عاشت "المساء" يوما كاملا داخل ميدان التحرير ورصدت ردود الأفعال حيث توافد المتظاهرون بصورة كبيرة علي الميدان ولم يمنعهم سوء الأحوال الجوية وتساقط الأمطار الغزيرة من التعبير عن ارائهم. نجح المتظاهرون في تكوين لجان شعبية لتأمين مخارج ومداخل الميدان بوضع نقاط تفتيش كثيرة كل عشرة أمتار مكونة من الرجال والسيدات لتفتيش جميع المترددين علي الميدان حتي الأطفال لم يسلموا من عمليات التفتيش. حرص المتظاهرون علي القيام بأعمال النظافة داخل الميدان ورفع الحجارة من كل مكان ومخلفاتهم من علب الوجبات وزجاجات العصائر والمياه الغازية ووضع جميع المخلفات بأحد الشوارع المجاورة لميدان طلعت حرب. تواجد مختلف الأطياف السياسية بالميدان حيث تجمع شباب 25 يناير بينما انتشر باقي الأحزاب والاخوان المسلمون وحركة كفاية وشباب 6 ابريل وعدد كبير من الأسر المصرية من محافظات مصر في أنحاء متفرقة بالميدان رافعين لافتات تتضمن مطالبهم بينما اختفي جموع المؤيدين للحكومة. طالب جميع المتظاهرين بتغيير اسم ميدان "التحرير" إلي اسم "ميدان الشهداء" رافعين لافتات وصور لجميع الشهداء الذين توفوا خلال الأيام الماضية منذ بدء أحداث 25 يناير ووضع المتظاهرون الميكروفونات ومكبرات الصوت وشاشات العرض في جميع أنحاء الميدان لنجاح تواصلهم مع بعضهم البعض ولكي يتمكنوا من متابعة كل ما يجري داخل الميدان ومعرفة ما يدور حولهم في القنوات الفضائية. وشهد الميدان حدثين مهمين في الصباح حيث تجمع الآلاف من الأخوة المسيحيين وأقاموا قداس الأحد وأدوا صلاتهم وسط الميدان وبجوارهم الاف المسلمين الذين أدوا صلاة الظهر ثم جمعهم دعاء واحد بأن ينصرهم الله وتتحقق أحلامهم. أما الحدث الثاني الذي جذب انتباه كل من تواجد بالميدان هو عقد قران "أحمد" الطبيب باحدي المستشفيات و"علا" مؤهل عال وقد تم نقل اجراءات عقد القران بمكبرات الصوت وشاركهم فرحتهم آلاف المتظاهرين حيث قاموا بتوزيع أكواب العصائر والشربات و"الزبيب" تعبيرا منهم عن فرحتهم بعقد القران التاريخي الذي سيظل عالقا في أذهان جميع المصريين. التف المتظاهرون حول بائعي الكشري بالميدان وأطلقوا علي علبة الكشري "كنتاكي المظاهرات".. كما لوحظ توافر جميع احتياجات المتظاهرين من أطعمة وشاي وعصائر وتباع بأسعار مناسبة فعلبة الكشري ب 3 جنيهات وكوب الشاي بجنيه والعصائر بأنواعها ب 150 قرشا كما لم يخل الميدان من بائعي التسالي حيث تجمع عدد كبير من المتظاهرين علي عربة اللب والسوداني ويباع بأسعار جنيه و150 قرشاً كما لم يخل الميدان من بائعي الاعلام والشارات الخاصة بمصر ويباع العلم بسعر 5 جنيهات وهناك اقبال كبير علي شرائه ورفعه سويا بداخل الميدان والرقص والغناء علي الاغاني والأناشيد الوطنية. وحرص معظم المتظاهرين علي ارتداء الخوذة الواقية الخاصة بالمهندسين لحماية رءوسهم خوفا من القاء الحجارة عليهم. ورغم سخونة الأحداث داخل وخارج الميدان فتحت معظم محلات بيع الملابس الجاهزة أبوابها أملا في أن تدور عجلة الشراء والبيع مرة ثانية وخاصة أنهم في حماية اللجان الشعبية ودبابات الجيش لكن لم يتحقق الأمل فأغلقت المحلات أبوابها مرة ثانية. التقت "المساء" مع مجموعة من الشباب بميدان التحرير.. فيقول سعد حسني بائع كشري: أبيع الكشري بثلاثة جنيهات وأحقق مكسبا جيدا وكنت أعمل موظفا في شركة استيراد وقد تركت العمل منذ بدء المظاهرات للوقوف في ميدان التحرير وبيع الكشري. ياسر مصطفي: كنت أعمل سائقا وبعد أحداث ثورة 25 يناير أحضرت عربة لبيع اللب ووقفت في ميدان التحرير وهناك اقبال علي الشراء خاصة ليلا. محمد حمادة عيد: اقف في ميدان التحرير بعربة لبيع المشروبات والعصائر ولا نستغل الظروف حيث نبيع العصائر ب 150 قرشا نفس سعر البيع في المحلات خارج الميدان.