين (طز فى مصر) ولم يجرؤ مواطن مصرى أن يطلق هذا التصريح على وطنه مصر والتى ذكرت فى كتاب الله العزيز بصورة مباشرة فى أكثر من موقع وغير مباشرة..
إن دور المخابرات يعرفه كل مصرى، أما الوحيدون الذين لا يعرفون فهم من يطلقون هذه التصاريح الحاقدة المليئة بالجهل والتخبط، بل أستطيع أن أقول والتآمر.
الثقافة التى تربى عليها جميع أعضاء المخابرات العامة المصرية بدءا من جيل الرواد الأوائل وحتى الآن تجعلهم يتفانون فى أداء عملهم الوطنى لحماية مصر، ولا يلتفتون إلى ما قد يثيره العدو سواء أكان داخليا أم خارجيا، فالمهام الخارجية أكبر وأخطر وأهم من الالتفات لهذا العواء الذى يطلق هنا وهناك.
نحن نعمل بعقولنا وهذا الجهاز العريق بدءا من الرواد الأوائل الذين تعلمنا على أيديهم حرفة العمل الوطنى المخابراتى لخدمة مصر، وضعى تحتها ثلاثة أو أربعة خطوط حمراء وليس لخدمة شخص أو رئيس أو “س" من الناس، والجهاز يعمل فى السابق والآن ومستقبلا لحماية مصر مصر مصر (كرر كلمة مصر بانفعال)!
ماذا عن علاقة أمريكا مع الإخوان؟ وهل اختلف البنتاجون مع الرئاسة أو الإخوان؟
إجمالا من يتولون حكم مصر الآن يرون وفقا للشواهد التى نسمعها ونقرأها ويفضى بها أعضاء سابقون فى جماعة الإخوان المسلمين كاشفين الآن لأمور كثيرة جدا كانوا يستهدفون إتمامها، وكان معروفا أن لهم اتصالات مع الولايات المتحدة حتى فى عهد النظام السابق، والجميع كان يعلم سواء كان المخابرات العامة أم غيره، فمن الضرورى أن يسعوا إلى الولايات المتحدة ويوثقوا علاقتهم بها.. والشىء بالشىء يذكر، كان الرئيس السابق تطلب منه بعض الأشياء من الولايات المتحدة يوافق على بعضها بعد دراسة، ويرفض أخرى، أما فيما يتعلق بالمساس بالأمن القومى المصرى وأقصد الوجود على أرض سيناء، وأقصد بالمشروع الذى تفكر فيه الولايات المتحدة من سنين هى وإسرائيل فى الاستيلاء على مساحة من سيناء، كل هذا الكلام معروف لدى المخابرات العامة ومعروف لدى كل القائمين من السياسيين، ومن يقدم على هذا، سيجرد نفسه من أى انتماء أو وطنية لمصر وسيدينه التاريخ، ولن يسمح بهذا الشعب المصرى من أول جنود النجوع والقرى الذين يجندون فى القوات المسلحة، وكم ارتوت أرض سيناء وتخضبت رمالها بدماء الشهداء المصريين دفاعا عن كل ذرة رمل وكل شبر فى هذه الأرض التى للأسف أهمل فى تنميتها والاستفادة منها.
ذكرتم المطامع الأمريكية وإسرائيل فى جزء من سيناء .. فماذا تقصدون من ذلك؟
لم تغب فكرة الاستيلاء على سيناء أو حتى الاستيلاء على الجزء الشمالى حتى مدينة العريش، عن فكر الصهيونية الأمريكية بصفة خاصة، والصهيونية العالمية بصفة عامة، ومؤسس دولة إسرائيل، فالكل كان يختبر فى ذهنه اقتناص أى فرصة لقنص هذه المساحة، إما لتوطين مستوطنات يهودية، وقد حدث ذلك فى مستوطنة «ياميت» التى أزالها الرئيس الراحل أنور السادات بعد حرب أكتوبر، ويفكر الإسرائيليون والأمريكيون دائماً فى السيطرة على هذا الشريط الحدودى للاستفادة منه فى حل مشكلة الاكتظاظ السكانى فى غزة، وعرض حتى فى عهد الرئيس السابق مبارك أن يتم تبادل أراض بين مصر (هذه المساحة) تعطى للفلسطينيين وتحصل مصر على مقابل لها من صحراء النقب، إلا أن القرار السياسى والأمنى رفض رفضاً باتاً هذه الفكرة، وإذا وافق أى رئيس لمصر فى أى مرحلة على هذه الفكرة، فإن ذلك سيكون مقدمة وخطوة أولى لضياع سيناء إلى الأبد، هذه الفكرة فى حد ذاتها يحركها الأمريكان بصفة دائمة.
هل تعتقد أن هناك سعيا “لأخونة" الجيش أو المخابرات؟ وهل هذا الأمر وارد؟
أقولها وأكرر الجيش المصرى وهو عمود الخيمة، الذى إذا انكسر هذا العمود، سقطت الخيمة أى سقطت الدولة وضاعت، الجيش المصرى خاض حتى الآن فى مقاومة إسرائيل، خمس حروب، حرب 48 و 56 و 67 و73 والاستنزاف، لأن هناك هدفا يعتنقه كل المسلمين وأبناء الوطن العربى وهو الحفاظ على فلسطين، وهناك من التضحيات وأول من ضحوا لهذا الهدف هم المصريون وقدموا آلاف الشهداء.
دعنا ننتقل لحركة حماس وموضوع الشهداء فى رفح. فى تصريح للدكتور ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات السابق، أكد أن الرئيس مرسى تلقى معلومات عن الحادث وكتب على الملف “يحفظ"، فهل هذا الكلام صحيح؟
كضابط مخابرات سابق خارج الجهاز حاليا، من منطلق ما يصل إلى ذهنى وأحلله وأقيمه، أحاول أن أصل إلى تصور لما حدث، الجزء الذى ذكره الزميل فيما يتعلق بأن المخابرات العامة قدمت معلومات، فهذه حقيقة ودفع الوزير موافى منصبه ثمنا لهذا. أما كلمة “حفظ" أتوقف عندها كما أضع تحتها خطا، حتى أقول إن الرئيس محمد مرسى أشر بحفظ، لابد أن أكون اطلعت على وثيقة حتى أدلى بحقيقة ولم يتسن لى هذا.
هل حركة حماس متورطة بشكل أو بآخر فى عملية الجنود الشهداء فى رفح؟ وكيف التصدى لذلك مستقبلا؟ وكيف ترى هذا التعاون المصرى مع حركة حماس فى هذا التوقيت؟
أقدم للإجابة عن هذا السؤال الآتي: عقيدة أساسية لدى من كان يحكم مصر، وحتى الآن قضية فلسطين تلقى كل مساندة من مصر، أكبر دولة عربية وأكثر دولة قدمت من تضحيات بالشهداء. ومهما حدث من الإخوة الفلسطينيين، ولكن هذا الحدث على وجه التحديد، قتل شهدائنا أثناء إفطار رمضان هو حصيلة تآمر بين عناصر من داخل غزة وبين أفراد من الإسلاميين الجهاديين المتطرفين، الذين يرون أن الجيش والمخابرات وحتى السلطة فى الدولة “كفرة" وتجب مقاومتهم.. وقرأنا منذ فترة قريبة من قام داخل أحد المساجد وأعلن إمارة غزة دولة إسلامية، وقام السيد إسماعيل هنية بقتله وقضى عليهم، ففى ظل هذه الفوضى الفكرية والتآمرية داخل هذا المجتمع وداخل هذه المساحة المحدودة التى تحوى عناصر متطرفة، فأتصور أن هناك مساهمة قدمت من غزة والتحمت بمساهمة من الجهاديين المتطرفين الإسلاميين الموجودين داخل سيناء. ولا أستبعد أن يكون هذا بترتيب ودفع بطريق غير مباشر من الموساد الإسرائيلى دون أن يظهر. وأتصور أن هذه المجموعة المتطرفة ولا أود أن أسميهم حماس، لكننى سأقول المتطرفين من داخل غزة. وأود الإشارة إلى أن الموساد الإسرائيلى يخترق كل التكوينات الموجودة فى غزة أو فى الضفة أو غيره، وليس ببعيد موت الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات.. أتصور أن هناك اختراقاً قد لا تعلمه حماس، اختراق لعناصر عليها سيطرة كاملة أن تؤدى وتنفذ لتوجيه من الموساد.. والدليل الذى أستند إليه فى تصورى الشخصى أن المجموعة القادمة من داخل غزة أنهت دورها، فالمجموعة الموجودة فى سيناء دخلت وفرت، أما المجموعة الأخرى فركبت السيارة وذهبت إلى معبر كرم أبو سالم وما إن مرت، قصفها الطيران الإسرائيلى ليذهبوا ويدفن معهم سرهم! وأتصور أن الموساد هو الخلفية التى رسمت وخططت دون أن تتورط أياديها، إنما من خلال عملاء لها.
ما تفسير سيادتكم لهذا الكم الهائل من الأقمشة المهربة لزى القوات المسلحة المصرية، فمن كان ينوى استخدامها ولصالح من؟ وإلى متى ستظل مصر فى هذه الأوضاع غير المستقرة؟
لم يبق على الساحة فى مصر من المؤسسات القومية القوية سوى مؤسستين : الجيش المصرى أو القوات المسلحة والمخابرات العامة، ولم يصل من يحكمون مصر الآن إلى تطويع هذه القيادات وهذا الأداء الوطنى ليكون رقم واحد، أداء لمصلحة أشخاص، فهذا عصى عليهم وسيظل عصيا عليهم، إذن التفكير التآمرى الذى درج البعض منهم إليه، وأتساءل لماذا لم تظهر كل هذه الكميات من الأثواب وأقمشة الزى العسكرى فى مراحل سابقة؟، (ويستكمل بعد نفس عميق) لأن كان هناك تلاحم حتى وإن وجد خلاف فى الرؤى السياسية، كان هناك تلاحم بين الشعب المصرى وبين هذه المؤسسة العريقة التى يرى البعض الحاقدون من ذوى الاتجاهات الإسلامية المتطرفة أنه لابد من هدم الجيش المصرى، وقالوا: “نهدمه إزاى" جربوا الكثير، وعندما رأوا الآن مطالبات بتدخل الجيش المصرى، فكروا فى كيفية هدم هذا التواصل بين الشعب المصرى وهذه المؤسسة الوطنية، ففكروا فى أن يخلقوا جماعات ميليشيات ترتدى الزى العسكرى المصرى تضرب فى الشعب والشعب يضرب فيها، وتحدث الوقيعة. لكننى أود أن أقول إن هؤلاء الذين يتآمرون فى الظلام، أؤكد لهم أنهم لن يصلوا إلى ما يستهدفون، لأن جميع المواطنين المصريين يعلمون جيدا من هو الجيش المصرى وما تضحياته والدور الوطنى الذى يقومون به ولن يصل هؤلاء الحاقدون المغرضون لأهدافهم.
دعنى أعود للجماعات الجهادية فى سيناء، كيف يمكن التصدى لهذه الجماعات؟
المخابرات العامة والقوات المسلحة ولديها أيضا جهاز مخابرات، لأن القوات المسلحة معنية بهذه المنطقة وبسيناء كلها، لأنها مسرح العمليات الذى فقدت فيه أبناءها وشهداءها، وكلا الجهتين يقدم معلومات لرئيس الدولة، نحن نفتقر إلى الإرادة السياسية التى تضع كل شيء فى نصابه. أتمنى من الرئيس مرسى أن يضع مقدرات مصر فى أولويات رؤيته رقم 1، ولا يضاهيها فى موقعها أى شيء آخر ، لأن الجميع زائل وستبقى مصر كما بقيت هذا العمر التاريخي.
هل ترى أن الجيش بديل إذا الصورة ازدادت قتامة؟
الجيش المصرى له عقيدة ثابتة لا يحيد عنها، له دور طبقا للدستور وللقانون وللمهام التى تولاها من سنين وهو الحفاظ على الأمن القومى المصرى. الناس الذين يدعون للجيش أن يتولى، الجيش المصرى فطن وقياداته المتوالية من جيل لجيل على درجة من الذكاء العالية ودرسوا التخطيط الإستراتيجى والأزمات المحلية والإقليمية والدولية وعلى درجة علمية وثقافية ومعرفية حتى بالعمل السياسى، ولكنهم لا يقدمون على العمل السياسى لأن عليهم واجبا أساسيا.. فإذا اجتاحت مصر ثورة عارمة لا تبقى على الأخضر واليابس، فعلى القوة المتماسكة (الجيش)، هذا أمر لا مفر منه، فعليها أن تضبط الأمور وتحافظ عليها. أما أن يقوم الجيش المصرى بانقلاب عسكرى، فهذا مستبعد تماما وغير وارد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.